شهدت السنوات الأخيرة ظهور تقنية جديدة في مجال الصيد تعتمد على الطائرات المسيّرة (الدرون) التي تُستخدم لتوجيه خيوط الصيد والطعوم إلى أماكن نائية وصعبة الوصول، وعلى الرغم من أن هذه التقنية قد تحسّن فاعلية الصيد، فإنها تثير قلقاً متزايداً بشأن تأثيرها السلبي على الثروات السمكية والبيئة البحرية في مختلف أنحاء العالم.
في جنوب إفريقيا، حيث تمتد سواحل البلاد على نحو 2850 كيلومتراً، أصبح الصيد بالمسيرات ممارسة شائعة بين هواة الصيد الأثرياء، ومع وجود أكثر من 400 ألف صياد بالشص في البلاد، أظهرت الدراسات زيادة ملحوظة في استخدام المسيرات خلال السنوات الأخيرة، ما أدى إلى تصاعد المخاوف بشأن تأثيرها على البيئة البحرية، وفقاً لـ«The Conversation».
تأثيرات محلية وعالمية
يشهد الصيد بالمسيرات في جنوب إفريقيا زيادة بنسبة 357% منذ عام 2016، مع تركيز على صيد أسماك القرش، بما في ذلك الأنواع المهددة بالانقراض، يثير هذا الوضع قلقاً بشأن التأثيرات البيئية السلبية، بما في ذلك النفايات والتلوث الذي تخلفه الطائرات المسيرة، وقد بدأت الحكومة في تنظيم هذا النشاط من خلال إصدار قوانين تحظر استخدام المسيرات في الصيد الترفيهي، وفقاً لـ«Marine Policy».
وفي أستراليا، تُستخدم الطائرات المسيرة بشكل شائع في صيد الأسماك الكبيرة مثل التونة، على الرغم من فاعلية هذه التقنية، فإن هناك قلقاً بشأن تأثيرها على الحياة البحرية، تعمل السلطات على دراسة تنظيمات قد تحدُّ من استخدام المسيرات.
كما شهدت نيوزيلندا أيضاً زيادة في استخدام الطائرات المسيرة، مع التركيز على أنواع مثل النهاش الأحمر، وعلى الرغم من أن هذه الأنواع ليست مهددة بالانقراض، فإن السلطات تستعد لتطبيق قوانين تنظيمية للحفاظ على البيئة البحرية.
في الولايات المتحدة، تزايد الاهتمام باستخدام الطائرات المسيرة في الصيد، خاصة في ولايات مثل فلوريدا وكاليفورنيا، مع ذلك، لا يزال التنظيم محدوداً، وتقوم بعض الولايات بدراسة قوانين جديدة لتنظيم هذا النشاط.
وأيضا في المملكة المتحدة، يعتبر استخدام الطائرات المسيرة في الصيد نادراً، لكنَّ هناك اهتماماً متزايداً بتقنيات الصيد الحديثة، وفي كندا، لا يزال الاستخدام محدوداً، ولكن هناك اهتماماً بين بعض هواة الصيد.
تحقيق التوازن بين التكنولوجيا والبيئة
تسعى الدول إلى تحقيق توازن بين الاستفادة من تقنيات الصيد الحديثة وحماية البيئة البحرية، تتطلب هذه التحديات تعاوناً دولياً وتطوير تشريعات وتنظيمات تضمن استدامة الموارد البحرية وتقلل من التأثيرات السلبية لاستخدام الطائرات المسيرة.
تعكس ظاهرة الصيد بالمسيرات تحولاً في تقنيات الصيد، لكن يتعيّن على الحكومات والمجتمعات العلمية العمل معاً لوضع إطار قانوني وتنظيمي يحافظ على توازن النظام البيئي ويعزز الاستدامة.