قال شيخ الأزهر أحمد الطيب إن "الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة اختلفا في كل شيء عدا الدعم المطلق وغير المحدود للكيان الصهيوني".
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة منذ عام، خلّفت أكثر من 140 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
واستقبل شيخ الأزهر في القاهرة البروفيسور جيفري ساكس، الأستاذ بجامعة كولومبيا الأمريكية رئيس شبكة حلول التنمية المستدامة بالأمم المتحدة، وفق بيان لمشيخة الأزهر مساء الأحد.
وقال الطيب: "أتعجب من عدم وجود دولة أو قوة تستطيع الوقوف في وجه مخططات صهيونية شريرة تستهدف قتل الفلسطينيين واتساع رقعة الصراعات وتحويل المنطقة بل العالم بأكمله إلى بؤرة مشتعلة للحروب والصراعات".
واستنكر "اختلاف الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة في كل شيء تقريبا عدا أمر واحد، وهو الدعم المطلق وغير المحدود للكيان الصهيوني، والالتزام بالوقوف خلفه في الدفاع عن نفسه زورًا وكذبًا".
وأكد أنه "لا يستطيع تفسير ذلك إلا بوجود مصالح أمريكية إسرائيلية غير معلنة".
وأضاف: "أشعر بأن الكيان الصهيوني سخَّر كل جهوده في وجود رئيس أمريكي (جو بايدن) يَدِينُ بالولاء لإسرائيل، ويسمح لها بأن تفعل كل ما تريده دون قيود إنسانية أو موانع أخلاقية".
ومنذ 23 سبتمبر الماضي، وسعت إسرائيل نطاق "الإبادة الجماعية" التي ترتكبها في غزة، لتشمل لبنان عبر غارات جوية دموية طالت العاصمة بيروت، بالإضافة إلى عمليات توغل بري في الجنوب.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن ألف و488 قتيلا و4 آلاف و297 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وأكثر من مليون و340 ألف نازح، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية.
وقال البروفيسور ساكس إنه "لا بد من اتحاد الأصوات المنصفة والحكيمة من الفلاسفة وعلماء الدين والمؤسسات العربية والمنظمات الإسلامية والوقوف جنبًا إلى جنب في وجه الولايات المتحدة".
وحث ساكس على مطالبة واشنطن بـ"وقف تصدير أسلحتها لإسرائيل، والتوقف عن استخدام حق الفيتو (سلطة النقض) ضد الوقف الفوري للعدوان على غزة، ووضع حد للدعم غير المحدود الذي تقدمه الإدارة الأمريكية لإسرائيل".
وشدد على أن "موقف الإدارة الأمريكية لا يمثل الشعب الأمريكي، بل يأتي متناقضًا معه بالكلية، فالشعب الأمريكي لديه وجهة نظر صحيحة، ويريد وقف العدوان، ولكن المشكلة تكمن في القادة السياسيين".
ساكس اعتبر أن "الأزمة لا تكمن في إسرائيل، إسرائيل لا تستطيع مواصلة العدوان يومًا واحدًا دون دعم الولايات المتحدة، ولو أشارت لها الولايات المتحدة بالتوقف لتوقفت".
واستدرك: "ولكن لا نملك رئيسًا أمريكيًّا يريد حقًّا لهذا الكيان أن يتوقَّف على عكس ما كنا عليه في الماضي".
واقترح عقد لقاء يضم عددا من الفلاسفة وقادة الأديان، بمشاركة ممثلين عن الأزهر، للتفكير في حلول سلمية قابلة للتنفيذ حول كيفية وقف الصراعات في الشرق الأوسط، والخروج ببيان مشترك يعقبه قمة عالمية لصياغة تصور عالمي في هذا الشأن، وفق بيان الأزهر.
ورحب الطيب بهذا المقترح، مؤكدا استعداد الأزهر لتقديم كل أوجه الدعم لخروجه في أفضل صوره.
وتواصل إسرائيل مجازرها في غزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بالقطاع الفلسطيني.
كما تتحدى تل أبيب طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وحوّلت إسرائيل قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حرب "الإبادة الجماعية" نحو مليونين من مواطنيه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.