اختتمت مساء الخميس، فعاليات ملتقى التحدي والابتكار الذي نظمته وزارة الرياضة والشباب ممثلة في النادي العلمي القطري تحت شعار "بالعقل نحل الفتل" في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، وذلك ضمن فعاليات "الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021"، وبمشاركة 100 مبتكر من 38 دولة حول العالم.
وخلال الحفل الختامي لأعمال الملتقى قام سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الرياضة والشباب بتتويج الفائزين وتكريم ممثلي الجهات المشاركة، حيث تم تكريم ممثلين عن المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء"، وبنك قطر للتنمية، ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ووزارة التجارة والصناعة، ومؤسسة قطر، وجامعة قطر إلى جانب الرعيل الأول من النادي العلمي القطري، ومن خارج قطر تم تكريم الاتحاد الدولي لجمعيات المخترعين، ومنتدى التعاون الاسلامي الشبابي، والنادي العلمي الكويتي، ومركز صناع عمان، ورئيس لجنة التحكيم السيد ديفيد فاروقي.
وفاز الفريق (D) المكون من 8 مخترعين بالجائزة الأولى في المسابقة الجماعية التي تنافس فيها 8 فرق، وذلك عن اختراع جهاز "سكيور هيرو" لحماية التسجيلات ومنع التجسس أو اختراق المكالمات الهاتفية، وبجائزة قدرها 250 ألف ريال قطري، كما فاز الفريق (F) بالمركز الثاني وجائزة قدرها 150 ألف ريال عن اختراعهم جهاز " ترين مي " وهو عبارة عن نظام ذكي مرتبط بتطبيق يساعد على أداء التمارين الرياضية بشكل صحيح، ويتحكم في سرعة الشخص، فيما فاز بالمركز الثالث فريق (A) وجائزة قدرها 100 ألف ريال، عن اختراعهم جهاز "نبض" يساعد الأم الحامل في متابعة نبضات قلب الجنين، وقد تم ارجاء البت في جائزة التمويل للمشاريع المرشحة لتقارب المستوى على أن تعلن لاحقا من قبل لجنة التحكيم.
قطر تحصد أغلب الجوائز
أما المسابقة الفردية فقد حصدت دولة قطر أهم وأغلب جوائزها، حيث فاز المخترعون القطريون خالد بوجسوم بالمركز الاول وجائزة قدرها 200 ألف ريال عن اختراعه "أوليفر" الطاهي الآلي الذكي أو روبوت الطبخ، و محمد مهدي الدوسري بالمركز الثاني وجائزة قدرها 100 ألف ريال عن اختراعه جهاز لتتبع الطيور والحيوانات، والدكتور ابراهيم المسلماني بالمركز الرابع عن اختراعه "المنشل" البحري، مناصفة مع المخترعة سيكستين جلناز من مملكة سوازيلاند ،عن اختراعها جهازا لحماية الخيول من أمراض الجهاز التنفسي وجائزة قدرها 30 ألف ريال لكل منهما، وجاء المخترع محمد القصابي في المركز الخامس وجائزة قدرها 20 الف ريال عن اختراعه نظام تحليل أداء التسلل في كرة القدم.
أما المركز الثالث فكان من نصيب الكويتي حسين بومجداد وجائزة قدرها 50 الف ريال عن اختراع أداة فتح الأبواب عند الطوارئ، كما تم تتويج المبتكرين الفائزين وأصحاب المراكز الأولى بالميداليات الذهبية والفضية والبرونزية وبلغت 17 ميدالية ذهبية و 49 فضية و 13 برونزية و 11 من فئة البلاتينيوم.
وفي مسابقة المبتكر الواعد فاز بالمركز الأول فريق مدرسة سودة بنت زمعة الاعدادية للبنات، وبالمركز الثاني مدرسة الأندلس الخاصة، وفاز فريق مدرسة قطر الثانوية للعلوم والتكنولوجيا بالمركز الثالث.
تكريم القطري خالد بو جسوم
واختار رئيس الاتحاد الدولي لرابطة جمعيات المخترعين تكريم كل من المخترع القطري خالد بو جسوم، والمخترعة الأردنية الدكتورة نهى ابو يوسف صاحبة اختراع "اوكو بلينك" يمكن ارتداؤه للمساعدة في السيطرة على العضلات المشلولة، كما اختارت "كهرماء" تكريم المخترع القطري صالح سفران صاحب جهاز للكشف عن تسريب الغاز وإيقافه.
وفي كلمته خلال الحفل الختامي لملتقى التحدي والابتكار أشاد السيد رسول عمروف مدير عام منتدى التعاون الاسلامي الشبابي، بالملتقى الذي يجدد التعاون بين الدوحة وبين المنتدى بعد التعاون الذي تم خلال استضافة الدوحة عاصمة الشباب الاسلامي في دورة ناجحة ومميزة عام 2019.
وأشاد بالجهود التي بذلتها وزارة الرياضة والشباب لاحتضان المبتكرين من مختلف الدول، مؤكدا أن هذه الفعالية نواة طيبة تؤكد قدرة الشباب الاسلامي على تحقيق نهضة وتنمية مستدامة في أوطانهم.
أهمية الملتقى
وألقت المخترعة الدكتورة نهى أبو يوسف كلمة المخترعين، عبرت فيها عن سعادتها بمستوى الملتقى تنظيما ومنافسة، مشيرة إلى أنه جمع مبتكرين حول العالم ليعملوا سويًا وبروح جماعية للبحث في ابتكارات جديدة، مؤكدة أن الملتقى أضاف لها ولزملائها الكثير من القيم كان أهمها التعاون والإنجاز من مرحلة الأفكار وحتى الإنتاج ما أكسبهم الكثير من الخبرات.
وفي لفتة كريمة تم تكريم الرعيل الأول من الرواد والمؤسسين للنادي العلمي القطري وهم المهندس محمد يعقوب السيد، والسيد خالد مبارك المفتاح، والسيد خالد صالح اليافعي، والسيد حسن عبد الله العبدالله، والسيد راشد علي ابراهيم، والسيد عيسى ربيعة الكواري، والمحكم الدولي الدكتور عدنان رمزان النعيمي.
فكرة النادي
وألقى كلمة المؤسسين المهندس محمد يعقوب السيد، الذي أوضح أن فكرة النادي جاءت في بداية السبعينيات عندما كانوا في المرحلة الثانوية، وكان هناك عزوف وقتها عن الالتحاق بالقسم العلمي والتوجه إلى القسم الأدبي فكان التفكير في إنشاء ناد يوجه ويثقف الشباب علميًا، وبالفعل بدأت النواة في أحد المراكز الشبابية ومن ثم التأسيس حيث تم إشهاره في بداية الثمانينيات وصار النادي اليوم علمًا ومركزًا مرموقا بين المراكز المتخصصة في المنطقة نتيجة جهود أجيال متعاقبة ورعاية من الدولة على مدار أكثر من 40 عامًا، مؤكدًا أن النادي اليوم يواصل مسيرته بواسطة الشباب المبدعين.
ومن جانبها قالت السيدة مها الرميحي، مدير إدارة الشؤون الشبابية في وزارة الرياضة والشباب: "كان حلما يراودنا نحن العاملين في مجال الشباب من أمد أن يكون الاحتفاء بالمبدعين في مجالات العلوم والاختراع والابتكار مماثلا للاحتفاء بالمتميزين في مجالات أخرى لها كل التقدير لكن يظل الإبداع والابتكار العلمي هو المحرك لكل تطور والمؤثر الأكبر في تحديد مكانة الدول والشعوب في عالمنا المعاصر".
وتابعت: "لذا كان علينا أن نولي هذا الجانب عناية خاصة لذا فقد سخرت الوزارة كل إمكانياتها وقالت: إن "هذه البداية القوية ألقت علينا مسؤولية كبيرة كي نحافظ على النجاح في النسخ القادمة من الملتقى وأن نتطور للأفضل".
من جهته صرح المخترع القطري خالد بوجسوم الفائز بالمركز الأول في المسابقة الفردية بأن جهازه الروبوت الذكي في الطبخ تم تسجيل براءة اختراعه في 8 دول حتى الآن، ليتصدر مشهد ابتكارات الروبوت في عملية الطبخ، مؤكدًا أن الفوز بالمركز الأول في ملتقى كبير شارك فيه 100 مخترع من 38 دولة يؤكد أن المبتكر القطري يمكنه المنافسة على مستوى عالمي.