أكد سعادة اللواء ركن (بحري) هلال علي المهندي الملحق العسكري القطري لدى إيطاليا، أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى للجمهورية الإيطالية تعد تتويجا لعلاقات وتعاون طويل الأمد بين البلدين خاصة في المجال العسكري.
زيارة سمو الأمير لإيطاليا تشكل فرصة لدعم وتعزيز التعاون الإستراتيجي بين دولة قطر والجمهورية الإيطالية في المجال العسكري
وقال سعادته في حوار مع وكالة الأنباء القطرية "قنا": "إن زيارة سمو الأمير لإيطاليا تشكل أيضا فرصة لدعم وتعزيز التعاون الإستراتيجي بين دولة قطر والجمهورية الإيطالية في المجال العسكري، حيث يرتبط البلدان بتعاون تاريخي في هذا المجال بدأ منذ ثمانينات القرن الماضي، وتعزز بقوة من خلال الاتفاقية الموقعة بين وزارتي الدفاع في كلا البلدين عام 2016".
ووصف العلاقات العسكرية بين قطر وإيطاليا بأنها "جزء من الشراكة الإستراتيجية الأوسع والتي يعمل البلدان على تعزيزها بشكل أكبر في مجالي الأمن والدفاع".
وأشار المهندي إلى أن أول تعاون بين البلدين في المجال العسكري بدأ مطلع الثمانينات من القرن الماضي من خلال امتلاك القوات البحرية القطرية سفنا تحمل مدافع وذخائر مصنعة في إيطاليا ليشهد بعدها التعاون العسكري بين الجانبين تطورا كبيرا.
تعاون عسكري
وأضاف سعادة الملحق العسكري القطري، أن الاتفاقية الموقعة بين وزارتي الدفاع في قطر وإيطاليا فتحت الباب واسعا لتعاون وثيق ومهم بين البلدين في مجالات اقتناء الطائرات الحربية أو طائرات الهليكوبتر أو القطع البحرية والمعدات المتطورة مثل أنظمة الرادار، إلى جانب مجالات التدريب والتمارين المشتركة، خاصة تدريب الطيارين والعسكريين في القوات البحرية فضلا عن الدراسة العسكرية الأكاديمية.
ولفت إلى أن الاتفاقية الموقعة بين البلدين في مجال التعاون العسكري أعطت الكثير من الثمار، حيث استلمت القوات المسلحة القطرية كافة القطع البحرية المصنعة في إيطاليا، بواقع 7 قطع بحرية، وتبقت قطعة واحدة فقط، كما تم استلام 80 بالمئة من طلبية طائرات الهيلوكوبتر من إيطاليا بواقع 28 طائرة هليكوبتر.
وفيما يتعلق بمجال التدريب، أوضح سعادته أنه منذ عام 2017 وحتى الآن، فقد تدرب 660 فردا من القوات البحرية في إيطاليا، كما تدرب 260 فردا في مجال الهيلوكوبتر، و32 طيارا في مشروع التدريب على الطائرات المتقدمة، بينما تدرب 40 فردا في مجال الدفاع الجوي (أنظمة الرادار)، و41 فردا في مشروع تدريب القوات الخاصة، إلى جانب تدريب ضباط ارتباط من القوات البرية وقوة الأمن الداخلي (لخويا).
وأشار إلى أنه منذ عام 2017، نظمت 154 دورة في إيطاليا استفاد منها 952 فردا ليكون إجمالي عدد المستفيدين من الدورات في إيطاليا 1333 فردا. فيما تم منذ عام 2021 إقامة 8 تمارين مشتركة تدرب فيها 316 فردا، فضلا عن تسجيل أكثر من 400 زيارة متبادلة لوفود عسكرية بين البلدين منذ عام 2017.
الملحقية العسكرية في إيطاليا
كما أبرز سعادة اللواء ركن (بحري) هلال علي المهندي، أن الملحقية العسكرية في إيطاليا تم إنشاؤها في عام 2017، وذلك بعد توقيع اتفاقية تصنيع القطع البحرية لقطر مع الحكومة الإيطالية في يونيو عام 2016 مع شركة فنكنتيري الإيطالية، حيث اتخذ القرار بتعيين ملحق عسكري في إيطاليا يشمل وظيفتين كملحق دفاع وأيضا متابعة المشاريع الموقع مع الحكومة الإيطالية في المجال العسكري.
وأوضح أن إيطاليا تعد شريكا إستراتيجيا مهما في الجانب العسكري، إذ تشهد الصناعة العسكرية لديها تطورا كبيرا وخبرة واسعة تمتد لأكثر من 150 عاما في تصنيع المعدات العسكرية خاصة البحرية منها، وكل دول العالم تستفيد من هذه الصناعات الإيطالية المتطورة.
وبين سعادته أن هناك الكثير من الاتفاقيات التي تربط إيطاليا وقطر في المجال العسكري ومنها اتفاقية مع القوات المسلحة القطرية، ومع الحرس الأميري، ومع وزارة الداخلية، وقوة الأمن الداخلي (لخويا)، فضلا عن التعاون في مجال الدراسة الأكاديمية العسكرية، حيث يوجد 240 شخصا للدراسة ما بين البحرية والطيران.
وأكد أن التعاون مع إيطاليا في المجال العسكري سيتواصل ويتوسع بشكل أكبر خاصة، وأن الاتفاقية الموقعة بين الجانبين في المشاريع العسكرية تمتد لثلاثين عاما، وتبلغ قيمتها أكثر من 9 مليارات يورو.
شراكات جديدة
وشدد سعادة الملحق العسكري القطري لدى إيطاليا، على أن التعاون في المجال العسكري بين البلدين هو إستراتيجي، ويعمل الطرفان بشكل مستمر على استكشاف المزيد من الفرص والشراكات الجديدة التي تعود بالفائدة على البلدين.
وأكد أن العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين ساهمت بشكل كبير في تسهيل التعاون العسكري، حيث تعد إيطاليا دولة صديقة ومهمة في المنطقة ويتم التعامل بين الجانبين بكل مصداقية واحترام.
كما أشار سعادة اللواء ركن (بحري) هلال علي المهندي الملحق العسكري القطري لدى إيطاليا، في ختام حواره، إلى أن إيطاليا دعمت قطر ووقفت إلى جانبها في العديد من الملفات والقضايا. وفي المقابل فإن قطر دعمت إيطاليا أيضا خاصة في جائحة (كوفيد-19) من خلال تقديمها لإيطاليا مستشفيين ميدانيين بسعة 1000 سرير لكل مستشفى مع المعدات الطبية اللازمة، فضلا عن مساهمات أخرى من قطر في نقل معدات إيطالية وقوات من أفغانستان.