دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.75ريال
يورو 3.95ريال

بأكثر من 130 مليون دولار أمريكي

الهلال الأحمر : نفذنا طوال ما يقارب 20 عاما عشرات المشاريع للشعب الفلسطيني

20/10/2024 الساعة 12:50 (بتوقيت الدوحة)
سعادة السيد فيصل محمد العمادي الأمين العام للهلال الأحمر القطري
سعادة السيد فيصل محمد العمادي الأمين العام للهلال الأحمر القطري
ع
ع
وضع القراءة

أعلن الهلال الأحمر القطري أنه نفذ، رغم كل التحديات، وطوال ما يقارب عقدين من الزمان، عشرات المشاريع الإنسانية والتنموية في قطاع غزة والضفة الغربية ومدينة القدس، وذلك بتكلفة تتجاوز 130 مليون دولار أمريكي، مؤكدا أنه ورغم كل التحديات لم يتوقف يوما عن تقديم كل عون إنساني ممكن للشعب الفلسطيني الشقيق.

حالة استنفار كامل

ونوه سعادة السيد فيصل محمد العمادي، الأمين العام للهلال الأحمر القطري، في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، إلى أنه منذ بدء الحرب الأخيرة على الشعب الفلسطيني في غزة، ظل الهلال القطري في حالة استنفار كامل، من خلال مركز إدارة المعلومات في حالات الطوارئ بمقره الرئيسي بالدوحة، وقطاعاته وإداراته المعنية بالاستجابة، وأيضا مكتبه التمثيلي في غزة الذي يعود تأسيسه لعام 2008، وكذا فرقه الإغاثية في مصر والأردن، حيث نجح في توفير حمولة 116 طائرة ضمن الجسر الجوي القطري لنقل شحنات المساعدات الإنسانية المتعاقبة من الدوحة إلى العريش المصرية، ومنها إلى قطاع غزة عن طريق معبر رفح، بالإضافة إلى توفير جزء من حمولة إحدى بواخر المساعدات القطرية، ليصل الإجمالي إلى 4,766 طنا من المساعدات المتنوعة؛ لتلبية احتياجات أهالي القطاع من الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والمياه والإصحاح.

13 مليون دولار أمريكي

وكشف سعادته أن عدد المستفيدين من هذه المساعدات حتى الآن يقدر بحوالي مليون متضرر، بتكلفة إجمالية تتجاوز 13 مليون دولار أمريكي، مشيرا إلى أن الهلال الأحمر القطري يسعى خلال الفترة المقبلة إلى استكمال التدخل من خلال حزمة مشاريع معلنة عبر موقعه الإلكتروني، حيث سيتمكن بفضل التبرعات من تقديم مساعدات جديدة في قطاعات الإغاثة العاجلة والغذاء والصحة والقوافل الطبية، والإيواء والمياه والإصحاح والتعليم وكسوة طلاب المدارس، بقيمة إجمالية قدرها 46 مليون ريال قطري، ويستفيد منها قرابة نصف مليون شخص.

IMG_8815.jpeg
وردا على سؤال حول أوجه التعاون وآليات التنسيق مع الجهات الشريكة لتنفيذ التدخلات الإغاثية في قطاع غزة، أوضح العمادي أنه بالنظر إلى ضخامة حجم الاستجابة القطرية للمحنة الإنسانية التي يمر بها قطاع غزة، كان هناك العديد من مؤسسات الدولة المنخرطة في هذه الاستجابة؛ لذا حرص الهلال الأحمر القطري على التعاون مع عدد من الجهات الشريكة، سواء على المستوى الرسمي أو على مستوى مؤسسات المجتمع المدني، مبينا أنه يأتي على رأس تلك الجهات صندوق قطر للتنمية، الذي كان ولا يزال داعما لجزء كبير من تدخلات الهلال الأحمر القطري في الأزمة.

وأضاف أن آخر أشكال هذا الدعم كان تمويل اتفاقية شراكة بين الهلال الأحمر القطري ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لتقديم مساعدات نقدية بقيمة 4.5 مليون دولار أمريكي لصالح 4,400 مستفيد من العمال والمرضى الفلسطينيين من قطاع غزة العالقين حاليا في الضفة الغربية.

صندوق قطر للتنمية

وذكر أن صندوق قطر للتنمية يساهم كذلك في دعم تشغيل المستشفى الميداني التابع للهلال الأحمر القطري، الذي يتولى مكتبه في قطاع غزة الإشراف على تنفيذ الاستجابة، بالتعاون مع العديد من الجهات مثل: الهلال الأحمر الفلسطيني، والهلال الأحمر المصري، والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية.

واستعرض الأمين العام للهلال الأحمر القطري في هذا السياق مأساة قطاع غزة الممتدة منذ أكثر من 18 عاما من الحصار والتضييق وإغلاق المعابر، بالإضافة إلى تعرض القطاع للعدوان أكثر من مرة خلال تلك الفترة، ما زاد الظروف المعيشية صعوبة بالنسبة للغالبية العظمى من سكان القطاع، لكنه نبه إلى أنه رغم كل شيء، يظل العدوان الأخير والمتواصل حتى هذه اللحظة هو الأكثر فظاعة ودموية، حيث لم يعد هناك أحد أو شيء بطول القطاع وعرضه في مأمن من القصف الوحشي المستمر ليلا ونهارا.

المساعدات الإغاثية

ونبه إلى أن كل ذلك يحدث بالتوازي مع منع وتعطيل وصول أي شكل من أشكال المساعدات الإغاثية إلى المتضررين من أبناء غزة، لتتحول الحياة في القطاع المنكوب إلى جحيم من النزوح والمرض والتجويع والاستهداف الممنهج. كما لم يسلم عمال الإغاثة أيضا من ويلات العدوان، حيث فقد أكثر من 300 كادر إنساني وأممي حياتهم أثناء أداء واجبهم الإنساني في الميدان، وفجع الهلال الأحمر القطري في استشهاد أحد كوادره الطبية العاملة في مستشفيات غزة، وهو استشاري وأستاذ مساعد أمراض الكلى، وخريج برنامج الهلال الأحمر القطري للمنح الطبية التخصصية في الأردن.

IMG_8816.jpeg
وعما إذا كان لدى الهلال الأحمر القطري القدرة على مواصلة الاستجابة لتطورات الأزمة بعد اتساع نطاق العدوان ليشمل مناطق عديدة من الجمهورية اللبنانية الشقيقة، أجاب العمادي بقوله: "نتابع عن كثب الوضع الإنساني المتفاقم في لبنان خلال الآونة الأخيرة، حيث ينذر بكارثة إنسانية محققة في حال استمرار القصف المكثف للمدن والقرى، والذي تسبب حتى الآن في نزوح مئات الآلاف من الأهالي وهجر منازلهم، في ظل النقص الحاد في إمكانيات الاستجابة لدى السلطات الرسمية اللبنانية". موضحا أنه إزاء هذه الأزمة، كان الهلال الأحمر القطري من أولى المنظمات الإنسانية التي بادرت إلى التحرك لتقديم المساعدات الغذائية والصحية والإغاثية العاجلة، حيث خصص مبلغ مليون ريال قطري من صندوق الاستجابة للكوارث التابع له كمرحلة أولى من التدخل الإغاثي العاجل لتلبية احتياجات 1,000 أسرة نازحة من المواد الغذائية وغير الغذائية، من خلال التنسيق بين مكتبه التمثيلي في لبنان والصليب الأحمر اللبناني.

الدعم المجتمعي لأجل لبنان

ودعا سعادته في سبيل حشد الدعم المجتمعي لأجل لبنان، جميع القادرين إلى التبرع للمشاريع الإغاثية المعلنة على موقع الهلال الإلكتروني لتلبية الاحتياجات الحيوية لما يزيد عن 14,000 مستفيد من الأسر الأشد تضررا، والتي تشمل توزيع المساعدات الإغاثية والسلال الغذائية، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، وإجراء العمليات الجراحية العاجلة، تجسيدا لروح الأخوة والتضامن مع الأشقاء اللبنانيين في محنتهم الراهنة، ووفاء بواجبنا الإنساني للتخفيف عن أهل لبنان في هذه الأوقات العصيبة.

وردا على سؤال يتعلق بجهود الهلال الأحمر القطري للتخفيف من معاناة المتضررين من النزاع المسلح في السودان وفي مختلف ولاياته، اعتبر سعادة السيد فيصل محمد العمادي مكتب الهلال الأحمر القطري في السودان من أنشط الأطراف الإنسانية العاملة هناك، وأكثرها تأثيرا في حياة المجتمعات المحلية المتضررة من الكوارث الطبيعة والاضطرابات الأمنية؛ كونه يتعاون بشكل وثيق مع العديد من الشركاء مثل الهلال الأحمر السوداني، ووزارة الصحة الاتحادية، ومفوضية العون الإنساني، وغيرها.

السودان

وأضاف أنه تتبع المكتب فروع في ولايات الخرطوم، والجزيرة، وسنار، وكسلا، والقضارف، والنيل الأبيض، والشمالية، وجنوب كردفان، ونهر النيل، وغرب وشمال دارفور، مبينا أنه إثر تصاعد الأعمال العسكرية خلال عام 2023، تم نقل فريق عمل المكتب إلى مدينة بورتسودان حتى يتمكن منتسبيه من استئناف التدخلات والمساعدات الإنسانية المقدمة في مختلف الولايات، والتي تشمل قطاعات الأمن الغذائي والمياه والإصحاح والصحة والإيواء والمواد غير الغذائية.

وقال إنه قد استفاد من هذه المساعدات حتى الآن أكثر من 845,000 شخص، بتكلفة إجمالية قدرها 4.7 مليون دولار أمريكي، لافتا إلى أن معظم هذه المساعدات تم إيصالها إلى السودان عبر الجسر الجوي القطري للمساعدات، بدعم من صندوق قطر للتنمية ومختلف المؤسسات القطرية لإغاثة الأشقاء في السودان.

وتابع في هذا السياق "كان أحدث أنشطة المكتب توزيع 2,000 سلة غذائية لصالح 12,000 مستفيد في ولاية القضارف شرقي السودان، بالإضافة إلى زيارة عدة مستشفيات ومراكز صحية في الولاية لرصد وتقييم الاحتياجات، تمهيدا لتنفيذ تدخلات إنسانية جديدة هناك بالتنسيق مع الجهات المعنية".

حملة الشتاء الدافئ

وتطرق العمادي إلى خطط الهلال الأحمر القطري للتخفيف من معاناة المتضررين من تلك الأزمات وغيرها مع دخول فصل الشتاء وقال في هذا الخصوص، إنه تم مؤخرا إطلاق النسخة الجديدة من حملة الشتاء الدافئ لعام 2024 - 2025، تحت شعار "دفؤهم واجب"، وتتضمن سلسلة من المشاريع والمساعدات الشتوية لتنفيذها بدعم من أهل قطر، لإعانة أكثر من 179,000 شخص في 13 بلدا من البلدان ذات الأولوية، مثل: فلسطين، ولبنان، والسودان، واليمن، وسوريا، والصومال، وأفغانستان وبنغلاديش.

وبين أن هذه التدخلات المخطط لتنفيذها ضمن الحملة تتنوع بين توفير المساعدات الشتوية (مثل الملابس والبطانيات والفرشات)، والسلال الغذائية، ومياه الشرب، وحليب الأطفال، والأدوية والمستهلكات الطبية، والأثاث والأجهزة المنزلية، ووقود التدفئة، فضلا عن العمل على بناء وترميم عدد من البيوت لتحسين الظروف المعيشية، وكفالة الأيتام وكبار السن في دور الرعاية لمدة عام كامل، وتوريد الطحين إلى المخابز لإنتاج وتوزيع الخبز مجانا على الأسر النازحة والمجتمعات المضيفة.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo