أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن 208 فلسطينيين أصيبوا عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى مساء الجمعة، وإطلاقها قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع على المصلين، واعتقالها عددا منهم، في حين تواصلت ردود الفعل العربية والإقليمية والدولية المنددة بالاقتحامات الإسرائيلية.
وفي تفاصيل الإصابات، نقلت قناة الجزيرة القطرية، عن الهلال الأحمر الفلسطيني نقله 88 مصابا إلى المستشفيات، ونُقل 60 آخرون إلى مستشفى ميداني، بينما مَنعت قوات الاحتلال طواقمه من الوصول إلى مدينة القدس.
وأفادت نقلاً عن الشرطة الإسرائيلية إن 17 من عناصرها أصيبوا بينهم ضابط أصيب في رأسه، مشيرة إلى أن الهدوء يسود القدس ومحيط المسجد الأقصى ومداخل البلدة القديمة، مع وجود انتشار مكثف لقوات الاحتلال وتعزيزات واسعة جدا داخل البلدة القديمة وعلى المداخل.
وتأتي هذه الأحداث وسط غضب متزايد إزاء احتمال طرد عائلات فلسطينية من منطقة حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، التي يدعي مستوطنون يهود ملكيتهم لها.
وتشهد المحكمة العليا الإسرائيلية جلسة بشأن قضية حي الشيخ جراح يوم الاثنين، وذلك في اليوم نفسه الذي يوافق يوم القدس في إسرائيل، وهو احتفال إسرائيلي سنوي بالسيطرة على القدس الشرقية في حرب عام 1967.
وقد قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال مداخلة هاتفية مع تلفزيون فلسطين الرسمي، إنه وجه السفير الفلسطيني بالأمم المتحدة لطلب عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن.
من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية إنه أجرى اتصالات بزعماء دول عربية وإسلامية، وطالب هنية في كلمة له عبر قناة الأقصى الفضائية، الدول التي طبّعت مع إسرائيل بإنهاء اتفاقيات التطبيع وإغلاق سفاراتها لدى تل أبيب، مضيفا أن ما يجري حاليا في القدس هو انتفاضة يجب أن تتواصل ولن تتوقف.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءات على سكان حي الشيخ جراح في القدس يرقى إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية.
وأضاف المالكي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي في أنقرة، أن السلطة الفلسطينية طلبت من محكمة الجنايات الدولية أن تأخذ موقفا واضحا من هذه الاعتداءات
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنه اتفق مع نظيره الفلسطيني على نقل قضية القدس إلى منظمة التعاون الإسلامي.
ووصف وزير شؤون القدس الفلسطيني فادي الهدمي ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات على المقدسيين بأنه نذير خطير جدا، وأكد الهدمي في مقابلة سابقة على الجزيرة أن الحكومة الفلسطينية طالبت بتدخل دولي عاجل لحماية القدس والمقدسيين.
وقال نائب المدير العام للأوقاف الإسلامية في القدس ناجح بكيرات إن أهالي القدس يرسلون رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي مفادها أن القدس عاصمة للفلسطينيين، وأضاف بكيرات في مقابلة سابقة على الجزيرة أن هذه الرسالة تؤكد أنه لا شيء يقف في وجه إرادة الفلسطينيين رغم ما يقوم به الاحتلال من حصار وتفتيت لوطنهم.
كما قال خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري إن الأعمال الاستفزازية للاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين العزل هي ما فجر هذه الانتفاضة، وأكد صبري في مقابلة سابقة على الجزيرة أن الفلسطينيين لن يقبلوا بهذا الاحتلال.
وفي ردود الفعل الدولية والعربية، قالت الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة قلقة للغاية من التوترات المتصاعدة في القدس، بما في ذلك منطقة الحرم الشريف وحي الشيخ جراح.
وأضافت الخارجية أنها تشعر بقلق بالغ إزاء احتمال إجلاء عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح وحي سلوان.
وحثت الخارجية الأميركية المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين على التحرك بشكل حاسم، لتهدئة التوترات ووقف العنف، مشيرة إلى أنها على اتصال مع كبار القادة في الجانبين للعمل على تهدئة الوضع.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العنف والتحريض من الفلسطينيين والإسرائيليين غير مقبولين ويجب محاسبة المسؤولين عنهما.
ودعا السلطات الإسرائيلية إلى العمل على تخفيض التوتر بشكل عاجل في القدس، كما استنكر طرد العائلات الفلسطينية في الشيخ جراح والقدس الشرقية واعتبره مقلقا وغير قانوني ويزيد التوتر.
وفي الأردن، قالت الخارجية إن اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين انتهاك صارخ ومرفوض.
وطالبت الخارجية الأردنية بإخراج الشرطة الإسرائيلية فورا من المسجد الأقصى والسماح للمصلين بأداء شعائرهم الدينية.
وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن بالغ إدانتها واستنكارها لاقتحام قوات أمن إسرائيلية المسجد الأقصى والاعتداء على المُصلين الفلسطينيين، وأكد المتحدث باسم الخارجية الرفض المصري الكامل لأي ممارسات غير قانونية مثل سياسة الاستيطان ومصادرة الأراضي أو تهجير الفلسطينيين.
وفي أنقرة، دانت الخارجية التركية بشدة الاعتداءات التي قامت بها قوات الأمن الإسرائيلية ضد المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى، ودعا بيان الخارجية التركية الحكومة الإسرائيلية إلى التعقل ووضع حد لهذا الموقف الاستفزازي والعدواني على الفور.
كما قالت الخارجية الإيرانية إن ما تقوم به قوات الكيان الصهيوني في القدس والأقصى يمثل جريمة حرب، وأكدت ضرورة التحرك الدولي العاجل.
كما قالت الخارجية الكويتية إن اقتحام الأقصى يعد تحديا سافرا لمشاعر المسلمين ومبادئ القانون الدولي وقواعد حقوق الإنسان.
وحملت الخارجية الكويتية سلطات الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية هذا التصعيد الخطير وما سيترتب عليه من عواقب، وأضافت أن استفزازات الاحتلال الإسرائيلي تتطلب تحركا دوليا سريعا لوضع حد لها وحفظ حقوق الفلسطينيين.
وقالت الخارجية القطرية إن اقتحام قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى هو استفزاز لمشاعر ملايين المسلمين في العالم، وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية، وأشارت إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.
وأكدت الخارجية موقف قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
كما أعربت الخارجية السعودية عن رفض المملكة لما صدر بخصوص خطط وإجراءات إسرائيل لإخلاء منازل فلسطينية بالقدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.
وشددت الوزارة على تنديد المملكة بأي إجراءات أحادية الجانب، ولأي انتهاكات لقرارات الشرعية الدولية، ولكل ما قد يقوض فرص استئناف عملية السلام لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
من جانبه، دان شيخ الأزهر أحمد الطيب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى، وقال الطيب في منشور على صفحته في فيسبوك إن اقتحام ساحات الأقصى وانتهاك حرمات الله بالاعتداء السافر على المصلين الآمنين، ومن قبلها الاعتداء بالسلاح على المظاهرات السلمية بحي الشيخ جراح بالقدس وتهجير أهله، إرهاب صهيوني غاشم في ظل صمت عالمي مخز.