يتأهب المنتخب القطري لكرة القدم "الأدعم" لرحلة التأهل لبطولة كأس العالم 2026 "الولايات المتحدة وكندا والمكسيك"، وذلك عندما يستقبل نظيره الإماراتي الخميس المقبل باستاد أحمد بن علي في أولى مبارياته لحساب المجموعة الأولى من المرحلة الثالثة للتصفيات الآسيوية.
وتبدو فرصة الأدعم كبيرة في بلوغ النهائيات للمرة الثانية في تاريخه بعد الظهور الأول في نسخة كأس العالم FIFA قطر 2022، غير أن الفرصة تتطلب درجات عالية من التركيز وتضافر الجهود لتحقيق الهدف.
ولن تكون مباريات المنتخب الذي أوقعته قرعة المرحلة الحاسمة في المجموعة الأولى بجانب منتخبات الإمارات، وكوريا الشمالية، وأوزبكستان، وإيران، وقيرغيزيا، سهلة على اللاعبين، ولن تحكمها أفضليته على القارة بعد التتويج الثاني بكأس آسيا في آخر نسختين، وإنما يتطلب الأمر جهدا مشتركا يبدأ من المدرجات التي ستشكل اللاعب رقم واحد في رحلة التأهل للمونديال.
مبادرة خاصة لدعم العنابي
وانطلاقا من أهمية المرحلة الثالثة للمنتخب فقد قامت الدوحة مبادرة خاصة لدعم المنتخب بوسم "رحلتنا إلى مونديال 2026" وتحت شعار "جمهورنا مصدر قوتنا" وذلك للإعلاء من قيمة الجماهير ودورها في مساندة المنتخب من أجل تحقيق هدف التأهل للمونديال.
وتهدف المبادرة إلى إعلاء قيمة المساندة الجماهيرية وأهميتها في رفع الروح المعنوية للاعبين وتشجيعهم في جميع المباريات من أجل حصد النقاط والتقدم بخطى ثابتة لبلوغ المونديال للمرة الثانية في تاريخ المنتخب عبر التنافس بعد أن كان التأهل للمرة الأولى بحق الاستضافة في 2022.
ومنذ أن عرفت كرة القدم القطرية الظهور على المستوى القاري والإقليمي ظل الجمهور القطري يشكل حضورا مميزا خلف لاعبيه بالدعم والمساندة من المدرجات، كما ظل يشكل اللاعب الأول في جميع انتصارات المنتخب، بالإضافة إلى أنه ظل يقاسم اللاعبين مشاعر كرة القدم بما فيها من نتائج، كما أصبحت المبادرات الجماهيرية لتشجيع المنتخب تشحذ الهمم وترفع من معنويات اللاعبين وتحثهم على تحقيق الفوز وتشريف العلم القطري بأفضل المستويات والنتائج.
المبادرات الجماهيرية
وأسفرت المبادرات الجماهيرية لدعم المنتخب في السنوات الأخيرة عن تميز واضح لمدرجات الملاعب وأبرزها مبادرة "مدرج العنابي" التي كانت أحد أسباب التفوق في نسخة كأس آسيا "قطر 2023" التي حافظ فيها المنتخب القطري على لقبه بجدارة واستحقاق وبدعم جماهيري كان بمثابة الوقود المحرك لعجلة الإنجاز القطري الثاني على مستوى القارة بالمحافظة على اللقب بعد نسخة 2019.
وتأتي المرحلة الحالية من الدعم الجماهيري بمبادرة "جمهورنا مصدر قوتنا" على أساس متين لتعزز من نجاح المبادرات السابقة التي أثمرت إنجازا كبيرا أسعد الجمهور وأوجد لأصواته مكانا في سجل الإنجازات القطرية في كرة القدم.
وتمثل مبادرة "جمهورنا مصدر قوتنا" خطوة مهمة في طريق الوصول لنهائيات بطولة كأس العالم 2026، وذلك لما تعنيه من دعم كبير ومساندة حقيقية يزينها الوعي الجماهيري بأهمية السند المعنوي المستمر للاعبين داخل الملعب في كل الظروف التي تتغلب فيها المباريات من النواحي الفنية، وبث الحماس في نفوسهم من أجل الأداء المميز والفوز.
فرصة ثمينة للجمهور القطري
وتأتي ضربة البداية في المرحلة الحاسمة للتصفيات أمام المنتخب الإماراتي فرصة ثمينة للجمهور القطري لمواصلة دعمه ومساندته وتشجيعه للاعبين وصولا للفوز وحصد النقاط ومنح المنتخب دافعا آخر لانتصار آخر خصوصا وأن سجل المنتخب المرصع بالإنجاز القاري بالفوز بنسختين متتاليتين من كأس آسيا يحفز اللاعبين لمواصلة النجاحات بعد فوزه في آخر 14 مباراة في نهائيات كأس آسيا وبـ(13) انتصارا واضحا في الملعب وآخر بركلات الترجيح حسب طريقة احتساب المباريات، مع عدم تلقيه لأية هزيمة وهو أمر يشد من عضد اللاعبين في الدفاع عن تميزهم الفني في القارة.
وعلى الرغم من أن التصفيات المؤهلة لكأس العالم تختلف في حساباتها عن كأس آسيا، إلا أن الرغبة الكبيرة لدى الجمهور القطري في دعم المنتخب تمثل زادا إضافيا للاعبين للمضي في طريق النجاحات بتحقيق النتائج المرجوة للكرة القطرية.
ويدرك لاعبو المنتخب أن المساندة الجماهيرية تتوسع مع تحقيق النجاحات ويرتفع معها سقف الطموحات وهو ما سيحرك اللاعبين لتقديم الأفضل ويدفع الجمهور لمواصلة الدعم بالمزيد من الشغف، خصوصا وأن الجمهور يعد ورقة رابحة للمنتخب في مواجهة جميع المنتخبات على أرض قطر.
مشاركة جميع فئات المجتمع
ويشتد عود المنتخب القطري بجماهيره التي باتت تملك وعيا كبيرا بقيمة المساندة والدعم الإيجابي للاعبين وبث الحماس في نفوسهم وعدم الاستسلام لأية نتيجة، وهو واقع جسدته مباريات صعبة في كأس آسيا الأخيرة أمام المنتخبين الأوزبكي والإيراني في الدورين ربع ونصف النهائي بعد أن واجه اللاعبون صعوبة كبيرة داخل الملعب تغلبوا عليها بفضل الدعم الجماهيري من المدرجات.
وبات الجمهور القطري يحمل ثقافة واضحة في التشجيع من خلال تشكيل الأمواج في مدرجات الملاعب والهتاف المنظم، بالإضافة إلى الدعم المتواصل للاعبين وعدم الاستعجال للفوز، وقد اكتسب الجمهور خبرة كبيرة ووعيا بعد تجربتي كأس العالم FIFA قطر 2022 وكأس آسيا قطر 2023، وانتقل بالتشجيع إلى مرحلة عدم الاستسلام لمجريات المباريات والتمسك بدعم اللاعبين حتى صافرة نهاية المباراة.
كما لم يعد الجمهور محصورا على فئة معينة في التشجيع على نحو ما كان في العقود الماضية بارتفاع أصوات الشباب فقط في المدرجات وإنما باتت جميع فئات المجتمع ترفع من قيمة الدعم المعنوي للاعبين بالكثير من وسائل التشجيع والمساندة، وبات يشكل دورا حيويا وقوة تضاف إلى قوة المنتخب الفنية في الملعب، كما أصبح الجمهور يتحلى بالصبر في الحصول على الهدف، بجانب نقله لشعوره للاعبين في كثير من الحالات التي أظهرتها بطولة كأس آسيا الأخيرة، فبادله لاعبو المنتخب عطاء بفرح وحققوا الفوز في أصعب المباريات.
دور مهم للجمهور القطري
ويلعب الجمهور القطري دورا مهما في تشكيل القوة الحقيقية لدفع اللاعبين لطريق الانتصارات وتقديم أفضل المستويات وهو ما يتوقع منه في رحلة المنتخب إلى مونديال 2026 التي يشكل فيها الجمهور مصدرا لقوة المنتخب بأمواجه الهادرة من المدرجات.
وبعيدا عن الانفعالات في عالم كرة القدم فإن الوعي الذي يعم الساحة الرياضية بقطر يعد واحدا من الإرث الكبير لكأس العالم FIFA قطر 2022 والذي يتجسد في مجموعة من المفاهيم، من بينها ثقافة الشغف في التشجيع وحب كرة القدم وتحقيق الانتصارات وعدم الاستسلام.
ويعول المنتخب القطري كثيرا على جمهوره ليكون مصدر القوة الحقيقية للاعبين في مواجهة منتخبات المجموعة الأولى التي تعتبر قوة فنية لا يستهان بها، تتطلب أن يكون الجمهور اللاعب الأهم في رحلة المنتخب القطري للتأهل لنهائيات كأس العالم 2026 خصوصا في المباريات التي تقام في قطر.
وبدعم الجمهور يمكن الحصول على النقاط داخل الأرض وهي الخطوة الحقيقية في حسبة التأهل، وذلك بالفوز داخل الأرض والبحث عن أفضل النتائج في المباريات خارج قطر.