افتتحت الجمعية العامة للأمم المتحدة رسميا مساء أمس الثلاثاء، (بتوقيت نيويورك) دورتها الاعتيادية الـ79، برئاسة الرئيس الجديد للدورة، فيليمون يانغ من الكاميرون، وتشهد هذه الدورة حصول فلسطين لأول مرة على مقعد رسمي بين الدول الأعضاء.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد فيليمون يانغ على التحديات العالمية الملحة مثل تغير المناخ، النزاعات، الفقر، والتفاوت الاجتماعي المتزايد. وشدد على أهمية التعددية والتعاون الدولي، ودور الأمم المتحدة في تحقيق السلام والعدالة والتنمية المستدامة.
السلام والأمن
وأشار يانغ إلى أن السلام والأمن يشكلان أولوية قصوى خلال رئاسته، مؤكدا "سوف نسعى إلى البناء على استراتيجيات فعالة لحفظ السلام وحل النزاعات، مع التأكيد على الحاجة إلى اتباع نهج منسق وموحد لحل النزاعات ومنع نشوب صراعات جديدة".
كما وجدد التأكيد على ضرورة تكثيف الجهود لحل النزاعات، بما في ذلك غزة، هايتي، وأوكرانيا.
وذكر فيليمون يانغ أن رئاسته ستولي أيضا اهتماما خاصا للمساواة بين الجنسين وشمولية جميع الأصوات، مع تعزيز النمو الاقتصادي المستدام، وحماية حقوق الإنسان، وتقوية القانون الدولي، وتعهد بمواصلة الجهود لإصلاح مجلس الأمن، وتنشيط الجمعية العامة، ودعا إلى التضامن العالمي لمواجهة التحديات الأكثر إلحاحا.
من جانبه، طلب السفير أسامة عبد الخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، التأكيد على تنفيذ القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة في 10 مايو 2024، والذي ينص على جلوس فلسطين بين الدول الأعضاء وفق الترتيب الأبجدي، مؤكدا على أهمية هذه الخطوة التاريخية قائلا: "هذه ليست مجرد مسألة إجرائية، بل لحظة تاريخية، ويجب أن يكون لدولة فلسطين مقعد بين الدول الأعضاء".
القضايا العالمية
ومن جهته، أكد دينيس فرانسيس رئيس الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أهمية تعددية الأطراف والتعاون ومعالجة القضايا العالمية الحرجة مثل الفقر والجوع وتغير المناخ. وأشاد بقدرة فرق الأمم المتحدة على الصمود ومساعدة المحتاجين في مناطق الصراع حول العالم.
وفي آخر كلمة له بوصفه رئيسا للدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، شدد فرانسيس على أن السلام والازدهار والتقدم والاستدامة يجب أن توجه جهود الأمم المتحدة في المستقبل، وحث الدول الأعضاء على إعادة الالتزام بهذه الأهداف.
وأعرب فرانسيس عن امتنانه العميق لبلاده ترينيداد وتوباغو وفريقه والدول الأعضاء على ثقتهم ودعمهم. وسلط الضوء على الإنجازات الرئيسية خلال فترة ولايته، بما في ذلك قمة أهداف التنمية المستدامة، ومبادرات الاستدامة، والجهود الرامية إلى تعزيز المساواة بين الجنسين.
وأضاف: "فلنرتق إلى مستوى اللحظة، ولنوف بالوعود التي قطعناها على أنفسنا، ولنعمل معا في تضامن لبناء مستقبل يكرم آمال وأحلام جميع الناس ويوحد الأمم. أنا واثق من أنه من خلال التحلي بالشجاعة والعزم والإرادة السياسية اللازمة، يمكننا تحقيق هذه الطموحات".
عام مضطرب
ومن ناحيته، قال أنطونيو غوتيريش أمين عام الأمم المتحدة، إن الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة تختتم أعمالها بعد عام مضطرب شهد استمرار الفقر وتفاقم عدم المساواة والظلم، والانقسامات والعنف والصراعات. بالإضافة إلى كونه العام الأكثر سخونة على الإطلاق".
ومع ذلك، أشار الأمين العام إلى أن الدورة تنتهي أيضا في وقت يتزايد فيه الأمل والإلهام فيما يمكن تحقيقه من خلال التعاون والعمل معا، مشيرا إلى أن روح التضامن هذه ظهرت من خلال إنجازات الجمعية خلال العام الماضي.
وأكد على أن التحديات التي تواجه البشرية ليست عصية على الحل إذا تم العمل معا بروح التعاون، ودعا إلى النظر إلى الدورة التاسعة والسبعين على أنها لحظة يمكن للعالم من خلالها تحقيق الثقة وتوفير الحلول والسلام الذي يحتاجه العالم.
حقوق الإنسان
كما أكد غوتيريش على دور الأمم المتحدة كمنصة للحلول متعددة الأطراف، من خلال التعاون والدبلوماسية واحترام حقوق الإنسان. ودعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن مجموعة من التحديات العالمية، بما في ذلك تنشيط أهـداف التنمية المستدامة، ومعالجة الفقر وعدم المساواة، وخلق فرص العمل، وسد الفجوات السياسية، ومكافحة تغير المناخ، وضمان الوصول العادل إلى التقدم التكنولوجي مثل الذكاء الاصطناعي.
وحث غوتيريش القادة على تجديد التزامهم بالقيم التأسيسية للأمم المتحدة والعمل معا لتحقيق مستقبل سلمي عادل ومزدهر للجميع.
وتحمل الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة شعار "الوحدة في التنوع، من أجل تعزيز السلام والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية للجميع في كل مكان".