تنظم متاحف قطر برنامجا ثقافيا ثريا ومتنوعا في العاصمة الفرنسية باريس بداية من يوم الأربعاء المقبل، تزامنا مع دورة الألعاب الأولمبية الصيفية "باريس 2024"، التي ستقام خلال الفترة من 26 يوليو الجاري وحتى 11 أغسطس المقبل.
يتضمن البرنامج الثقافي تنظيم معرضين والإعلان عن أول ترجمة لكتاب "نصوص مختارة" لبيير دي كوبرتان المؤرخ الفرنسي، الذي يعتبره الكثيرون مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة.
وذكرت متاحف قطر في بيان لها اليوم، أن هذا البرنامج الثقافي يأتي تأكيدا على العلاقات الوثيقة بين قطر وفرنسا، وتأسيسا لروابط جديدة قائمة على حب الرياضة المشترك، ويندرج في إطار إرث العام الثقافي قطر – فرنسا 2020، بالإضافة إلى اتفاقية التعاون الثقافي بين البلدين عام 2014.
وقالت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر: "على مدى أكثر من عقد من الزمن، عملنا بشكل وثيق مع زملائنا في فرنسا لتقديم أعظم ثرواتنا الثقافية في باريس والدوحة وكذا خارجهما. يؤكد برنامج الفعاليات هذا التزامنا المشترك بمشاركة اهتماماتنا وقيمنا ومثلنا العليا".
وأضافت سعادتها "وبينما نحن مقبلون على دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024 في باريس، فإن هذه القائمة من البرامج تحتفي بقوة الرياضة في التقريب بين الثقافات ومد جسور التواصل بين الأمم".
ويشمل برنامج متاحف قطر خلال أولمبياد باريس، افتتاح معرض بعنوان "الرياضات الإلكترونية: نقطة تحول"، يوم الأربعاء المقبل في ريزيدنس سيتو باريس، بتنظيم من متاحف قطر، و"3-2-1" متحف قطر الأولمبي والرياضي، حيث يستكشف المعرض تطور الرياضات الإلكترونية من أصولها المتخصصة إلى اقتصادها الثقافي المزدهر الذي يحتفي بالأحداث الكبرى الشهيرة، ويستمر حتى 8 سبتمبر 2024، على أن يقام هذا المعرض في الدوحة العام المقبل.
أما المعرض الثاني الذي تنظمه متاحف قطر ضمن برنامجها الثقافي في باريس، فيأتي بعنوان "الفكر الأولمبي: قيم وقمم "، وسيفتتح يوم 31 يوليو الجاري ويستمر حتى 25 أغسطس المقبل بفندق لو رويال مونسو - رافلز باريس.
ويرصد هذا المعرض مسيرة 40 عاما من مشاركة قطر في الألعاب الأولمبية، وذلك منذ عام 1984، ويضم ثلاثة أقسام، إذ يحتفي القسم الأول بجهود المؤرخ بيير دي كوبرتان، ويحتفي بهبة قطر المتمثلة في أول ترجمة لكتابه "نصوص مختارة" إلى اللغة العربية ولأول مرة. كما يضم مقتنيات أولمبية شهيرة من مجموعة المتحف.
ويسلط القسم الثاني من هذا المعرض الضوء على محطات بارزة في رحلة تقدم قطر الأولمبية، انطلاقا من أول مشاركة لها بدورة "لوس أنجلوس 1984" إلى غاية دورة "طوكيو 2020".
وتبرز مشاركة قطر المستمرة في كل دورة للألعاب الأولمبية والبارالمبية الصيفية بالتركيز على أهم اللحظات التاريخية والتذكارات والميداليات من أول ميدالية ظفرت بها قطر في أولمبياد "برشلونة 1992" بإسبانيا، إلى واحدة من الذهبيتين الاثنتين اللتين نالتهما في دورة "طوكيو 2020".
ومن بين المعروضات توجد ميدالية محمد سليمان البرونزية التي حاز عليها في سباق 1500 متر في دورة "برشلونة 1992"، والتي كانت أول ميدالية يفوز بها بلد خليجي في مسيرة الألعاب الأولمبية. كما تنضم إليها، من بين معروضات أخرى، ذهبية البطل القطري الأولمبي والعالمي معتز عيسى برشم والتي حاز عليها في دورة "طوكيو 2020" في مسابقة الوثب العالي.
أما القسم الثالث والأخير من المعرض، فيميط اللثام عن بزوغ قطر كرائدة في الرياضة العالمية وبلد مضيف، وتطلعاتها لاحتضان الألعاب الأولمبية مستقبلا، فهي تسعى الآن إلى المضي قدما في تحقيق حلمها الأولمبي معززة سعيها هذا بالاستناد إلى مسيرتها الطويلة والحافلة بالنجاحات كمضيف للرياضات الدولية.