أكد سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية، أن العاصمة القطرية الدوحة ، تمكنت من تحقيق أحد أكثر نماذج التنمية الحضرية إلهاما في الشرق الأوسط بل وعالميا أيضا ، وأثبتت كذلك بكل تخطيطها الحضري المستدام ومرونتها وتنميتها المرتكزة على الانسان وتنويع الاقتصاد، استعدادها الكامل لحقبة ما بعد النفط.
جاء ذلك في الكلمة التي افتتح بها سعادة الوزير اليوم المؤتمر السابع والخمسين للمنظمة الدولية لمخططي المدن والاقاليم لعام 2021، والذي يناقش القضايا والتحديات الإقليمية والعالمية لتخطيط مدن أفضل في حقبة ما بعد تداعيات جائحة كورونا / كوفيد-19/ والتغير المناخي.
محور المؤتمر الرئيسي تمت صياغته بحكمة لإلهام مخططي المدن في جميع أنحاء العالم للقدوم إلى الدوحة وتبادل الخبرات والأفكار
وأشار الى أن محور المؤتمر الرئيسي وهو /انطلاق التخطيط العمراني: أوقات جديدة ، أماكن أفضل، مجتمعات أقوى/، تمت صياغته بحكمة لإلهام مخططي المدن في جميع أنحاء العالم للقدوم إلى الدوحة وتبادل الخبرات والأفكار لتحقيق هدفهم المشترك المتمثل في مستقبل أفضل للمدن الصديقة للناس، داعيا في سياق ذي صلة إلى اتباع نهج جديد وأساليب خلاقة للتخطيط من أجل إيجاد أماكن أفضل للمجتمعات المحلية الأقوى.
ونوه سعادة وزير البلدية الى أن هذا المؤتمر يعقد قبل عام واحد فقط من استضافة قطر لكأس العالم 2022 ، واعتبر ذلك فرصة للعالم أجمع لرؤية الاستعدادات الرائعة التي قامت بها قطر لاستضافة هذا الحدث لتكون تجربة فريدة من نوعها خاصة من منظور التخطيط الحضري والاستدامة وجودة الحياة.
قطر التزمت بجعل جميع مدنها وخاصة الدوحة نموذجا للمدن الصديقة للبيئة وللإنسان
وشدد سعادته على أن قطر قد التزمت بجعل جميع مدنها ، وخاصة الدوحة، نموذجا للمدن الصديقة للبيئة وللإنسان من خلال التخطيط الحضري المستدام ، مبينا أن هذا المؤتمر سيكون منتدى مهنيا وعلميا، سيتم خلاله تبادل خبرات التخطيط العالمي على أعلى مستويات الممارسات الدولية والإقليمية في مجال التخطيط الحضري ، لافتا الى أن قطر كما تعودت دائما في دعم المنظمات الدولية العاملة في الشئون التنموية والإنسانية ، قدمت دعما إضافيا للمنظمة الدولية لمخططي المدن والاقاليم قدره 50 ألف يورو ، بالإضافة الى الدعم الرئيسي للاستضافة وقدره 100 ألف يورو ، تقديرا منها للظروف الصعبة التي تولدت من تداعيات جائحة كورونا.
قطر بلد مضياف ذو تاريخ وتراث فريد ووتيرة غير مسبوقة من التنمية في المنطقة بأسرها، والدوحة على رأس قائمة المدن الأكثر أمانا على وجه الأرض
ومضى سعادة الوزير الى القول: “قطر بلد مضياف ذو تاريخ وتراث فريد ووتيرة غير مسبوقة من التنمية في المنطقة بأسرها، والدوحة على رأس قائمة المدن الأكثر أمانا على وجه الأرض، لدينا تجارب تاريخية واجتماعية وثقافية وإبداعية وتخطيطية وإنسانية مذهلة نريدكم جميعا أن تختبروها من خلال كونكم ضيوفنا المرحب بهم في الدوحة”.
بعد ذلك افتتح سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية، المعرض المصاحب للمؤتمر والذي يوضح من خلال أجنحته ومعروضاته الكيفية التي يمكن بها للتخطيط المنفتح بناء مدن ومجتمعات أفضل.
وألقى السيد مارتن دبلينغ رئيس المنظمة الدولية لمخططي المدن والأقاليم كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أكد فيها أهمية هذه النسخة من المؤتمر بالدوحة وحيوية القضايا التي سيتناولها من حيث التخطيط الاستراتيجي للمدن وتبادل الأفكار وتشاطر الخبرات وبناء الصداقات ومناقشة البحوث والمشاريع الأكاديمية في هذا المجال بين جميع المشاركين، وكذا تأكيد الالتزام بالتخطيط والتصميم من أجل مدن أفضل.
من ناحيته، قال المهندس مبارك محبوب النعيمي رئيس اللجنة المحلية المنظمة للمؤتمر السابع والخمسين للمنظمة الدولية لمخططي المدن والاقاليم 2021، إن كل مراقب منصف للتطور العمراني والتخطيطي في قطر ، يشعر بالتطور الكمي والنوعي الذي أنتج مجموعة من الاستراتيجيات والمشروعات الفارقة ، مؤكدا أن قطر اصبحت تملك رؤية تخطيطية مستقبلية متكاملة ترتكز على رؤيتها الوطنية 2030 ، وتستوعب مفاهيم الاستدامة الشاملة.
المهندس مبارك النعيمي: قطر تستحق بكل جدارة ان تستضيف هذا الحدث كونها تشهد نهضة عمرانية وتخطيطية غير مسبوقة
ونوه في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر الى أن قطر تستحق بكل جدارة ان تستضيف هذا الحدث ، كونها تشهد نهضة عمرانية وتخطيطية غير مسبوقة ، مشيرا الى أن ما حدث في مدينة الدوحة وغيرها من المدن القطرية خلال العقد الاخير، يستحق الفخر وأن يعرض على العالم كله من خلال الفعاليات المهنية التخطيطية للمنظمة الدولية لمخططي المدن.
وأكد على أن الرؤية التخطيطية لقطر أصبحت مؤسسة على مفاهيم المدن الصديقة للإنسان وللبيئة، والتنمية العمرانية المرتكزة على المعرفة، والمراكز العمرانية المتدرجة، والحفاظ على هوية وأصالة الشخصية العمرانية للمدن القطرية، والاهتمام المتصاعد بشبكات النقل العام، وتوفير الحدائق والمساحات المفتوحة والترفيهية، وتأسيس بنية تحتية متميزة تؤهل الدولة لتكون حاضنة للأحداث العالمية ، ومنها تفرد قطر أن تكون على أتم الاستعداد لاستقبال فعاليات كأس العالم لكرة القدم 2022 قبل أكثر من سنة من موعدها.
المؤتمر الحدث الأهم في الاوساط التخطيطية الذي يعقد والعالم يقترب من التعافي الكامل من تداعيات جائحة كورونا
وأوضح المهندس النعيمي ان الملف المتكامل الذي قدمته قطر للمنظمة أهلها للفوز باستضافة هذا المؤتمر الهام وسط منافسة دولية، والذي تزداد أهميته باختيار محوره الرئيسي /التخطيط المنفتح : أوقات جديدة، أماكن أفضل، مجتمعات أقوى ، مشيرا الى أن المؤتمر يتميز هذا العام بأنه الحدث الأهم في الاوساط التخطيطية الذي يعقد والعالم يقترب من التعافي الكامل من تداعيات جائحة كورونا /كوفيد-19/ وما سببته من عزلة وارتباك وعدم تواصل.
وأضاف ان المؤتمر يتفاعل مع مؤتمر قمة المناخ المنعقد حاليا في مدنية غلاسكو الاسكتلندية لبحث تداعيات التغير المناخي، ما جعل من الاهمية بمكان الحرص على ان تشمل محاور النقاش مفاهيم الاستدامة الشاملة والمدن الصحية والذكية ورفع جودة الحياة واهمية المدن المرنة المقاومة للتحديات.
وذكر أن المؤتمر يتميز كذلك بدعوة اربعة محاضرين رئيسيين لهم قيمة عالمية في مجال العمران والتخطيط، بالإضافة الى المحاضر الوطني والمعماري القطري المهندس ابراهيم الجيدة ، بينما تثري برامجه مجموعة من الورش الفنية التفصيلية المصاحبة للزيارات الميدانية التي تغطي المشروعات الكبرى لتوضح قيمة وتميز وتطور التخطيط العمراني في دولة قطر مثل مدينة /مشيرب/ قلب الدوحة النابض حاضنة هذا المؤتمر، والمدينة التعليمية وحدائق أسباير ومدينة لوسيل والاستادات المجهزة لاستقبال كأس العالم.
وفي تصريحات صحفية، قال المهندس عبدالله الكراني مدير إدارة التخطيط العمراني بوزارة البلدية إن المؤتمر السابع والخمسين للمنظمة الدولية لمخططي المدن والاقاليم 2021، والذي يستمر لعدة أيام بمثابة حدث مهم في هذا المجال تستضيفه قطر ، وسيكون له صداه العالمي من حيث مشاركة مجموعة مميزة من المخططين العالميين والاقليميين والمحليين فيه.
وأوضح أن المؤتمر سيناقش الأمور التخطيطية العالمية واستراتيجيات التخطيط العمراني والمسائل الأخرى ذات الصلة ، مؤكدا أن المخططين المحليين سيستفيدون من كافة الأفكار والخطط العالمية العمرانية التي سيتم طرحها في المؤتمر ما ينعكس على أفكارهم وتجابهم في هذا الخصوص.
المهندسة آمنة الجابر: 350 شخصًا من مختلف دول العالم يشاركون في المؤتمر و200 ورقة عمل سيتم مناقشتها
من ناحيتها قالت المهندسة آمنة الجابر مديرة المؤتمر إن 350 شخصا من دول العالم يشاركون في المؤتمر من بينهم 150 مخططا يشاركون (عن بعد)، موضحة ان برنامج المؤتمر وفعالياته حافلة وثرية وتتضمن رحلات لمدينة الوكرة ومتحف قطر الوطني ومدينة لوسيل واسباير ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع ومشيرب العقارية ، منوهة الى أنه أول مؤتمر يتضمن عقد ورش عمل خارجية في هذه الأماكن .
وأشارت الى أن حوالي 200 ورقة عمل سيناقشها المؤتمر ضمن أجندته حول التخطيط العمراني، تشمل أيضا كيفية التوصل لحلول في هذه المجالات ، وذكّرت بأهمية هذا المؤتمر الذي فازت قطر باستضافته عام 2018 كأول دولة في الشرق الأوسط ، مبينة أن دورته الـ 58 ستعقد في بلجيكا.
من جهتها قالت السيدة آمنة الجهني رئيس فريق التواصل المجتمعي باللجنة المنظمة المحلية للمؤتمر إن المعرض المصاحب له يستعرض التطورات والاستراتيجيات والعمليات التي تساعد على اطلاق ممارسات التخطيط الحضري من أجل مدن ومجتمعات محلية افضل .
وبينت أنه استلهاما من مسارات المؤتمر البحثية الخمسة وهى (الشمولية والتمكين ، والصحة والعافية ، والذكاء والتطور ، والمرونة والتكيف ،والتفرد والاتصال)، سيتمكن الزائرون والمشاركون فيه من رؤية العلاقات البينية بين مختلف الكيانات في قطر وشراكاتها الناجحة من حيث خلق اوقات جديدة وأماكن افضل ومجتمعات اقوى .
وقالت ان التخطيط الحضري لا يتعلق فقط بأنظمة تقسيم المناطق بل بفهم احتياجات المجتمع وادارة المدن وخلق الفرص لشعبها للنمو والازدهار بين مختلف الكيانات في قطر وشراكاتها الناجحة البينية .
