تعتزم مكتبة قطر الوطنية إطلاق البوابة الرقمية للأرشيف العائلي العام المقبل، وذلك لنشر المواد المرقمنة لمقتنيات العائلات القطرية وهواة الاقتناء وإتاحتها إلكترونيا.
ويعتبر مشروع الأرشيف العائلي الرقمي جزءا من رؤية مكتبة قطر الوطنية المتمثلة في حفظ وإتاحة المواد المتعلقة بتاريخ وتراث قطر والخليج. ويهدف هذا المشروع إلى جمع المواد الأرشيفية والصور والمراسلات وغيرها من الوثائق التاريخية التي تمتلكها العائلات القطرية ورقمنتها وإتاحتها إلكترونيا، فيما يحتفظ أصحاب هذه المواد بالنسخ الأصلية.
وقالت السيدة مريم المطوع، مديرة مشروع الأرشيف العائلي ورئيس قسم إتاحة المجموعات في المكتبة التراثية بمكتبة قطر، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية قنا: يجري العمل الآن على قدم وساق في تطوير وإعداد البوابة الرقمية لنشر المواد المرقمنة لمقتنيات العائلات، والمتوقع إطلاقها العام المقبل، مشيرة إلى وجود ترحيب كبير من العائلات لرقمنة مقتنياتها التاريخية الشخصية.
المنصة الرقمية
وأكدت حرص المكتبة الوطنية على توفير الضمانات الكاملة للعائلات فيما يتعلق بالحفاظ على خصوصيتها وسرية بعض الوثائق والبيانات أو حساسية بعضها، حيث يتم التواصل بشكل مباشر مع العائلة أو مقتني هذه الوثائق وبالاتفاق بين الطرفين يتم تحديد المواد التي ستكون متاحة للجمهور عبر المنصة الرقمية والمواد التي ستخصص للحفظ فقط ولن تكون متاحة إلا لأغراض بحثية محددة.
وأوضحت المطوع، أن مشروع الأرشيف العائلي الرقمي يعدا جزءا من رؤية مكتبة قطر الوطنية المتمثلة في حفظ وإتاحة المواد المتعلقة بتاريخ وتراث قطر والخليج، حيث يهدف إلى جمع المواد الأرشيفية والصور والمراسلات وغيرها من الوثائق التاريخية التي تمتلكها العائلات القطرية وهواة الاقتناء ورقمنتها وإتاحتها إلكترونيا، فيما يحتفظ أصحاب هذه المواد بالنسخ الأصلية، منوهة بأن المكتبة توفر خدمة الترميم لبعض المواد بغرض صيانتها وحفظها.
وأشارت إلى أن هذا المشروع يهدف إلى إثراء مصادر التاريخ العام لدولة قطر، حيث تمتلك العائلات القطرية وهواة جمع التراث وثائق قيمة تعكس أهمية قطر وعمق تاريخها عبر العصور، مؤكدة أن المكتبة الوطنية تقدر قيمة هذه الوثائق باعتبارها إرثا عائليا وشخصيا ثمينا وقيما، ولذلك فيمكن للعائلات الاحتفاظ بالنسخ الأصلية وفي نفس الوقت المشاركة في هذا المشروع المهم والمساعدة في حفظ التاريخ القطري للأجيال المقبلة.
الأرشيف العائلي الرقمي
ونوهت بأن الأرشيف العائلي الرقمي يوفر مصادر تاريخية أولية تتعلق بالتاريخ الاجتماعي والتجاري والسياسي لمنطقة الخليج، الأمر الذي يسهم في تعزيز مجالات البحث في دراسات الخليج من خلال إثراء المصادر المحلية التي تعتبر إضافة أصيلة للقيام ببحوث ودراسات حول قطر والخليج وتعزيز الإنتاج البحثي لدولة قطر، إلى جانب الحفظ الرقمي لهذه المواد التي تعد إرثا وطنيا لتستفيد منه الأجيال القادمة. لافتة إلى أنه سيتم توفير هذه المواد المرقمنة عبر موقع مكتبة قطر الوطنية، وسيمكن ذلك الباحثين والمهتمين بتاريخ الخليج من مختلف أقطار العالم من الاطلاع على هذه المواد مجانا وبسهولة متى ما أرادوا.
وأوضحت السيدة مريم المطوع، مديرة مشروع الأرشيف العائلي ورئيس قسم إتاحة المجموعات في المكتبة التراثية، بمكتبة قطر، في تصريحاتها لـقنا، أن المواد الأرشيفية المرقمنة تشمل الصور والمراسلات والطوابع ووثائق السفر وبطاقات الهوية وجوازات السفر وعقود البيع والشراء ووصايا التركات والميراث، وغيرها من المقتنيات والوثائق والمتعلقات في مختلف المجالات. وتعكس هذه الوثائق البعد الثقافي والتاريخي والجغرافي لسكان قطر، حيث تعود أقدم وثيقة حصلنا عليها لعام 1794 م، وهي عبارة عن سند بيع أرض لإحدى العائلات القطرية في منطقة بوشهر، كما حصلنا على عدد من المراسلات التي تعكس الحياة الاجتماعية والاقتصادية في فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، وهي فترة النقلة النوعية والتحول من الغوص بحثا عن اللؤلؤ إلى استخراج النفط وبداية النهضة الحديثة في قطر. بالإضافة إلى التسجيلات الصوتية التي تعد أيضا أحد أهم مصادر الذاكرة المحلية.
وحول كيفية الاستفادة من هذا المشروع قالت السيدة مريم المطوع، سيتم الاستفادة من هذه الوثائق لأغراض الحفظ والتوثيق وللأغراض البحثية. وبعد الانتهاء من التصوير الرقمي للمقتنيات من الصور والوثائق والعقود والمراسلات وغيرها، سوف تتيح المكتبة الوطنية الصور الرقمية لهذه المقتنيات في بوابة رقمية معدة خصيصا لهذا الغرض، لكي يطلع عليها جميع الباحثين والدارسين والأفراد المهتمين بتاريخ دولة قطر والتعرف على الجوانب التي لا تتناولها الوثائق الرسمية والمصادر التقليدية للدراسات التاريخية. وذلك بالاتفاق بين المكتبة ومالك المواد.
نسخة رقمية
وأضافت أن هناك العديد من الأسباب التي تحفز العائلات للمساهمة في مشروع أرشيف العائلات الرقمي، منها الحفظ طويل المدى للمقتنيات الأصلية عبر إنشاء نسخة رقمية منها تضمن وجود نسخة بديلة إذا حدث أي تلف للمقتنيات الأصلية، والرغبة الوطنية في إثراء المصادر التاريخية حول قطر، ودعم الدراسات البحثية والأكاديمية بالمزيد من المصادر الأولية التي تقدم معلومات لا تتوفر في المراجع التقليدية والوثائق الرسمية.
وحول التنسيق بين مكتبة قطر الوطنية ودار الوثائق القطرية، حيث تضطلع الدار ضمن أهدافها بتكريس الأرشيف الوطني عبر العديد من الآليات، أكدت المطوع وجود قنوات اتصال وتنسيق مفتوحة باستمرار مع دار الوثائق القطرية، موضحة أن الأهداف مشتركة ولا يوجد أي تداخل أو تعارض بين نطاق مشروع أرشيف العائلات الرقمي واختصاصات دار الوثائق القطرية، حيث لا نهدف إلى الحصول على النسخ الأصلية .
وأشارت إلى أن حقوق الملكية الفكرية للمواد محفوظة للعائلة وتتاح لهم حرية إعادة استخدام هذه المواد مع أي مؤسسات ثقافية أخرى في الدولة. وبالتالي فإن جهود المكتبة الوطنية ودار الوثائق تكمل بعضها البعض في حفظ وتوثيق التاريخ القطري.
وعن كيفية التواصل للراغبين في المشاركة في المشروع قالت في الفترة الحالية، نتواصل مباشرة مع العائلات وهواة الاقتناء، لكننا نرحب بتواصل أي جهات أو عائلات أو أفراد لديهم مجموعات تاريخية أو مقتنيات يريدون المساهمة بها. ونتلقى طلبات المشاركة في المشروع عبر بريد المكتبة التراثية: [email protected].