يستعد نادي ريال مدريد لمواجهة ضيفه بلد الوليد، يوم الأحد، على ملعب سانتياجو برنابيو، ضمن منافسات الجولة الثانية من الدوري الإسباني لكرة القدم، وعين تشكيلة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي "65 سنة" على تحقيق الانتصار الأول هذا الموسم وحصد النقاط الثلاث، عقب حل بعض المشاكل التي واجهت الفريق في الأسبوع الماضي، حيث تسببت في تعادله أمام مضيفه ريال مايوركا، بنتيجة هدف لمثله، وخسارته نقطتين في الجولة الافتتاحية.
وعبّر أنشيلوتي عن غضبه بعد المباراة السابقة لنادي ريال مدريد في الليجا، إذ أوضح أن تشكيلته ارتكبت العديد من الأخطاء التي أدت إلى تراجع مستوى الفريق، خاصة في الشوط الثاني من مواجهة ريال مايوركا، وبذلك سيكون المدرب الإيطالي على موعد مع حل هذه المشاكل لتصحيح مسار ريال مدريد في الدوري المحلي، علماً أن رفاق النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور تمكنوا من التتويج بلقب السوبر الأوروبي، إثر فوزهم على فريق أتالانتا الإيطالي في الـ14 من شهر أغسطس الجاري.
غياب الضغط
تُعد إحدى المشاكل التي لمّح لها مدرب فريق إيفرتون الإنجليزي السابق غياب الضغط عند خسارة الفريق الكرة، خاصة في المرحلة الثانية من مواجهة ريال مايوركا، حيث لم يجد لاعبو أصحاب الأرض صعوبة في تمرير الكرة فيما بينهم وتهديد مرمى الحارس البلجيكي تيبو كورتوا، في كثير من المناسبات، قبل أن يتمكن المهاجم الكوسوفي فيدات موريكي من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 53 من اللقاء، حتى إن تراجع النجم الإنجليزي جود بيلينجهام إلى الخلف لم يكن كافياً لتعديل الوضع وتسجيل هدف آخر للزوار.
تكديس ثلاثي الهجوم على اليسار
يميل ثلاثي هجوم ريال مدريد الذي يتكون من النجم الفرنسي كيليان مبابي، والثنائي البرازيلي فينيسيوس جونيور ورودريغو، إلى اللعب في الجانب الأيسر، بالرغم من أن الأخير مركزه الأساسي هو منصب الجناح الأيمن، ما خلق فوضى في العديد من المرات خلال اللقاء السابق أمام مايوركا، وفي مواجهة فريق أتالانتا، وأدى إلى انخفاض نسبة الهجوم على الجانب الأيمن، كما صعّب من مهمة كارفخال في الهجوم والدفاع، خاصة مع تقدم الظهير الأيسر الإكوادوري يوهان موخيكا.
المبالغة في اللعب الفردي
يمتلك ريال مدريد في خط الهجوم العديد من الأسماء الكبيرة القادرة على تغيير مجرى المباراة في أي لحظة، وذلك بفضل المهارات الفردية، ولكنهم قد يواجهون خطر المبالغة في اللعب الفردي عندما تتعقد وضعية اللقاء، كما كان عليه الحال بالنسبة لفينيسيوس في المباراة الأخيرة، إذ إنه بعدما سجل موريكي هدف التعادل، لم يحسن النجم البرازيلي التصرف في العديد من المرات، وأضاع بعض الفرص التي لم تزعج أصحاب الأرض كثيراً، وهو الأمر نفسه بالنسبة لكل من مبابي ورودريغو.
تعويض كروس
يعرف أنشيلوتي أنه في حاجة إلى إيجاد أفضل بديل للنجم الألماني توني كروس، الذي أعلن اعتزاله لعب كرة القدم بعد نهاية الموسم الكروي المنصرم ومشاركته مع منتخب بلاده في بطولة أمم أوروبا لكرة القدم (يورو 2024)، حيث لوحظ في لقاء ريال مايوركا بأنه لا يوجد أي لاعب قادر على تغيير الإيقاع كما كان عليه الحال مع لاعب بايرن ميونخ الألماني السابق، وفي هذه الوضعية قد يكون المدرب الإيطالي مجبراً على الاعتماد في المباريات المقبلة على لاعب خط الوسط المخضرم الكرواتي، لوكا مودريتش.
إصابة بيلينجهام
تلقى نادي ريال مدريد ضربة موجعة، بعد أن تأكد غياب النجم الإنجليزي جود بيلينجهام، عن المنافسة لمدة شهر تقريباً، عقب تعرضه لإصابة خلال مشاركته في الحصة التدريبية للفريق يوم الجمعة الماضي، إثر تلقيه ضربة في القدم منعته من استكمال حصة التمرين، ليخضع لفحوص طبية كشفت إصابته في العضلة الأخمصية الرقيقة للساق اليمنى، ليضع بذلك أنشيلوتي، في معضلة جديدة تتمثل في اختيار البديل المناسب في المباريات القادمة، سواء بإشراك المغربي إبراهيم دياز، أو تغيير الخطة والزج بالكرواتي لوكا مودريتش، أو التركي أردا غولر.
الالتزام الدفاعي
أوضح مدرب ريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، في مناسبات عديدة أن فريقه الذي يملك كثيراً من المواهب في خط الهجوم، يحتاج إلى التوازن الدفاعي لتحقيق النتائج الإيجابية في مثل هذا النوع من المباريات، خاصة أن الفريق عانى من أجل الاحتفاظ بالكرة والضغط عقب خسارتها، في حين أن النادي الملكي نجح في الفوز بالألقاب خلال منافسات الموسم المنصرم، بفضل الالتزام الدفاعي للاعبيه، بالرغم من كثرة الإصابات التي ضربت التشكيلة.
أزمة رودريغو والبدلاء
يواجه أنشيلوتي، أيضاً معضلة تتمثل في كيفية إدارة ريال مدريد الذي يضم أسماء عالمية، حيث كان مُلزماً بغلق قضية رودريغو، بعدما انتشرت رسالة عبر قناته الرسمية بتطبيق واتساب، طالب من خلالها بالاحترام، قبل أن يوضح له اللاعب أنها "رسالة مزيفة"، ويواجه المدرب البالغ من العمر 65 عاماً، صعوبات أخرى تتعلق باستبدال الأسماء الكبيرة، إذ اعتمد في المباراتين السابقتين على مبابي وفينيسيوس ورودريجو وبيلينجهام بشكل أساسي، ولكن تأخر رد فعله في إجراء التغييرات، ما أثار تساؤلات حول تعامله مع بقية اللاعبين، رغم الحلول الكثيرة التي امتلكها على دكة البدلاء، على غرار إبراهيم دياز وأردا غولر، وكذلك النجم البرازيلي الشاب إندريك، فضلاً عن وجود لاعبين آخرين مثل لوكا مودريتش ولوكاس فاسكيز وداني سيبايوس.