تزامناً مع اليوم العالمي لأبحاث السرطان وشهر التوعية بسرطان الأطفال، أصدر سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، تقريره الخاص بأورام الأطفال لعام 2023.
واستعرض تقرير هذا العام الأساليب العلاجية التي استعان بها سدرة للطب، والنتائج الرائعة التي حققها في علاج المرضى من الأطفال.
كما تعمق التقرير في الكشف عن تفاصيل حالات سرطان الدم وأورام المخ، متجاوزاً بذلك التقارير السابقة التي كانت تكتفي بإحصائيات السرطانات الصلبة وغير الصلبة.
قدم التقرير قراءة تحليلية لأنواع سرطانات الأطفال التي يتم علاجها بالمستشفى، مع التمييز الواضح بين السرطانات الصلبة (وتمثل 69%) والسرطانات غير الصلبة (وتمثل 31%).
وفيما يتعلق بالخصائص الديموغرافية للمرضى، فقد جاءت غالبية الحالات المرضية من السلالة العربية (60%)، يليهم المرضى الآسيويون (32%)، فيما جاء أقل من 10% من أعراق أخرى.
التشخيصات المسجلة
وحول التشخيصات، أظهر التقرير أن سرطان الدم "اللوكيميا" كان الأكثر شيوعًا وذلك بنسبة مقدارها 31%، تليه مباشرة الأورام الخبيثة التي تصيب الجهاز العصبي المركزي بنسبة 23%.
وقال الدكتور أيمن صالح، رئيس قسم أمراض الدم والأورام في سدرة للطب: "هذا التقرير يتجاوز كونه مجرد حزمة من البيانات. إنه بمثابة خريطة طريق يمكن أن تساعدنا في فهم الوضع الوبائي لسرطان الأطفال في قطر. ومن خلال فهم أنواع السرطانات التي تصيب أطفالنا وفعالية علاجاتنا والتقدم البحثي المستمر في ذلك الجانب، يمكننا العمل معًا لتحقيق أفضل النتائج الممكنة".
د. أيمن صالح: معدل النجاة المذهل الذي نحققه هنا (90%) يفوق معدلات تحققها بلدان متقدمة
وأضاف إن "معدل النجاة المذهل الذي نحققه هنا والذي ناهز نسبة 90% ما بين عامي 2019 و2023 يفوق المعدلات التي تحققها العديد من بلدان العالم المتقدمة، مما يعد دليلاً على قدرة نظام الرعاية الصحية في قطر على علاج أنواع مختلفة من سرطانات الأطفال".
ومنذ إطلاق مبادرة طب الأورام الدقيق للأطفال في عام 2018، انخفض معدل العلاج بالخارج من 20% في عام 2019 إلى 11% فقط في عام 2023.
بحث أعمق
وقال الدكتور فوتر هندريكس، الباحث الرئيسي في مختبر بيولوجيا الأورام والمناعة في سدرة للطب: "أطلق سدرة للطب مبادرة طب الأورام الدقيق التي تتيح لنا البحث بشكل أعمق في السمات الفريدة للورم الذي يصيب كل طفل. ومن خلال تقنيات مثل تسلسل الجينوم الكامل، يمكننا تحديد التغيرات الجينية التي تسبب السرطان".
د. فوتر هندريكس: المعرفة تتيح لنا وضع خطط علاجية شخصية للغاية مما يزيد من إمكانية تحقيق نتائج إيجابية
وأضاف هندريكس "تُمكننا هذه المعرفة بدورها من وضع خطط علاجية شخصية للغاية، مما يزيد من إمكانية تحقيق نتائج إيجابية. ومن خلال هذه المبادرة، نهدف إلى توفير مجال يمكن من خلاله للعائلات التعاون مع الاختصاصيين في الرعاية الصحية والباحثين للتغلب على سرطان الأطفال".
وتستفيد مبادرة طب أورام الأطفال من الأبحاث لتكييف رعاية مرضى السرطان بما تتطلبه كل حالة مرضية. وتضم المبادرة باحثين وأطباء في الأورام وأمراض الدم وأخصائيين في علم الأمراض التشريحي وجراحي الأعصاب.
وتتضح نتائج التقرير بشكل أكبر من خلال رحلة عائلة شابة تم تشخيص طفلها البالغ من العمر عامين بسرطان الغدد الليمفاوية "بوركيت"، وسعيًا من جانب العائلة للحصول على التوجيه والرعاية المتخصصة، لجأت إلى سدرة للطب.
ومع بدء رحلة العلاج، تم تعريف العائلة بمبادرة طب أورام الأطفال الدقيقة لدى المستشفى وتم جمع عينات من أنسجة الطفل وبياناتهم الصحية وإرسالها لإجراء تسلسل الجينوم الكامل.
وبعد ذلك تمت مراجعة تقرير الطفل من قبل "مجلس أورام جزيئي" يتألف من خبراء في طب الأورام وعلم الأمراض وعلم الوراثة والأبحاث.
تحديات وآمال
وقال والدا الطفل: "نعتقد أن هذا البحث سيكون ذات قيمة وينقذ أطفالاً آخرين من هذه المحنة. ومن خلال المساهمة بتقديم بيانات طفلنا إلى المستودع البيولوجي، فإننا نساعد الباحثين في فهم المرض وتطوير علاجات مستقبلية، ونمنح الأمل للأطفال الآخرين الذين يواجهون تحديات مماثلة".
ويتجلى التزام سدرة للطب بتوفير الرعاية المتخصصة لمرضى السرطان من الأطفال عبر إطلاقه المرتقب لبرنامج زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم لدى لأطفال (HSCT).
وسوف توفر هذه المبادرة التي تتم بالشراكة مع مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، علاجًا فعالاً يمكنه أن ينقذ حياة الأطفال المصابين بالسرطان عبر استبدال خلايا نخاع العظم المريضة بخلايا جذعية صحية خاصة بهم أو بخلايا من متبرع.
ومن خلال المشاركة في أبحاث السرطان السريرية والبنوك الحيوية والتجارب السريرية ومبادرات الطب الدقيق، يمكن للعائلات والأطراف المعنية أن يصبحوا شركاء في التقدم، مما يعطي الأمل لعدد كبير من الأطفال في قطر.