توزعت ألقاب هدافي كأس العرب لكرة القدم وذلك خلال النسخ التسع الماضية على خمسة منتخبات، هي: تونس، وليبيا، والعراق، والسعودية، وسوريا، وكان للمنتخب العراقي نصيب الأسد بحصوله على اللقب في ثلاث مناسبات .
محطات تاريخية
وكانت النسخة الافتتاحية للبطولة عام 1963، قد أقيمت في لبنان وفازت بها تونس، وبعد أن لعبت في عامي 1964 و1966، توقفت المسابقة طوال 20 عامًا، قبل عودتها في عام 1985 حتى عام 2012، لتتوقف بعدها وتعود في أواخر نوفمبر الجاري في الدوحة تحت مظلة الفيفا.
وتمكن منجي حداد من الحصول على لقب هداف البطولة بنسختها الأولى عام 1963 بتسجيله لأربعة أهداف، فيما حصل هشام عطا لاعب منتخب العراق على لقب هداف النسخة الثانية عام 1964 بتسجيله ثلاثة أهداف، وتوّج علي البسكي الهداف التاريخي لمنتخب ليبيا بلقب نسخة 1966 بعد تمكنه من تسجيل 16 هدفا نجح على إثرها بقيادة منتخب ليبيا لاحتلال المركز الثالث.
وحصل عناد عبد لاعب منتخب العراق على لقب نسخة 1985 بتسجيله خمسة أهداف، وساهم في تتويج منتخب بلاده باللقب الثالث على التوالي، وأبقى أسطورة الكرة العراقية الراحل أحمد راضي اللقب في العراق بتتويجه بنسخة 1988 التي استضافتها العاصمة الأردنية عمان بتسجيله أربعة أهداف، وليحقق منتخب بلاده اللقب الرابع، وتقاسم سعيد العويران نجم المنتخب السعودي، وأيمن منصور نجم منتخب مصر، ووليد الفليح لاعب منتخب الكويت جائزة هدافي نسخة 1992 برصيد هدفين لكل منهم، حيث توج منتخب مصر باللقب للمرة الأولى في تاريخه.
وفي نسخة 1998 نجح السعودي عبيد الدوسري بتسجيل ثمانية أهداف، قاد بها منتخب بلاده للحصول على لقبه الأول في المسابقة، وفي نسخة كأس العرب 2002 تقاسم البحريني أحمد حسان والسوري رجا رافع جائزة هدافي كأس العرب بتسجيلهما أربعة أهداف لكل منهما، وقد تمكن منتخب السعودية من التتويج باللقب للمرة الثانية على التوالي، وفي النسخة الأخيرة عام 2012 أحرز المغربي ياسين الصالحي بتسجيله ستة أهداف ليقود منتخب بلاده إلى اللقب الأول في تاريخه.
العراق يتصدر
وتوجت خمسة منتخبات بألقاب كأس العرب التسع، وتمكن المنتخب العراقي من تصدر القائمة برصيد أربعة ألقاب، فيما توجت السعودية بلقبين، ومصر والمغرب وتونس بلقب واحد لكل منهم.
فيما استضافت سبع دول كأس العرب، وهي: الكويت والمملكة العربية السعودية مرتين، ولبنان والعراق والأردن وسوريا وقطر مرة واحدة، وستعود لتنظيمها أواخر نوفمبر الجاري لتصبح ثالث دولة تستضيف البطولة العربية للمرة الثانية.
ورغم التقلبات التي شهدتها البطولة على مدار تاريخها وتنظيم 9 نسخ منها فقط بين 1963 و2012، إلا أن بعض نسخها شهدت أحداثا لا تنسى، وخلافا للنسختين الأولى والثانية اللتين شهدتا مشاركة 5 منتخبات فقط، أقيمت بطولة 1966 بمشاركة 10 منتخبات، وشهدت تسجيل 111 هدفا، وكانت أبرز النتائج الكبيرة والغريبة في دور المجموعات تعادل الكويت والبحرين 4-4، ثم فوز لبنان على البحرين 6-1، وتغلب منتخب العراق على البحرين 10-1، وفاز منتخب فلسطين على اليمن الشمالي 7-0، وفازت ليبيا على اليمن الشمالي أيضا 13-0 ، فيما كانت النتيجة الأكبر على الإطلاق فوز منتخب ليبيا على عمان 21-0، ما أجبر الأخيرة على الانسحاب من المباراة في الدقائق الأخيرة، ثم الانسحاب من البطولة.
لحظات نادرة
ومن اللحظات النادرة على مدار تاريخ كأس العرب تسجيل النجم السعودي محمد نور أول وآخر هدف ذهبي في المسابقة، وذلك في النسخة الثامنة التي أقيمت في البحرين عام 2002.
وسجل نور الهدف القاتل الذي أطاح به بأحلام منتخب البحرين في الدقيقة (94) بعد 4 دقائق فقط من انطلاقة الشوط الإضافي الأول، كان هدفه الوحيد في البطولة.
وتوج محمد نور بجائزة أفضل لاعب في كأس العرب 2002، بسبب أدائه المميز في كل المباريات.
وتكتب بطولة كأس العرب بنسختها العاشرة في الدوحة فصلا جديدا بعد 58 عاما على انطلاقتها الأولى بعد اعتمادها رسميا من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وستشكل البطولة بروفة مثالية لتنظيم مونديال 2022 .
ولعل من اللقطات النادرة التي سجلتها نسخ كأس العرب محافظة المدرب العراقي الراحل عمو بابا على أرقامه كمدرب قاد منتخب العراق للتألق في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ونجح بالتتويج بكأس العرب 1988 في الأردن، وهي البطولة التي شهدت تتويج العراق لرابع الألقاب بعد أعوام (1964، 1966، 1986) حيث تعادل 1-1 مع سوريا في النهائي، قبل أن تبتسم ركلات الترجيح للمنتخب العراقي بنتيجة (4-3)، وبجانب كل هذه الإنجازات نجح الراحل عمو بابا بقيادة منتخب بلاده لكأس العالم 1986.
اُسطورة التدريب
في السياق ذاته يعد المدرب المصري الشهير الراحل محمود الجوهري أحد المدربين القلائل من أصحاب النهج الخاص والفكر السابق لعصره في تاريخ الفنيين العرب، وربما يمثل مدرسة خاصة لم تتكرر حتى الآن.
أسطورة التدريب في مصر والعالم العربي حقق إنجازات عدة للكرة المصرية، سواء على صعيد الأندية أو المنتخب الأول، ومن بين الإنجازات التاريخية التي حققها الراحل الجوهري الذي يصنفه كثيرون كأهم مدرب في تاريخ مصر، تتويجه باللقب العربي الوحيد للمنتخب المصري وذلك في النسخة السادسة التي أقيمت في سوريا عام 1992، حيث تغلب على المنتخب السعودي في نهائي مثير بنتيجة 3-2.
وتستضيف ستة ملاعب من الملاعب المونديالية مباريات كأس العرب، في مقدمتها استاد البيت في الخور الذي سيشهد افتتاح البطولة بين منتخبي قطر والبحرين يوم 30 نوفمبر الجاري، والمباراة النهائية في 18 ديسمبر المقبل، فيما ستستضيف استادات الجنوب في الوكرة، وراس أبو عبود، والثمامة، والمدينة التعليمية، وأحمد بن علي بالريان بقية مباريات البطولة.
وستشهد البطولة المرتقبة للعرب والعالم، الإعلان عن جاهزية اثنين من استادات بطولة كأس العالم 2022، وهما استاد البيت الذي سيستضيف مباراتي الافتتاح والنهائي، ورأس أبو عبود، أول استاد "قابل للتفكيك" بالكامل في تاريخ المونديال.