أكدت السيدة فاطمة حسن الرميحي مدير مهرجان أجيال السينمائي والرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام، أن المهرجان استطاع على مدار تسعة أعوام تغيير الصورة النمطية السائدة عن السينما في المجتمع إلى جعل السينما صوتا للقضايا الإنسانية والثقافية.
وقالت الرميحي، حول تأثير المهرجان في تغيير الصورة النمطية للسينما وتفاعل المجتمع القطري مع المهرجان، إنه بعد تسع سنوات من انطلاق مهرجان أجيال نستطيع القول إنه أحدث بالفعل هذا التغيير، فكان ينظر في البداية للسينما على أنها للترفيه والنزهة فقط، ولكن أصبح هناك إيمانا بأن الفيلم يحمل رسالة تؤثر على المجتمعات بصورة مباشرة.
مدير مهرجان أجيال السينمائي: المهرجان يحمل قيمًا إنسانية عميقة ولا يتم اختيار الأفلام المشاركة إلا إذا كانت تحمل قيمة إنسانية
وأضافت أن المخرجين يعملون على هذه الأساس حاليًا فهم يسعون لتغيير واقع مجتمعاتهم نحو الأفضل، مشيرة إلى أن تغير هذه النظرة لم يكن من خلال الأفلام فقط بل من خلال منظومة ثقافية وإبداعية في قطر شملت مختلف عناصر الثقافة والفنون.
وحول القيم التي يحملها مهرجان أجيال، قالت الرميحي "إن المهرجان يحمل قيما إنسانية عميقة ولا يتم اختيار الأفلام المشاركة إلا إذا كانت تحمل قيمة إنسانية، لأننا نتعامل مع شريحة كبيرة من الشباب"، موضحة أن أهم قيمة يسعى المهرجان لإرسائها هذا العام هي قيمة التعايش والتفاهم بين الجميع والتقارب وقيم التسامح فضلا عن الاهتمام بقضايا البيئة والمناخ، وغير ذلك من قيم إنسانية، لأن كل فيلم يحمل قيمة إنسانية مهمة لنا وحتى عند عرض المشاكل وقضايا الفقر إلا أنه دائمًا ما يكون هناك أمل في التغيير، وأن المهرجان يسلط الضوء على مثل هذه القضايا لأن المشاهد لا تتوفر له مشاهدة هذه الأفلام على شاشات السينما العادية.
نعمل على دعم ومساعدة أصحاب المشاريع الذين يسعون لتنفيذها ولا نقوم بالإنتاج مباشرة
وحول إمكانية استفادة مؤسسة الدوحة للأفلام وإنتاج أفلام روائية طويلة من الأعمال الفائزة في كل من جائزتي الدوحة للكتابة الدرامية وكتارا للرواية العربية، قالت الرميحي "إننا نتعاون مع الجائزتين بالفعل ونستفيد من الأعمال الفائزة في تحديث قوعد البيانات والمعلومات لدينا، حيث كشفت الجائزتان عن كتابات إبداعية ومواهب وأصوات جديدة في مجالات الدراما والرواية، ولكننا في هذه المرحلة نعمل على دعم ومساعدة أصحاب المشاريع الذين يسعون لتنفيذها ولا نقوم بالإنتاج مباشرة، ولكن نتواصل مع أصحاب الأعمال المميزة لمعرفة من يرغب في تنفيذ هذه الأعمال سينمائيا لدعمه.
وأشارت الرميحي إلى أن مؤسسة الدوحة للأفلام سوف تقوم بإعداد خاص للنسخة العاشرة من المهرجان في العام المقبل بما يواكب استضافة قطر لكأس العالم 2022.
العرض الأول لفيلم أوركا
من ناحية أخرى، شهد مهرجان أجيال السينمائي التاسع، مساء أمس العرض الأول لفيلم أوركا (قطر، إيران-2021) الذي جرى إنتاجه في استديوهات كتارا، وهو يوثق قصة إلهام سادات أصغري التي سجلت اسمها في موسوعة جينيس كأسرع سباحة تقطع مسافة 10 كم بذراع واحدة في زمن قياسي قدره 4 ساعات و58 دقيقة و32 ثانية، إلى جانب السباحة لمدة تزيد عن ثلاث ساعات متواصلة وهي مكبلة اليدين، حيث لاقت قصة إلهام تضامنا وتعاطفا واسعا حول العالم، حيث تروي هذه القصة كيف نجحت هذه السيدة بعد مرورها بتجارب قاسية في الحياة، في أن تعيد اكتشاف نفسها وتجد عزاءها وخلاصها في الماء.