لا يزال الغموض يكتنف مصير القيادي في جماعة "حزب الله" فؤاد شكر، عقب محاولة لاغتياله عبر غارة شنتها طائرة مسيّرة إسرائيلية على مبنى في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت مساء الثلاثاء، حسب إعلام عبري.
ووفق وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، أطلقت مسيّرة إسرائيلية 3 صواريخ على مبنى في محيط مجلس شورى "حزب الله" بحارة حريك غربي بيروت.
وأفادت بـ"سقوط شهيدة وعدد من الجرحى، حالة بعضهم حرجة، في الغارة المعادية على حارة حريك" بالضاحية الجنوبية، المعقل الرئيسي لـ"حزب الله".
وبينما ادعت القناة "14" الإسرائيلية (خاصة) أن الغارة استهدفت "فؤاد شكر، وهو قيادي كبير في حزب الله"، ذكرت القناة "12" أنه "لا يوجد تأكيد نهائي حتى الآن" على نجاح عملية الاغتيال.
ولم تتوفر على الفور إفادة رسمية من إسرائيل ولا حزب "حزب الله" في هذا الشأن.
أعلى هيئة عسكرية
وحسب القناتين العبريتين الـ"12" و"14" (خاصتان)، فإن فؤاد شكر هو كبير مستشاري الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، والمسؤول عن برنامج الصواريخ الدقيقة في الحزب.
وولد فؤاد شكر، المعروف أيضا باسم "الحاج محسن"، في بلدة النبي شيت بمنطقة بعلبك (شرق) يوم 15 أبريل 1961، وفق موقع "مكافآت من أجل العدالة" التابع للحكومة الأمريكية.
ورصدت واشنطن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن شكر، الذي قالت إنه "مستشار كبير في الشؤون العسكرية لأمين عام جماعة حزب الله حسن نصر الله".
ويعمل فؤاد شكر في أعلى هيئة عسكرية لـ"حزب الله"، وهي "مجلس الجهاد"، وساعد مقاتلي الحزب والقوات المؤيدة للنظام السوري في الحملة العسكرية ضد قوات المعارضة في سوريا، حسب الموقع.
كما لعب دورا محوريا، وفق الموقع، في تفجير ثكنات مشاة البحرية الأمريكية ببيروت، في 23 أكتوبر 1983؛ ما أسفر عن مقتل 241 عسكريا أمريكيا وإصابة 128 آخرين.
وفي عام 2019، صنَّفت وزارة الخارجية الأمريكية شكر "إرهابيا" لعمله لصالح "حزب الله".
ثاني هجوم
وغارة الثلاثاء هي ثاني هجوم إسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية منذ 2 يناير الماضي، حين اغتالت إسرائيل القيادي بحركة حماس صالح العاروري.
ومنذ أيام، تزايدت توقعات بتصعيد إسرائيلي كبير مرتقب؛ على خلفية مقتل 12 درزيا السبت؛ إثر سقوط صاروخ في بلدة مجدل شمس بهضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967.
وبينما اتهمت تل أبيب "حزب الله" بالوقوف خلف الحادثة وتوعدت بتوجيه "ضربة قوية" له، نفى الحزب أي مسؤولية عنها، رغم القصف المتبادل بينهما منذ 8 أكتوبر 2023.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراض لبنانية وفلسطينية.
ومنذ 8 أكتوبر، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.
وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربا تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر؛ ما خلّف أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.