احتفلت مكتبة قطر الوطنية والمكتبة البريطانية بمرور عشر سنوات على إطلاق مكتبة قطر الرقمية، والتي تعتبر إحدى أكبر المنصات الإلكترونية المخصصة لتاريخ وثقافة منطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، قالت السيدة عبير الكواري مدير إدارة المجموعات الوطنية والمبادرات الخاصة بمكتبة قطر الوطنية: "نحن أمام لحظة تاريخية تؤكد الأهمية الدائمة لحفظ التاريخ العريق للشرق الأوسط وإتاحته لاطلاع العالم".
مكتبة قطر الرقمية مصدر ثري يخدم المؤرخين الهواة
وأضافت الكواري أن "مكتبة قطر الرقمية مصدر ثري يخدم المؤرخين الهواة الذين يبحثون في تاريخ عائلاتهم، والمعلمين الذين يثرون تدريسهم لمادة التاريخ بمصادر جذابة، والأكاديميين في مختلف التخصصات الذين يجرون أبحاثاً ودراسات أكاديمية تفصيلية، وكل منهم سواء كان مهتماً هاوياً أو عالماً متخصصاً، يسهم على طريقته في بناء وعي جماعي بالسرديات التاريخية التي شكلت منطقتنا".
وبهذه المناسبة، أقامت مكتبة قطر الوطنية اليوم مؤتمراً حضره نخبة من الأكاديميين والباحثين والمختصين لمناقشة أبحاثهم ودراساتهم التي اعتمدت على مكتبة قطر الرقمية، لافتين إلى المواد الثرية التي تحتويها المكتبة الرقمية وكيف يتسنى للباحثين الاستفادة من هذه البوابة في أبحاثهم ومؤلفاتهم.
وتضمن المؤتمر ثلاث جلسات نقاشية، تناولت تاريخ الشرق الأوسط، وتاريخ الأعمال في منطقة الخليج العربي، والمخطوطات العربية.
وشاركت في الجلسة الأولى سو آن هاردينغ أستاذة دراسات الترجمة والثقافات بجامعة "كوينز بلفاست"، إلى جانب محجوب زويري أستاذ التاريخ والسياسة المعاصرة للشرق الأوسط في جامعة قطر، وروبرت كارتر أخصائي الآثار بمتحف قطر، والذي ناقش مساهمة مكتبة قطر الرقمية في مجال الآثار التاريخية في قطر.
مكتبة قطر الرقمية تحفل بكنز من المصادر والعوالم التاريخية
وبدورها، عبرت البروفيسورة هاردينغ، التي يتناول كتابها تاريخ شبه جزيرة قطر، عن امتنانها للمصادر والمواد التي توفرها مكتبة قطر الرقمية، مشيرة إلى أنها ما كانت لتستطيع إنجاز كتابها من دون هذه المصادر، وأن "مكتبة قطر الرقمية تحفل بكنز من المصادر والعوالم التاريخية".
ومن جهته، أكد البروفيسور زويري أهمية كتابة التاريخ المعاصر، موضحاً أن "مكتبة قطر الرقمية ساهمت في تيسير الوصول إلى المصادر التاريخية المتعلقة بقطر ومنطقة الخليج العربي، عبر إزالة الحواجز أمام البحوث والدراسات التاريخية عن طريق توفير مجموعة شاملة ومتنوعة من المصادر التاريخية التي تمثل مرجعاً أساسياً للمؤرخين الذين يدرسون المنطقة، كما ساهمت في إزالة تحدي القيود الجغرافية، الأمر الذي يفتح الباب أمام آفاق جديدة من البحوث والدراسات العلمية".
وفي الجلسة الثانية، قدم جوليانو جارافيني أستاذ مشارك في جامعة "روما تري" محاضرة عن أزمة النفط في عام 1973، فيما تناول مايكل أوسوليفان أستاذ مساعد في تاريخ جنوب آسيا بجامعة نورث كارولاينا، دور الشحن العثماني في المحيط الهندي والبصرة بصفتها نقطة محورية في منطقة الخليج.
وخلال الجلسة الثالثة، تناولت أميلي كوفرات ديسفيرنيس أخصائية مستقلة في حفظ الورق والكتب في هولندا، تاريخ إنتاج الورق واستيراده واستخداماته في إيران خلال القرن التاسع عشر.
بينما دانيال مارتن فريسكو عالم الأنثروبولوجيا والمؤرخ والأستاذ السابق في جامعة قطر،فقد تحدث عن تقاليد "الروزنامات" في الخليج العربي. وقدمت نوال نصر الله كاتبة متخصصة في الأطعمة العراقية، محاضرة بعنوان "ذكريات من العام الذي أنقذتني فيه مكتبة قطر الرقمية".
المكتبة تضم مجموعة نادرة من المخطوطات العربية والإسلامية
تجدر الإشارة إلى أن مكتبة قطر الوطنية أطلقت حملة الرقمنة لمكتبة قطر الرقمية في عام 2014، بعد عامين من شراكتها مع المكتبة البريطانية، وبدأت عملية الرقمنة بمجموعة السجلات التاريخية الأكثر أهمية لدى المكتبة البريطانية وتتضمن سجلات وخرائط وصوراً متعلقة بقطر والخليج العربي من مجموعة سجلات مكتب الهند والأوراق الخاصة.
وتستقطب مكتبة قطر الرقمية سنوياً أكثر من 200 ألف زائر وأكثر من مليوني مشاهدة لصفحاتها، وساهم تعزيز الوصول إلى الموارد التاريخية في زيادة أعداد الدراسات البحثية والأكاديمية الجديدة حول منطقة الخليج، وربط الأجيال الجديدة بأسلافهم، وإثراء الأبحاث حول الثقافة في العالم العربي.
وتضم المكتبة مجموعة نادرة من المخطوطات العربية والإسلامية في مجموعة من الموضوعات، منها الطب والفلك والرياضيات والهندسة والجغرافيا وعلوم الحرب، بالإضافة إلى قرابة مليونين ونصف مليون صفحة رقمية من السجلات والخرائط والمخطوطات والصور والرسومات، مدعومة بتعليقات توضيحية وملاحظات تفسيرية باللغتين العربية والإنجليزية.