أسهمت التغييرات التي أدخلها مدرب برشلونة هانسي فليك على طريقة لعب النادي الكتالوني في تحقيق 4 انتصارات متتالية، وتحقيق العلامة الكاملة في الليغا حتى الآن.
وتشير صحيفة "ماركا" إلى أن المدرب الألماني وصل إلى برشلونة دون الكثير من الضوضاء، والنادي قدمه بعد شهر من التحاقه بالفريق. وطوال ذلك الوقت لم يكن أحد يعرف ما كان يُفكر فيه مدرب بايرن ميونخ السابق، الذي خلف تشافي هرنانديز عن طريق الصدفة تقريبا.
وأراد برشلونة حمايته حتى لا يخضع للاستجواب من قبل الصحافة، لذلك عمل خلف الكواليس مع المدير الرياضي للنادي ديكو لتطبيق أفكاره.
وكانت تنتظره مهمة معقدة بسبب المشاكل المالية والإدارية التي يعاني منها النادي بسبب قواعد اللعب المالي النظيف، التي لم تسمح له بالتسوق في سوق الانتقالات كما كان يرغب.
لكن شيئا فشيئا، بدأ المدرب الألماني بإدخال تغييراته وتشكيل فريق لبرشلونة يقدم حتى هذه اللحظة ضمانات النجاح كما حصل في الجولات الأربع الأولى من الليغا والتي حقق فيها 4 انتصارات.
وكان آخرها الفوز الساحق 7-0 على بلد الوليد في مباراة انتهت بترديد مدرجات ملعب المباراة لاسمه.
تغييرات
وأوضحت الصحيفة أن سلسلة من التغييرات التي أدخلها فليك جعلت برشلونة لا يبدو مثل الموسم السابق، حيث نجح في استعادة ثقة بعض اللاعبين الأساسيين بأنفسهم، وتحسن الحالة البدنية للفريق، ولم يدخل في جدل مع الصحافة، واتبع المبادئ التوجيهية التي وضعها النادي دون ضجة.
واعتبرت الصحيفة أن أحد مفاتيح نجاحه كان استعادة مستوى روبرت ليفاندوفسكي الذي كان تشافي يريده أن يرحل عن الفريق.
وتصرف فليك بحذر مع ليفا لأنه يعرفه جيدا منذ أن كان في بايرن ميونخ، فأعاد له ثقته ومنحه الثقة وأشركه في المركز الذي يقدم فيه أفضل أداء وهو داخل منطقة الجزاء.
فقائد منتخب بولندا مهاجم قناص، والمطلوب هو أن تصل إليه الكرات داخل المنطقة ووقتها لن يرحم الخصوم، وكانت نتيجة هذه الثقة والفلسفة تسجيله 4 أهداف في 4 مباريات، وتصدره قائمة الهدافين في البطولة الإسبانية.
رافينيا الجديد
وليس "ليفا" وحده هو الذي تغير عن الموسم الماضي، فالبرازيلي رافينيا تحسن وتطور بشكل ملحوظ، واعتبر فليك أن الدولي البرازيلي يمكن أن يقدم الإضافة ليس فقط في مركز الجناح ولكن في اللعب بين الخطوط والدخول أكثر إلى عمق منطقة الجزاء ويسجل الأهداف.
وقدم البرازيلي أفضل نسخة له من الناحية البدنية والفنية منذ بداية الموسم، وهذا ما ظهر السبت الماضي في المباراة ضد بلد الوليد، إذ كان سريعا ويراوغ المدافعين ويتمركز بشكل صحيح في منطقة الجزاء، ويتحرك من دون كرة ويتلقى التمريرات الطويلة والبينية من زملائه ويحولها لأهداف، والنتيجة تسجيل أول هاتريك في مسيرته، علاوة على ذلك، عزز ثقته بنفسه بعد أن أصبح أحد قادة الفريق والذي يحق له مناقشة الحكم.
فلسفة فليك
عادة ما يعتمد هانز فليك على تشكيل 4-2-3-1 أو 4-3-3، وهو مرن في تعديل الخطة حسب هوية الخصم وظروف المباراة.
وتدور الفلسفة الأساسية للمدرب الألماني حول اللعب الهجومي والضغط العالي على الخصم.
كما أن الفرق التي قادها تميل إلى الضغط بقوة وبشكل جماعي على حامل الكرة من الفريق المنافس في نصف ملعبهم، لإجبارهم على ارتكاب الأخطاء واستعادة الكرة في مناطق متقدمة.
ويشدد فليك على اللعب الجماعي والتحركات الذكية دون كرة، ويعتمد على اللاعبين أصحاب الوعي التكتيكي، والذين يعرفون متى التحرك لفتح مساحات لزملائهم، وهذا يظهر بشكل خاص في التحولات السريعة للهجمات، والانتقال من الدفاع إلى الهجوم.
ويعتمد فليك كثيرا على الأجنحة في الهجوم، ويعطيهم الحرية للتحرك بشكل كبير، سواء بالتوغل نحو الوسط لخلق فرص للتسجيل، أو اللعب على الخطوط لإرسال العرضيات.
كما أن أسلوب فليك مع برشلونة يعتمد على الدقة في التمرير والتمركز الجيد على أرض الملعب، فاللاعبون يحافظون على تنظيمهم ويبحثون دائما عن التمريرات السريعة والبينية التي تكسر خطوط دفاع الخصم.
ويلعب فليك بدفاع متقدم، حيث يتواجد خط الدفاع بالقرب من منتصف الملعب، وهذا يتطلب من لاعبي الدفاع السرعة والمرونة للعودة السريعة في حال نجح الخصم في كسر خط الدفاع الأول.