أكد سعادة السيد داغ جوهلين دانفيلت مدير عام لدى وزارة خارجية مملكة السويد أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى السويد، تمثل حدثا بالغ الأهمية، حيث تعد الزيارة الأولى لسموه إلى ستوكهولم، خاصة وأنها تأتي في وقت تتولى دولة قطر فيه رئاسة الدورة الـ44 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقال سعادته في حوار مع وكالة الأنباء القطرية "قنا": "إن دولة قطر ومملكة السويد تجمعهما علاقات ثنائية ممتازة، حيث ستعزز زيارة سمو الأمير من متانة هذه العلاقات القائمة بالفعل بين البلدين".
تعزيز التعاون
وأشار إلى أن الزيارة ستتيح الفرصة لمناقشة سبل تعزيز وتعميق التعاون في العديد من المجالات، مثل؛ التعاون التنموي، الذي تلعب فيه قطر دورا في غاية الأهمية على الصعيد العالمي، والتعاون بين البلدين في موضوع أفغانستان، حيث تنخرط قطر والسويد بشدة هناك لإيجاد سبل للتعاون.
وأضاف مدير عام وزارة الخارجية السويدية: "أن دولة قطر تبرع للغاية في عملية الوساطة وحل القضايا والمشكلات الصعبة بين الدول التي لا يوجد بينها اتفاق، لذا فإنه بالطبع سيكون هناك مجال لبحث مثل تلك الأمور بين البلدين، وخاصة الوضع في قطاع غزة، في خضم صراع جميعنا ننظر إليه ونأمل وضع حد له".
وأوضح أن المشاورات السياسية التي جمعت بين دولة قطر ومملكة السويد كانت وسيلة لتبادل الآراء ومناقشة أفق التعاون المشترك أو حل المشكلات، مشيرا إلى أن التركيز سينصب مستقبلا على ما يمكن تحقيقه من أجل زيادة التعاون المشترك.
التعاون في مختلف المجالات
وأعرب عن أمله أن تسهم زيارة سمو الأمير في تعزيز التقارب بين البلدين، ومناقشة التعاون في مختلف المجالات، لا سيما في مجالات التحول الأخضر، والتغير المناخي، والسلم والأمن الدوليين، لافتا إلى أنه من المتوقع أن تشهد الزيارة توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات في بعض القطاعات.
ونوه سعادته بالدور البارز الذي لعبته دولة قطر في أفغانستان، واستضافتها للمحادثات التي جرت بين طالبان والولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن وجود سفارة لطالبان في قطر، ما مكننا من الانخراط مع طالبان كمجتمع دولي، مؤكدا أهمية الدور القطري في هذا الإطار.
الأزمة الروسية الأوكرانية
وحول الأزمة الروسية الأوكرانية، قال مدير عام لدى وزارة الخارجية السويدية: "إن هذه الحرب الضخمة تشكل تهديدا كبيرا للسويد، وهذا ما دفعنا للانضمام لعضوية حلف شمال الأطلسي "الناتو"، فيما نركز كثيرا على جهود التعاون التنموي والدعم العسكري لأوكرانيا، والذي يعتبر أولويتنا الأولى الآن على جميع الصعد".
وأعرب عن تقدير بلاده لمواقف دولة قطر إزاء الأزمة الروسية الأوكرانية، فضلا عن جهودها الكبيرة في لم شمل الأطفال الأوكرانيين مع عائلاتهم، وتسهيل تبادل السجناء.
واختتم سعادة السيد داغ جوهلين دانفيلت مدير عام لدى وزارة خارجية مملكة السويد حواره بالإشادة بالدور المهم الذي قامت به دولة قطر في قطاع غزة تاريخيا، حيث كانت توفر التمويل الذي يبقي غزة على قيد الحياة حتى قبل اندلاع الحرب الأخيرة، بجانب دفع رواتب الخدمة المدنية بالتنسيق مع مختلف الأطراف، مبينا أن دولة قطر الآن هي المفاوض الرئيسي لوقف إطلاق النار وإحلال السلام هناك.