أشاد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى بمضامين الخطاب السامي، الذي افتتح به حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي الأول الموافق لدور الانعقاد السنوي الثالث والخمسين لمجلس الشورى، وما تناوله من أبرز الإنجازات، واشتمل عليه من توجيهات سموه للمرحلة القادمة.
وأكد سعادته أن خطاب سمو الأمير المفدى جاء معبرا عن رؤية واضحة وشاملة لنهج قطر الثابت في مواجهة التحديات وتحقيق الطموحات، مشيرا إلى أن توجيهات سموه تمثل خارطة طريق لمستقبل مشرق، يستند على أسس راسخة من العمل الجاد، والتخطيط السليم، والرؤية الاستراتيجية التي تحمل الأمل لكل مواطن قطري.
مواجهة التحديات وتحقيق الأهداف
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سعادة رئيس مجلس الشورى في افتتاح دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي الأول الموافق لدور الانعقاد السنوي الثالث والخمسين للمجلس، وثمن سعادته فيها التطورات الاقتصادية التي حققتها الدولة وأشار إليها الخطاب السامي، والتي عززت من مكانة قطر كقوة اقتصادية ناشئة، وكذا الجهود المتواصلة لتعزيز البنية التحتية وتطوير القطاعات الحيوية، مشددا على أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا توفيق من الله، ثم بتوجيهات سموه السديدة وإيمانه الراسخ بقدرة شعبه الوفي على مواجهة التحديات وتحقيق الأهداف المنشودة.
نشيد بمواقف بلادنا الثابتة والداعمة لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة
وأشاد سعادة رئيس مجلس الشورى بمواقف دولة قطر الثابتة الداعمة لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وخاطب سموه قائلا " ونحن نستمع إلى خطابكم السامي، فإنه لا يسعنا سوى أن نشيد بمواقف بلادنا الثابتة والداعمة لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ومطالبتها بوقف العدوان ضده لينعم بالأمن والاستقرار كبقية الشعوب، ووقف عمليات الإبادة الجماعية وتدمير قطاع غزة تمهيدا لتهجير سكانها. وفي هذا المقام، نستذكر ما سبق أن أشرتم له سموكم في خطابكم أمام مجلس الشورى في افتتاح دور الانعقاد الماضي، من تجاوز إسرائيل لكل الحدود في اعتدائها الهمجي على قطاع غزة، ودعوتكم إلى وقف هذه الحرب وحقن الدماء".
وتابع في سياق ذي صلة "لقد كانت كلمات سموكم نداء للمجتمع الدولي للقيام بواجبه، لكنه لم يضغط على إسرائيل، ولم يحاسبها على ما ارتكبته من جرائم ضد الإنسانية. وما زالت تواصل عدوانها الغاشم على قطاع غزة، بل وسعته ليشمل لبنان الشقيق، واستغلت العجز الدولي لتطبيق مخططاتها لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية تمهيدا لضمها، مما يؤكد حاجتنا اليوم إلى التزامات دولية أكثر مصداقية وجدية لتحقيق الأمن والسلم الدوليين. فلا يمكن أن يتحقق السلام دون إرادة حقيقية، والتزام تجاه حقوق الشعوب المضطهدة".
إنجازات المجلس
وأوجز سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم في كلمته ما أنجزه مجلس الشورى خلال دور الانعقاد السابق، ونوه في هذا الصدد بأنه قد أقر ثلاثة وعشرين مشروع قانون، منها مشروع قانون اللائحة الداخلية للمجلس الذي صدر مؤخرا، ليدشن مرحلة جديدة في مسيرة المجلس، من حيث تعزيز العمل الرقابي والتشريعي، كما ناقش المجلس عددا من الموضوعات والقضايا التي تهم المواطنين وتلامس احتياجاتهم، إلى جانب إقرار مشروع الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2024.
وفي مجال الدبلوماسية البرلمانية، قال سعادته إن المجلس شارك في إحدى وخمسين فعالية، شملت مؤتمرات واجتماعات، وندوات برلمانية محلية وإقليمية ودولية.
ولفت سعادة رئيس مجلس الشورى في كلمته إلى أن من أبرز إنجازات المجلس خلال أدوار انعقاده السابقة، نجاحه في تعزيز التعاون بينه وبين الحكومة الموقرة، مما ساهم في تحقيق العديد من الغايات التي تستهدف المصلحة العليا للبلاد، مؤكدا أن هذا التعاون كان هو المفتاح لتحقيق النجاح "حيث عملنا معا على تنفيذ رؤيتكم لتحقيق التنمية المستدامة، وفق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024- 2030 ".
المجلس يولي أهمية بالغة لوحدة الصف الخليجي ويعمل جاهدا على تعزيز هذا التماسك في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات معقدة
وأكد سعادة رئيس مجلس الشورى أن المجلس يولي أهمية بالغة لوحدة الصف الخليجي، ويعمل جاهدا على تعزيز هذا التماسك في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات معقدة، مسترشدا بما يؤكد عليه سمو الأمير المفدى دائما، وفي أكثر من مناسبة، على أهمية الوحدة الخليجية وضرورة تعزيز التآخي والتضامن بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتحقيق التكامل الاقتصادي بينها، وتعزيز ثقلها الإقليمي ونفوذها الدولي، وتقوية لحمتها الداخلية، بما يعود بالخير على كافة الشعوب الخليجية، التي تربطها أواصر الدين واللغة والتاريخ والقربى والمصير المشترك.
وقال إنه تأسيسا على ذلك، كان لمجلس الشورى خلال رئاسته للاجتماع السابع عشر لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية دور بارز في العمل من أجل تحقيق تلك الأهداف.
ونبه سعادة رئيس مجلس الشورى في كلمته إلى ما يشهد العالم اليوم من تحولات كبيرة على أكثر من صعيد، وقال إنه إزاء ذلك تظل دولة قطر ثابتة في مواقفها ومساعيها لتعزيز السلام والاستقرار، لافتا إلى أن قطر كانت دائما بفضل توجيهات سمو الأمير مبادرة في الدعوة للحلول السلمية للنزاعات، وكانت صاحبة اليد الطولى في التوسط بين الأطراف المتنازعة، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.
وشدد في هذا الصدد على أن دور قطر الفاعل في التخفيف من حدة التوترات في مناطق النزاع المختلفة لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة لسياسة متوازنة تهدف إلى تعزيز السلم والأمن للجميع.
مواقف دولة قطر الدبلوماسية تنتهج سياسة الحياد الإيجابي والدعوة إلى الحوار والتفاهم
كما نوه في هذا الخصوص بأن مواقف دولة قطر الدبلوماسية، التي تنتهج سياسة الحياد الإيجابي والدعوة إلى الحوار والتفاهم، تعد انعكاسا لحرصها على تعزيز السلم والأمن الدوليين "ونحن في مجلس الشورى، نؤكد دعمنا الكامل لهذه المواقف، إيمانا منا بأنها تصب في مصلحة الأمة والعالم بأسره". وأكد أن قطر اليوم بفضل سياستها المتوازنة والمستقلة تتبوأ مكانة مرموقة في مختلف المجالات، وتلعب دورا محوريا في تعزيز التعاون الدولي وحل النزاعات بالطرق السلمية.
وجدد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، الولاء لسمو الأمير المفدى، مضيفا القول "ونعاهدكم على تنفيذ ما جاء في خطاب سموكم من توجيهات سامية، وعلى مواصلة العمل بكل جد وإخلاص لتحقيق المصلحة العليا لبلادنا. كما نعاهدكم على أن نظل أوفياء لمبادئ ديننا وقيم مجتمعنا، سعيا لتحقيق التنمية لوطننا ولأمتنا، وتعزيز مكانة دولة قطر على الساحتين الإقليمية والدولية، وتحقيق طموحات وتطلعات أبناء الشعب القطري الوفي. سائلين المولى عز وجل أن يحفظكم ويوفقكم ويسدد خطاكم لما فيه خير هذا الوطن المعطاء".
واختتم سعادة رئيس مجلس الشورى كلمته بالقول "ونؤكد لسموكم أن مجلس الشورى سيتخذ كافة الإجراءات لدراسة التعديلات الدستورية المقترحة بما يخدم المصلحة العليا للبلاد" .
وكان سعادة رئيس مجلس الشورى قد استهل كلمته بالترحيب بحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، حيث قال "إنه لشرف كبير لي ولجميع إخواني وأخواتي أعضاء مجلس الشورى أن نرحب بسموكم الكريم في هذا الصرح الوطني الشامخ، الذي يتشرف بكم كل عام. ونتقدم لسموكم بأسمى آيات الشكر والتقدير على تفضلكم اليوم بافتتاح دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي الأول، الموافق لدور الانعقاد السنوي الثالث والخمسين لمجلس الشورى".