نظمت مكتبة قطر الوطنية، اليوم، محاضرة "عن بعد" بعنوان: "لمحات من تاريخ المغرب عبر المقتنيات الأرشيفية والوثائقية للمكتبة التراثية"، وذلك ضمن العام الثقافي "قطر- المغرب 2024".
وسلط الدكتور معز الدريدي أخصائي أرشيف أول بالمكتبة التراثية، الضوء على ما يزخر به المغرب من ثراء وتنوع حضاري، وذلك عبر مجموعة المواد الأرشيفية والوثائقية المحفوظة بالمكتبة التراثية، التي توضح طبيعة العلاقة التي امتدت لقرون بين بلدان الشرق الإسلامي، لا سيما الأماكن المقدسة مثل مكة والمدينة، والمغرب البعيد جغرافيا الذي كان عرضا ما يذكر، وقليلا ما يزار.
وبين الدكتور الدريدي كيف أسهمت هذه الوثائق في إنارة بعض الزوايا المظلمة، من تاريخ المغرب، والمساهمة في الإجابة عن بعض التساؤلات، مقدما أمثلة عن المحامل" الوسائط التي جاءت بها هذه الوثائق سواء على شكل ورق أو (رق)، وأحيانا على ألواح خشبية.
وأشار إلى أن الوثيقة اتخذت في بلاد المغرب عددا من المسميات من قبيل: الظهير، وتنفيذة، وبراءة وتقاديم، حيث إن كل تسمية لها مجال استخدامها، سواء تعلق بمرسوم تعيين موظف سام أو حق الانتفاع بأرض أو ملكية أو رسالة تقرأ على المنابر (براءة)، كما توجد مجموعة من المصطلحات تعبر على مسميات في بعض الأحيان.
كما استعرض عدد من الوثائق عبر تاريخ المغرب منذ الفتح الإسلامي ومع السلالات المتعاقبة، مرورا بالدولة الإدريسية والدولة المرابطية والدولة الموحدية والدولة المرينية وعدد من الدول، وصولا إلى الدولة العلوية إلى اليوم، بالإضافة إلى الفترة المعاصرة بدءا من حركات المقاومة ضد المستعمر.
وركز الدكتور معز الدريدي على الفترة الحديثة والمعاصرة من القرن السادس عشر إلى فترة الاستقلال الوطني، وذلك نظرا لوجود وثائق أرشيفية تعود لهذه الحقبة، مبينا أن هذه الوثائق تميط اللثام عن طبيعة المجتمع والعلاقات والروابط فيه، سواء من خلال عقود الزواج أو عقود المبادلات التجارية، مشيرا إلى الأماكن التي تحتفظ بهذه الوثائق في المغرب.
تجدر الإشارة إلى أن المكتبة التراثية بمكتبة قطر الوطنية تساهم بطريقة فريدة في إثراء المشهد الثقافي لدولة قطر.