كشف مركز "إرثنا" عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، عن تفاصيل النسخة التاسعة لأسبوع قطر للاستدامة التي بدأت فعالياتها أمس وتستمر إلى 5 أكتوبر المقبل.
وخلال مؤتمر صحفي عقد اليوم بهذه المناسبة أوضح الدكتور جونزالو كاسترو دي لاماتا المدير التنفيذي لمركز "إرثنا"، أن هذه النسخة تعتمد على النجاح الكبير الذي تحقق السنوات الماضية، وجعل أسبوع قطر للاستدامة 2024 الأفضل على الإطلاق، متوقعا أن تصل فعاليات هذا العام إلى أكثر من 400 فعالية ومبادرة من قبل أكثر من 200 جهة مشاركة، وأن ينمو هذا العدد بصورة أكبر على مدار الأسبوع.
وأضاف أن هذه النسخة هي الثالثة له منذ توليه إدارة المركز وقد شهدت هذه الفترة ما يزيد على 600 ألف شاركوا في أكثر من 2200 فعالية، وهذا يؤكد السعي الحثيث لتنفيذ أهداف الاستدامة والحرص الشديد على حماية البيئة وتحسينها للأجيال القادمة، مرجعا ما تحقق من إنجازات بيئية إلى إيمان المشاركين من مدارس وجامعات وجهات حكومية وخاصة وأفراد المجتمع، وتفانيهم المستمر في تعزيز الوعي والعمل البيئي في دولة قطر، وسعيهم لتحقيق مستقبل أكثر نظافة واستدامة، تماشيا مع رؤية قطر الوطنية 2030.
النسخة الحالية لأسبوع قطر للاستدامة تتضمن مجموعة واسعة من الأنشطة
وأوضح المدير التنفيذي لمركز "إرثنا" أن النسخة الحالية لأسبوع قطر للاستدامة تتضمن مجموعة واسعة من الأنشطة أهمها "حوار قطر الوطني حول تغيير المناخ" والذي يعقد لأول مرة ضمن فعاليات الأسبوع، وسيكون جزءا من الفعاليات وسيتم تنظيمه بالتعاون مع وزارة البيئة والتغير المناخي وبدعم من السفارة الألمانية والعديد من الجهات الأخرى، حيث يستكشف المشاركون فيه الابتكارات والفرص المختلفة، المتعلقة بمواجهة التغير المناخي، كذلك سيتم تنظيم عدد من الورشات المختلفة، المتعلقة بالاستدامة في إدارة المياه، والاقتصاد الدائري والقيم البيئية الإسلامية، وسبل نمذجة أنظمة الطاقة، وغيرها.
من جانبه، أعرب المهندس أحمد محمد السادة وكيل الوزارة المساعد لشؤون التغير المناخي بوزارة البيئة والتغير المناخي عن سعادته بمشاركة الوزارة في تنظيم أسبوع قطر للاستدامة وحوار قطر الوطني حول تغير المناخ، لهذا العام، اللذين يعدان محطة هامة ضمن مسيرة الدولة لتعزيز العمل الجماعي المشترك فيما يتصل بالاستدامة البيئية والتغير المناخي في مختلف جوانب الحياة.
وأشار إلى أن هذه الجهود تنبع بشكل أساسي من العزم الجاد على تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 التي أرست الأسس لضمان التناغم بين تنمية الاقتصاد والمجتمع ومتطلبات حماية البيئة وصونها، وجعلت التنمية البيئية في مقدمة أولوياتها، مؤكدا أن مثل هذه الفعاليات من شأنها المساهمة بشكل كبير في نشر الثقافة البيئية بين مختلف فئات المجتمع سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات، وبما يكفل تحقيق إحدى غايات رؤية قطر الوطنية حول إيجاد شعب واع بيئيا يثمن الحفاظ على الموروث البيئي في دولة قطر.
حزمة متنوعة من الجلسات التي تهدف إلى تبادل الرؤى والخبرات
ولفت وكيل الوزارة المساعد لشؤون التغير المناخي إلى أن نسخة هذا العام من حوار قطر الوطني حول تغير المناخ ستشهد حزمة متنوعة من الجلسات التي تهدف إلى تبادل الرؤى والخبرات، واستعراض أفضل الممارسات البيئية والإنجازات المحققة في مسيرة العمل المناخي بدولة قطر، مؤكدا أن الحوار الذي يعقد على مدار يومي 1 و2 أكتوبر المقبل، سيكون له دور كبير في إجراء مناقشات جادة بين المؤسسات الوطنية، بما يساهم في تحديد مزيد من الخطوات والترتيبات لمواجهة التحديات المناخية.
في الإطار ذاته عبر السيد محمد عبدالله جاسم المهندي ممثل وزارة الرياضة والشباب، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم للإعلان عن تفاصيل أسبوع قطر للاستدامة، عن سعادته بمساهمة الوزارة في هذا الحدث كشريك استراتيجي لتعزيز مشاركة الشباب في تحقيق رؤية قطر نحو الاستدامة البيئية، وتأكيد دورهم الفعال في بناء مستقبل مستدام، مشيرا إلى أن هذه المشاركة تأتي ضمن التزام الوزارة بمحاور السياسة الوطنية للشباب، وخاصة المتعلقة بالبيئة والاستدامة، وسعيا لغرس قيم حماية البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية في نفوس الأجيال الشابة، وتحفيزهم على تبني هذه القيم في حياتهم اليومية.
وأكد حرص وزارة الرياضة والشباب على تنظيم الفعاليات البيئية المتنوعة من خلال المراكز الشبابية التابعة لها، والأجهزة الشبابية بالأندية، واتحاد الرياضة للجميع، بهدف توعية الشباب والمجتمع بأهمية الاستدامة، وتعزيز دورهم في حماية البيئة والمساهمة في الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال المقبلة.. مبينا أنه في إطار سعيها لتمكين الشباب، نظمت الوزارة ورشا توعوية خاصة بالمراكز الشبابية بالتعاون مع مركز "إرثنا"، فيما تخطط لإطلاق مبادرات نوعية تعزز تحمل المسؤولية لدى الشباب والمجتمع تجاه البيئة.
وزارة الرياضة والشباب تعمل على تشكيل فرق استدامة في المراكز الشبابية
ونبه السيد محمد عبدالله المهندي إلى أن الوزارة تعمل على تشكيل فرق استدامة في المراكز الشبابية، ليكونوا روادا في نشر الممارسات المستدامة مجددا التزام الوزارة بممارسة الاستدامة ليس فقط عبر أنشطتها الخارجية، بل أيضا داخل مؤسساتها وعبر كافة أذرعها، ومن خلال تطبيق ممارسات بيئية مستدامة في عملياتها اليومية، خاصة وأن تبني ممارسات الاستدامة ليس مجرد خيار، بل ضرورة لبناء مستقبل أفضل لنا وللأجيال المقبلة.
بدوره، تحدث الدكتور علي المري مدير إدارة الجودة والسلامة بهيئة الأشغال العامة "أشغال" عن الجهود التي بذلتها وتبذلها الهيئة لتعزيز الاستدامة وإعادة التدوير، والتي تأتي ضمن استراتيجيتها المؤسسية لتحقيق أهداف التنمية الوطنية الثالثة 2024 - 2030 ورؤية قطر الوطنية 2030، مشيرا إلى أن "أشغال" تبنت مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى دمج مبادئ الاستدامة في جميع مراحل تنفيذ المشاريع من منطلق التزامها بالمساهمة في تحقيق الاستدامة وحماية البيئة.
وأضاف أن دور الهيئة لا يقف فقط على إنشاء وتطوير البنية التحتية، بل يشمل أيضا إيجاد نموذج يحتذى به لتقليل تأثير المشاريع على البيئة باتباع النظم الصديقة للبيئة وتعزيز قيم الاستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، كما تواصل "أشغال" تعزيز قيم الاستدامة من خلال المبادرات والمشاريع التي أطلقتها في هذا المجال من خلال التركيز على إعادة التدوير واستخدام الموارد المتجددة والمواد البديلة.
التزام هيئة الأشغال العامة بالاستدامة والتطوير ودعم رؤية قطر الوطنية
وأكد الدكتور علي المري حرص الهيئة على استخدام المواد الإنشائية المعاد تدويرها مثل الأسفلت ومخلفات الحفر والهدم والإطارات المستعملة في مشاريع البنية التحتية، فضلا عن إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في أنظمة التبريد وري المساحات الخضراء، وقد نجحت في تحقيق نسبة تدوير تجاوزت 50 بالمئة من المخلفات، كما تعمل "أشغال" على تحسين جودة الحياة للمواطنين من خلال مشاريع تطوير الأراضي والبنية التحتية وتوفير بنية تحتية متكاملة وشبكات طرق حديثة، تلبي احتياجات سكان المناطق القائمة والجديدة.
ونوه إلى أنه حتى نهاية عام 2023 تم إنجاز 250 كم من الطرق الجديدة و500 كم من شبكات الصرف، وهو ما يعكس التزام الهيئة بالاستدامة والتطوير ودعم رؤية قطر الوطنية وتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة. والعزم الدائم على مواصلة العمل بروح الابتكار والتعاون مع جميع الشركاء لتحقيق مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
"جزيرة الاستدامة" تقدم ورش عمل تطبيقية لزيادة الوعي بأهمية الاستدامة
في الإطار ذاته، استعرض السيد وسيم محمد العلمي مستشار المشاريع والمبادرات الاستراتيجية في مكتب الرئيس التنفيذي للعمليات بمؤسسة قطر مشروع "جزيرة الاستدامة"، الذي أطلقته المؤسسة أمس ضمن فعاليات أسبوع قطر للاستدامة، وهي مركز مصمم لإعادة التدوير في المدينة التعليمية، هدفه تعزيز الممارسات ذات الصلة بتبني نمط حياة صديق للبيئة والتثقيف العملي بشأنها.
وأوضح أن عمل "جزيرة الاستدامة" يركز على إتاحة الفرصة أمام جميع فئات المجتمع للمشاركة في معارض تعليمية وورش عمل وعروض تفاعلية للتعرف على عمليات إعادة التدوير، واكتساب فهم أعمق بخصوص الممارسات المرتبطة بتعزيز الاستدامة، كما تعد مركزا تعليميا متعدد القطاعات قائما على الشراكة، يعمل على توفير فرص تتعلق بالتعليم التجريبي، بدعم الشركاء من القطاعين الخاص والعام، من خلال تقديم ورش عمل تطبيقية لزيادة الوعي بأهمية الاستدامة وتثقيف الزوار من مختلف الأعمار، بشأن المشاريع والمبادرات الوطنية العديدة التي تساهم في جعل قطر دولة أكثر استدامة.