ثمن السيد جون ريفنبلاد، مستشار شؤون الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي الاتفاقات المهمة التي تم توقيعها على خلفية الحوار الإستراتيجي الأمريكي - القطري الذي تستضيفه العاصمة واشنطن في دورته الرابعة، مشيرا إلى توافق الأجندات الأمريكية عبر المؤسسات القطرية في المشهد الأفغاني، والذي يأتي انعكاساً لنمط من التنسيق رفيع المستوى والمتزايد بكثافة بين قطر والمؤسسات الأمريكية على رأسها البنتاغون والخارجية الأمريكية، خلال عمليات الإجلاء وما أعقبها من ترتيبات هائلة كان للدوحة فيها دور بارز .
موقف قطري حاسم
وأكد في حديث لصحيفة "الشرق" الصادرة اليوم، أن قطر كانت الدولة المضيفة لأكثر عدد من الذين تم إجلاؤهم، وقد كان الموقف القطري إستراتيجياً وحيوياً وحاسماً للجهود المشتركة في عمليات الإجلاء بأفغانستان، كما ساهمت العلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين قطر وأمريكا في أن تتزايد مستويات التنسيق الرسمية الخاصة بها بصورة أكبر من أي وقت مضى، وبخاصة في الشهور الأخيرة على صعيد التنسيق العسكري والأمني والدبلوماسي فيما يتعلق بمستجدات الأوضاع بعد سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان عقب 20 عاماً من إزاحتها على أيدي القوات الأمريكية.
وشدد مستشار شؤون الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، على أهمية الحوار الإستراتيجي الرابع الذي انطلق في واشنطن برئاسة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة السيد أنتوني بلينكن، وزير الخارجية بالولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، موضحاً الأهمية الحيوية للاتفاقات الثنائية الخاصة بالمشهد الأفغاني، وتزايد العلاقات القطرية الأمريكية عمقاً في الفترة الأخيرة على أكثر من مستوى .
ولفت إلى أن أجندة الأعمال الخاصة بالحوار تضمنت العديد من القضايا المهمة مثل التعاون العسكري ومكافحة الإرهاب وتعزيز الاستثمارات وقضايا التغير المناخي، فضلاً عن مباحثات مهمة ضمت مناقشات حول قضايا العمال وحقوق الإنسان والاتجار بالبشر والتعاون العسكري والأمني، موضحاً أن هناك الكثير من الشواهد التي تؤكد خصوصية الدور القطري الواضح بأفغانستان، ما يضيف لسجل دبلوماسيتها الإيجابية التي تحظى بتقدير دولي لما تقوم به من أدوار فاعلة في لحظات تاريخية وحاسمة، في ظل أوضاع عالمية معقدة تعزز أهمية ما تقوم به قطر بالشراكة مع الحلفاء الدوليين.
جهود استثنائية
ونوه بإشادة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونقله للتقدير العميق الذي يكنه الرئيس الأمريكي جو بايدن لدولة قطر على كرمها وجهودها الاستثنائية في ملف الاستضافة الدبلوماسية، واحتضان اللاجئين والمباحثات على مدار سنوات يبرز بوضوح ما قامت به قطر من جهود ثمينة ورائعة عبر الدعم المتواصل الذي قدمته في المشهد الأفغاني، ليحظى بكل التقدير الأمريكي، ويبرز مدى قوة الشراكة وقت الحاجة، وبخاصة أن التسهيلات التي قدمتها قطر اتسمت بمرونة استثنائية في وقت كان هناك فيه حاجة لعامل السرعة والإنجاز، ما تطلب فهما مشتركا وعدم تقيد بمنظومة الإجراءات الروتينية التي تتطلب وقتاً لم يكن متاحاً في خضم سرعة وتيرة عمليات الإجلاء الصعبة، ساهمت بشكل كبير في إجلاء عشرات الآلاف.
وأشاد بالدور الإنساني الذي لعبته قطر في كل الملفات الخاصة بعمليات الإجلاء وما أعقبها، والذي يستحق كل تقدير وامتنان من المؤسسات الأمريكية، وهو ما ساهم في أن تعهد أمريكا بثقة وتقدير إلى قطر في مراعاة مصالح واشنطن الحيوية في المشهد الأفغاني فيما يتعلق بالأطر الدبلوماسية، عبر اتفاقية "القوى الحامية" التي سيتم من خلالها تدشين قسم خاص بداخل السفارة القطرية بالعاصمة كابول، لتقديم خدمات قنصلية معينة ومراقبة الوضع ومتابعة أمن المنشآت الدبلوماسية الأمريكية في أفغانستان.
ولفت إلى أن الوفد رفيع المستوى من قادة الصناعة والأعمال والسياسة ناقش أيضاً العديد من الملفات، وأيضاً تم تباحث ملف التعاون العسكري المتجدد دائماً في العديد من المباحثات المشتركة والتي لا تنقطع في زياراتها الرسمية سواء لمسؤولين أمريكيين إلى الدوحة ونظرائهم إلى البنتاغون، وفي خضم الفعاليات المشتركة المهمة بين الدولتين، حيث لعب الحوار الاستراتيجي القطري-الأمريكي السنوي على زيادة أفق التعاون العسكري المشترك بين واشنطن والدوحة.
وأوضح أن قطر تقف بكل تأكيد في موقف خاص الآن فيما يتعلق بالتعامل العالمي إزاء الأوضاع في أفغانستان، فهي تنخرط في مباحثات أكثر قرباً من الواقع مع دوائر السلطة في نقاشات التحديات العديدة والخاصة بالمستقبل، وتتحرك الدبلوماسية القطرية بوضوح في فتح النقاشات المباشرة مع ممثلي السلطة الأفغانية في ضوء أهمية التنسيق الدبلوماسي والمصالح الحيوية العديدة لأمريكا والدول الأوروبية والغربية.