فرضت الصين غرامات على سبع شركات بسبب تورطها في فضيحة زيت الطهي الملوث التي أشعلت ضجة على مستوى البلاد بشأن سلامة الغذاء الشهر الماضي، وفقاً لما أوردت شبكة بلومبيرغ الأميركية اليوم الاثنين. وقالت السلطات الصينية أيضاً إنها ستحقق مع الأفراد الذين يمتلكون مركبات تستخدم لنقل زيت الطهي الملوث ووجهت اتهامات جنائية ضد السائقين المعنيين بهذه الفضيحة.
وعوقبت الشركات بغرامة إجمالية قدرها 11 مليون يوان (1.5 مليون دولار)، لدورها في حادثة شهدت نقل زيت صالح للأكل في شاحنات كانت تستخدم لنقل زيت الفحم من دون تنظيفها بحسب الأصول. وكانت أكبر غرامة من نصيب وحدة تابعة لشركة تخزين الحبوب الحكومية "تشاينا غراين ريزيرفز كورب" (China Grain Reserves Corp) المعروفة باسم "سينوغراين" (Sinograin)، بقيمة بلغت 2.86 مليون يوان، وذلك بعد تحقيق أجراه مجلس الدولة.
وأعلنت لجنة سلامة الغذاء التابعة لمجلس الدولة في تقرير صدر في وقت متأخر من يوم الأحد، أن طبيعة القضية "شديدة الخطورة"، مضيفة أن هذا السلوك "يتعارض مع الفطرة السليمة الأساسية، ويدوس على الخط الأخلاقي والخط الأحمر القانوني"، ويجب "معاقبة المسؤولين عنها بشدة".
وتتعامل الحكومة الصينية بحساسية خاصة مع فضائح الأغذية، حيث شهدت البلاد سلسلة من قضايا مماثلة على مر السنين، بما في ذلك حادثة وقعت عام 2008 عندما تسبب الحليب المغشوش في مقتل ستة أطفال وتسمّم نحو 300 ألف آخرين.
وخلال الشهر الماضي، تصاعد الغضب الشعبي في الصين بسبب مزاعم مفادها أن شركة أغذية كبرى، مملوكة للدولة، خفّضت التكاليف عن طريق استخدام الناقلات نفسها لنقل الوقود وزيت الطهي دون تنظيفها قبل استبدال البضائع.
وأثارت الفضيحة التي تورطت فيها أكبر شركة صينية لتخزين ونقل الحبوب (سينوغراين)، والتكتل الخاص "هوبفول" (Hopefull) لتجارة الحبوب والنفط، انتقادات شديدة من وسائل الإعلام الحكومية الصينية، ومخاوف بشأن تلوث الغذاء في بلد هزته في العقود الأخيرة سلسلة من المخاوف المتعلقة بسلامة الغذاء والدواء.
وقد كان "سراً معروفاً للجميع في صناعة النقل أن الناقلات كانت تقوم بمهمة مزدوجة"، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "بكين نيوز" المرتبطة بالدولة في مطلع الشهر المنصرم، والذي زعم أن الشاحنات التي تحمل وقوداً أو سوائل كيميائية تُستخدم أيضاً لنقل المواد المخصصة للأكل، والسوائل مثل زيت الطهي وعصير الفاكهة المُركز وزيت فول الصويا، وذلك من دون إجراءات التنظيف المناسبة.