قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة تحدث على مرأى الجميع، وأخذت مكانها في صفحات العار بتاريخ الإنسانية.
جاء ذلك في تصريحات للصحفيين بالطائرة خلال عودته إلى تركيا، الجمعة، عقب زيارته إلى صربيا وسبقتها زيارة إلى ألبانيا.
وأضاف أردوغان:" إسرائيل لا تستهدف الاستقرار في فلسطين ولبنان فقط وتعمل لكي تؤثر النار المشتعلة هناك على المنطقة".
وأكد أنه لا يمكنهم أن يتجاهلوا هذه الأمور، ويدركون كل ذلك، ولا يقفون مكتوفي الأيدي.
وتابع أردوغان: لا يمكننا تجاهل العدوان الإسرائيلي ونراقب الوضع عبر استخباراتنا فيما يخص الخطوات التي اتخذتها وقد تتخذها إسرائيل تجاه تركيا".
وذكر أن "الإبادة الجماعية في غزة تحدث على مرأى الجميع وأخذت مكانها في صفحات العار بتاريخ الإنسانية".
وأردف الرئيس التركي: "هذا العار يلطخ جباه داعمي منظمة الصهيونية الإرهابية المعروفة اليوم باسم إسرائيل وسيطاردهم على مدى أجيال".
أحلام نتنياهو ستنقلب كابوسا
ولفت الرئيس أردوغان إلى أن "أحلام نتنياهو وعصابته ستنقلب كابوسا وستصبح فلسطين حرة وتبقى لبنان حرة".
وأكد أردوغان أنهم سيواصلون فضح الجرائم التي ترتكبها إسرائيل الصهيونية أمام العالم، قائلا "لأننا نسمع صرخات الأمهات اللاتي فقدن أطفالهن".
وشدد على أن تركيا ستواصل القيام بكل ما هو ضروري على الصعيد القانوني والدبلوماسي لمحاسبة إسرائيل على ارتكابها إبادة جماعية دون توقف.
وأضاف :"إسرائيل هي أكبر تهديد ملموس للسلام الإقليمي والعالمي، ويتعين على أولئك الذين يضطلعون بواجب الحفاظ على السلام العالمي أن ينهوا هذا التهديد".
ورداً على سؤال صحفي حول "تصريحات إسرائيلية صريحة بأنهم سيغزون دمشق بعد لبنان. واحتلال دمشق يعني قدوم الجنود الإسرائيليين إلى الحدود التركية والتفكك الكامل للخريطة السورية"، أجاب أردوغان قائلا إن "إسرائيل ستأتي إلى الشمال السوري لحظة احتلالها لدمشق"، حال تم ذلك.
وذكر أن "قوات إسرائيل ستواجه مقاومة عادلة ونبيلة من الرجال الشجعان الذين يدافعون عن وطنهم في كل بقعة أرض تمتد إليها أيديها الملطخة بالدماء"، وشدد على أن النصر سيكون حليف الصابرين.
ومؤخرا تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قديم لوزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، يقول فيه إن حدود القدس يجب أن تمتد حتى العاصمة السورية دمشق، وإن على إسرائيل الاستيلاء أيضا على شرق الأردن.
دعوة لمنع حدوث معاناة جديدة بسوريا
وأشار الرئيس أردوغان إلى أن سوريا عاشت معاناة كبيرة، وأنه يتعين على الإنسانية أن تعارض إضافة معاناة جديدة لهذا البلد.
ولفت إلى أن تركيا ومنذ بداية الأزمة السورية لطالما أكدت على احترامها لوحدة أراضي سوريا.
وأفاد أن أنقرة استخدمت كافة الوسائل الدبلوماسية لحماية سيادة سوريا، وأن كل خطوة اتخذتها تركيا كانت تهدف إلى تخفيف التوتر في المنطقة وإرساء أساس لإيجاد حل للأزمة.
وأضاف :"اليوم، يمكن للاستخدام الفعال للقنوات الدبلوماسية أن يمنع تصعيد الصراع" في المنطقة.
وأكد أنه يتوجب على الانسانية أن تقف ضد إسرائيل التي تحولت إلى وحش يقتل السلام والاستقرار.
وتابع :"سنواصل العمل من أجل استعادة وحدة سوريا وتحقيق السلام والاستقرار فيها، وسنزيد جهودنا لخلق أجواء سلام عادل ومشرف ودائم وشامل في سوريا".
وأشار أردوغان إلى أن أنقرة ومنذ بداية الحرب في سوريا تتابع بدقة الخطوات التي ستتخذها روسيا، لأنها تعمل بشكل مشترك مع سوريا (النظام).
وتابع: في حين تتحرك روسيا وإيران وسوريا في آلية ثلاثية، على الجانب الآخر هناك قوات تحالف مكون من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا تقوم بحماية تنظيم بي كي كي/ واي بي جي الإرهابي".
وشدد على أنه من الضروري أن تتخذ روسيا وإيران وسوريا إجراءات أكثر فعالية إزاء هذا الوضع الذي يشكل أكبر تهديد لسلامة الأراضي السورية، ولفت إلى أن "العراق أيضا يشهد ظروفا مماثلة".
وأردف :"لذلك، فبينما تبدو جهود إسرائيل لنشر الحرب في المنطقة برمتها واضحة من جهة، فإن الأنشطة الانفصالية والمدمرة للتنظيمات الإرهابية ماثلة للعيان أيضا من جهة أخرى".
ومضى قائلا: "إننا بحاجة إلى إنقاذ المنطقة من خلال التضامن، وترك حسابات المصالح الضيقة جانبا".