دولار أمريكي 3.63ريال
جنيه إسترليني 4.61ريال
يورو 3.85ريال

قطر تدعو المجتمع الدولي لحماية المؤسسات التعليمية

10/09/2024 الساعة 21:38 (بتوقيت الدوحة)
لقطة من كلمة سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر
لقطة من كلمة سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر
ع
ع
وضع القراءة

جددت دولة قطر التزامها الراسخ بحماية التعليم بوصفه حقا أساسيا من حقوق الإنسان ، ويشكل حجر الزاوية لجميع الحقوق الأخرى، وأكدت أن "التعليم ليس مجرد طريق إلى المستقبل الذي نتصوره لأطفالنا، بل هو الأساس الذي يمكننا أن نشيد عليه عالما أفضل"، مشددة على أنه يتعين على المجتمع الدولي حماية هذه المؤسسات التعليمية وضمان قدرة الطلاب على مواصلة دراستهم بأمان.

وقالت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير الدولة للتعاون الدولي، في كلمة مسجلة، خلال الحدث الرفيع المستوى، الذي انعقد في جنيف، للاحتفال باليوم الدولي الخامس لحماية التعليم من الهجمات، إن التعليم يغدو ضروريا في أوقات الأزمات حاله كحال الغذاء والدواء.

وأضافت " إنه شريان الحياة الذي يجب حمايته وإعطاؤه الأولوية في الاستجابة الإنسانية".

وأعربت عن أسفها لأن التعليم لا يزال يتعرض لهجمات قاسية، مشيرة في هذا الصدد إلى أن "المدارس تتعرض للقصف والمعلمون يتعرضون للقتل وملايين الأطفال محرومون من فرصة التعلم ، وخلف كل إحصائية صادمة هناك طفل وحلم ومستقبل يتلاشى".

لولوة الخاطر: قامت بشكل استباقي بتعزيز أجندة التعليم العالمي من خلال منصات مختلفة

وأشارت وزير الدولة للتعاون الدولي، إلى أن دولة قطر ما فتئت ثابتة في التزامها بضمان التعليم الجيد للجميع، حتى في أصعب الحالات وأحلك الظروف، موضحة أن دولة قطر قامت بشكل استباقي بتعزيز أجندة التعليم العالمي من خلال منصات مختلفة، بما في ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" ومجلس حقوق الإنسان في جنيف.

كما ذكرت بأن قطر كانت من بين أوائل الدول التي وقعت على إعلان المدارس الآمنة ولا تزال واحدة من أقوى المؤيدين له وأشد المدافعين عنه.

وأكدت سعادتها أن جهود دولة قطر لا تقتصر على المناطق التي يسهل الوصول إليها، بل تصل إلى المناطق النائية التي تعاني من الصراعات، مشيرة إلى أنها حققت خطوات كبيرة من خلال مؤسسات مثل مؤسسة التعليم فوق الجميع التي أسستها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع.

مؤسسة التعليم فوق الجميع نجحت بالتعاون مع منظمات أخرى في توفير التعليم الجيد لأكثر من 19 مليون طفل وشاب

ولفتت سعادتها ، إلى أن مؤسسة التعليم فوق الجميع، نجحت بالتعاون مع منظمات دولية أخرى، في توفير التعليم الجيد لأكثر من 19 مليون طفل وشاب ممن تأثروا بالنزاعات والكوارث في جميع أنحاء العالم. وأضافت " غير أن مهمتنا لم تنته بعد ، وما زلنا ملتزمين بإعادة المزيد من الأطفال إلى مقاعد الدراسة".

وأشارت سعادتها، إلى مرور أربع سنوات منذ اعتماد قرار الجمعية العامة رقم 74/275 الذي أقر اليوم الدولي الخامس لحماية التعليم من الهجمات، ووصفته باليوم البالغ الأهمية .

وأشارت إلى أنه وفقا للتحالف العالمي لحماية التعليم من الهجمات، وقع ما يقرب من ستة آلاف هجوم على التعليم في عامي 2022 و2023، أي بزيادة قدرها 20? عن العامين الماضيين، حيث تعرض أكثر من عشرة آلاف طالب ومعلم للأذى أو الإصابة أو القتل في هذه الهجمات.

وتابعت "إنها أرقام وإحصائيات صادمة ففي قطاع غزة وحده، يحرم الطلاب في جميع المراحل من حقهم في التعليم نتيجة للعدوان الإسرائيلي مما يشكل انتهاكا للقانون الدولي الذي يجرم الاعتداء على المنشآت والمرافق التعليمية أثناء النزاعات".

تعرض أكثر من 85 من المدارس في غزة للضرر أو التدمير

كما لفتت سعادتها، إلى تعرض أكثر من 85 من المدارس في غزة للضرر أو التدمير ، بعد عام تقريبا على هذه الإبادة الجماعية المتعمدة للتعليم ، موضحة أنه منذ اندلاع الحرب على غزة، استهدفت قوات الاحتلال 152 مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" تؤوي الأشخاص الذين نزحوا قسرا، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1040 مدنيا.

وأضافت " بالمجمل، تعرضت أكثر من 564 مدرسة في قطاع غزة للقصف المباشر أو التدمير بسبب الهجمات الإسرائيلية ، وقتل أكثر من 9 آلاف طالب و 500 معلم و 100 أستاذ جامعي، كما أصيب أكثر من 7819 طالبا و 756 معلما وتستمر هذه الأرقام في الارتفاع ، وما لا يقل عن 800 ألف طالب محرومين حاليا من التعليم في غزة".

وبشأن السودان ، نبهت سعادتها إلى تضاعف عدد الهجمات العنيفة على المدارس والتعليم أربع مرات منذ بدء الصراع.

وأبانت أن هذه الحوادث تشمل الغارات الجوية على المدارس، مما أدى إلى مقتل وإصابة الطلاب، فضلا عن التعذيب والاختطاف والعنف الجنسي ضد الطلاب واحتلال المدارس من قبل الجماعات المسلحة ليتم استخدامها لأغراض عسكرية.

وذكرت أن الصراع المستمر تسبب في تعطيل تعليم 19 مليون طفل، مما أدى بدوره إلى تفاقم التدهور الاقتصادي وجعل السودان أحد أهم نقاط الجوع الساخنة.

وأضافت: "كما أجبرت أكثر من 10 آلاف مدرسة على إغلاق أبوابها في المناطق المتضررة بشكل كبير مثل دارفور وكردفان والخرطوم ، ومع استمرار الصراع، لا يزال مستقبل هؤلاء الأطفال في خطر، مما يزيد من تفاقم الأزمة التعليمية والإنسانية في البلاد".

وقالت سعادتها إن الصراع الدائر في أوكرانيا ألحق أضرارا جسيمة بالنظام التعليمي. وأشارت إلى استهداف المدارس والجامعات وتشريد عدد لا يحصى من الأطفال أو ممن لقوا مصرعهم.

قطاع التعليم تأثر بشدة في أوكرانيا بسبب تدمير البنية التحتية

وأوضحت أن "قطاع التعليم تأثر بشدة في أوكرانيا بسبب تدمير البنية التحتية، وباتت أحلام الأطفال الأوكرانيين، مثلهم كمثل الملايين من المتضررين من الصراعات في جميع أنحاء العالم، محكومة بالخوف وعدم اليقين ،وهم يتوقون الآن إلى السلام ويحلمون بالعودة إلى مقاعد الدراسة وبمستقبل أكثر إشراقا".

وأكدت وزير الدولة للتعاون الدولي ، أنه يجب ألا نسمح لهذه الهجمات على التعليم بأن تمر دون عقاب ، مشددة على أنه "بدون المساءلة، لا يمكننا أن نأمل في حماية التعليم من المزيد من الاعتداءات، كما أن حماية التعليم لا تقتصر على تخصيص يوم واحد للاحتفال، بل هي دعوة إلى العمل ، لذلك ندعو جميع الدول إلى اتخاذ إجراءات لصون الحق في التعليم وحمايته واحترامه وتعزيزه، حتى في أوقات النزاع المسلح".

ووجهت وزير الدولة للتعاون الدولي ، في ختام كلمتها ، تحية خاصة لجميع المعلمين الذين يواصلون المخاطرة بحياتهم لتعليم الأطفال على الرغم من الظروف العصيبة التي يواجهونها، ولأولئك الذين قدموا أرواحهم في خدمة الإنسانية ، وأضافت "بمناسبة اليوم العالمي لحماية التعليم من الهجمات، فإنه لا يسعنا إلا أن ننحني تكريما وإجلالا للتضحيات التي قدمها هؤلاء المعلمون والمربون ونتعهد بتخليد ذكراهم لتبقى منارة تهتدي بها الأجيال القادمة".

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo