ناقشت مناظرات الدوحة، إحدى مبادرات مؤسسة قطر للتربية والعوم وتنمية المجتمع، أفضل السبل للتعامل مع أزمة المناخ العالمية خلال مناظرة افتراضية عقدتها بالتزامن مع انعقاد الدورة السادسة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ المنعقدة في مدينة غلاسكو، بالمملكة المتحدة.
وجمعت جلسة التناظر، نخبة من الخبراء المعنيين بالشأن البيئي حول العالم ولجنة تحكيم شبابية، وبحضور أكثر من 1.5 مليون مشاهد عبر الإنترنت من جميع أنحاء العالم.
إجراءات عاجلة
وخلال النقاش، أشارت الكاتبة ناومي كلاين، أستاذة مادة العدالة المناخية في جامعة كولومبيا البريطانية، إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة ضد الرأسمالية للتصدي لظاهرة التغير المناخي، داعية إلى التحلي بالشجاعة لمواجهة سيطرة الشركات والرأسمالية القائمة على الجشع والتي تمثل عاملا كبيرا في التسبب بأزمة المناخ.
ودعت كلاين المجتمع الدولي إلى كبح سلطة الرأسمالية العابرة للحدود على الحكومات، وإغلاق الملاذات الضريبية، وحظر تبرعات الشركات للحملات، وإبقاء شركات النفط والغاز خارج المفاوضات المتعلقة بالمناخ.
بدوره، قدم المؤلف بيورن لومبورغ، رئيس مركز إجماع كوبنهاغن، وجهة نظر مختلفة تماما، مشيرا إلى أن التغير المناخي حقيقي، لكنه ليس سببا للقلق أو اتخاذ تدابير عاجلة.
وأوضح أن تحقيق النجاح بهذا الشأن منوط بالابتكار والتكيف، رافضا في الوقت ذاته أن يكون التغير المناخي قضية ملحة، وقال إن البشرية يمكن أن تعيش وتزدهر من خلال المزيد من الابتكارات المراعية للبيئة.
قيادة السيارات
ونصح لومبورغ بأنه بدلا من مطالبة العالم بالتقليل من قيادة السيارات، وتناول كميات أقل من اللحوم، وتغيير نمط الحياة، وهي محاولات لن تنجح، يجب التركيز على الابتكارات المتعلقة بالطاقة المراعية للبيئة وجعلها أرخص من الوقود الأحفوري، داعيا إلى زيادة الإنفاق على ابتكار أفضل البطاريات، والطاقة الشمسية، والانشطارية، وطاقة الرياح، وغيرها من الحلول المحتملة.
ودعت الضيفة الثالثة، السيدة أمينة غريب فقيم، الرئيسة السابقة لموريشيوس، إلى اتباع نهج يدعو إلى خفض الانبعاثات فورا، ويركز على عدم المساواة التي يعاني منها الجنوب العالمي، مؤكدة أن التغيير الجذري ليس هدفا واقعيا.
أزمة التغير المناخي
ووصفت أمينة غريب فقيم، وهي عالمة في التنوع البيولوجي أيضا، أزمة التغير المناخي بأنها "أسوأ مشكلة نواجهها وتهدد وجودنا على هذا الكوكب". وانتقدت ما وصفته بـ"الصناعات التخريبية" التي "تدمر غابات الجنوب العالمي، رئتي العالم" وقالت إن التدابير الملحة ضد التغير المناخي ليست اقتراحا قابلا للتطبيق، داعية قادة العالم إلى "معالجة الجشع وعدم المساواة"، وهما المحركان الرئيسيان للأزمة الحالية.
وشهدت المناظرة استعراض آراء الطلاب وتحدثت كل من سما أيوب وعبد الله الدرويش من غلاسكو، كمشاركين من ضمن الوفد القطري في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، مؤكدين أن العالم قادر على مواجهة تغير المناخ وأن صناع القرار سيستمعون إلى أصوات دعاة حماية البيئة الذين يشاركون آرائهم من خلال مشاركتهم في المؤتمر أو من خارجه.