جدد الهلال الأحمر القطري التأكيد على أهمية الدور الذي يقوم به العاملون في المجال الإنساني، ممن يمدون يد العون في لحظات المحنة والمعاناة لملايين المتضررين من الأزمات الإنسانية، ما يحتم ضرورة توفير الحماية لهم أثناء أدائهم لمهمتهم الحيوية، ويستدعي نص وروح أحكام القانون الدولي الإنساني التي ترفض أي شكل من أشكال الانتهاك ضد المدنيين والكوادر الإغاثية والمرافق الطبية في ميادين النزاعات.
وناشد الهلال الأحمر القطري، في بيان بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني، قادة العالم وأصحاب القرار فيه بتعزيز الحماية للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني، من خلال الضغط لتطبيق واحترام القانون الدولي الإنساني، والعمل على زيادة الوعي حول أهمية حماية العاملين في المجال الإنساني، بالإضافة إلى تعزيز الدبلوماسية الإنسانية، التي تعد أداة حيوية لتخفيف معاناة المدنيين خلال النزاعات المسلحة، كونها تسهم في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضررا.
كما دعا إلى ضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، وتأمين ممرات آمنة لإيصال الإغاثة، والتأكيد على التفاوض كوسيلة لحل النزاعات، لافتا إلى أنه لا يمكن تحقيق تقدم حقيقي في مواجهة التحديات المتعلقة بهذا الشأن دون الدفع بجهود المفاوضات والوساطات لوقف إطلاق النار وإنهاء النزاعات بشكل دائم، مع ضرورة أن يكون هناك التزام أكبر من الدول لدعم مثل هذه الجهود.
ونوه البيان، بالجهود التي تبذلها دولة قطر، من خلال دورها الريادي في العمل الإنساني والدبلوماسي، حيث لم تقتصر هذه الجهود على تقديم المساعدات الإنسانية بشكل فعال وفي الوقت المناسب، بل تعدت ذلك إلى القيام دور فعال في المفاوضات والوساطة في النزاعات "الأمر الذي شهدناه في غزة والسودان وغيرهما من البلدان".
ومن جهة أخرى، وبالتعاون مع المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء"، شارك قطاع التطوع والتنمية المحلية بالهلال الأحمر القطري في برنامج "ساعد تسعد 3" بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، حيث أعلن السيد حسين أمان العلي مدير القطاع في محاضرة ضمن هذه الفعالية بعنوان "العمل الإنساني ثقافة متأصلة في المجتمع القطري "عن مشروع التطوع المؤسسي بالتعاون مع المؤسسة.
كما نظم الهلال الأحمر القطري ورشة عمل "عن بعد" لمنتسبيه بعنوان "زيادة الوعي المجتمعي للتعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة".
ويحتفل العالم باليوم العالمي للعمل الإنساني في 19 أغسطس كل عام، ويحتفى به هذه السنة تحت شعار "العمل_من_أجل_الإنسانية" علما أن هذه المناسبة للعام 2024، تصادف الذكرى 75 لاتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، والذكرى 160 لاتفاقية جنيف الأولى لعام 1864، في وقت يواجه فيه العمل الإنساني في مناطق النزاعات تحديات عديدة ومعقدة، في ظل التزايد المقلق لحالات استهداف العاملين في المجال الإنساني، ما يعرض حياتهم للخطر ويؤدي إلى تعطيل عمليات إيصال المساعدات الإغاثية إلى المتضررين، في وقت تعاني فيه المشافي والمراكز الطبية في مناطق النزاعات من هجمات ممنهجة تتسبب في تدمير البنية التحتية الصحية، واستحالة تقديم الرعاية الصحية للجرحى والمرضى من المدنيين.
وفي سياق متصل، قال السيد فيصل محمد العمادي، الأمين العام للهلال الأحمر القطري، إن المنظمات الإنسانية تواجه تحديات جمة، في ظل نزاعات مسلحة طويلة الأمد وبالغة التعقيد، وما ينجم عنها من احتياجات هائلة، وأعداد كبيرة من اللاجئين والنازحين، وانهيار كامل للخدمات.
وأوضح العمادي خلال مشاركته في ندوة بعنوان "تحديات وصول المساعدات الإنسانية في مناطق النزاع المسلح"، نظمها مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان بالتعاون مع قناة الجزيرة مباشر، أن هذه التحديات لا يمكن التعاطي معها بشكل منفرد، بل لا بد من التنسيق والعمل الجماعي، كون المسؤولية تشاركية، ما يتوجب معه على الجميع العمل سويا حكومات ومنظمات ومانحين ومتبرعين ووسائل إعلام ورأي عام.
وأضاف قائلا "إن مستقبل العمل الإنساني يعتمد على قدرتنا على التكيف مع التحديات المتزايدة، وتحسين تنظيمنا، والاستفادة من مواردنا بشكل أمثل" وشدد في هذا الصدد على أهمية دعم الجهود المحلية، وتفعيل العمل الإنساني بقيادة محلية، لتعزيز الاستجابة السريعة والفعالة للأزمات.
