احتفل الهلال الأحمر القطري بيوم الهلال الأحمر الخليجي تحت شعار "هلال أحمر خليجي.. عطاء للجميع".
وأعرب السيد محمد أحمد البشري مدير قطاع الاتصال وتنمية الموارد بالهلال الأحمر القطري، في كلمة خلال الاحتفال، عن اعتزاز الجميع بهذه المناسبة السنوية التي تنبثق من روح الأخوة ووحدة المواقف بين هيئات وجمعيات الهلال الأحمر بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتعبر عن تشاركها في الأهداف والرؤى فيما يتعلق بحاضر العمل الإنساني الخليجي ومستقبله، منوها بأن شعار الاحتفال لهذا العام ينطوي في مضمونه على رسالة بالغة الأهمية، وهي أن العمل الإنساني الخليجي تحركه دوافع البذل وحب الخير وتقديم المساعدة بلا مقابل، وأنه يخدم كل أفراد المجتمع، ويمد يد العون لكل محتاج دون تحيز أو تمييز.واعتبر أن ذلك هو دأب كل من ينتمي إلى أسرة الهلال الأحمر الخليجي على الدوام، حيث لا يدخر جهدا في سبيل خدمة الإنسان أينما كان، مشيرا إلى أن هيئات وجمعيات الهلال الأحمر بدول مجلس التعاون دائما ما تقدم خير مثال للتنسيق والتناغم، سواء في إدارة العلاقات الثنائية فيما بينها، أو فيما يتعلق بالقضايا والشؤون الجماعية المشتركة، من خلال اللجان التنظيمية والمتخصصة تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون، ومنها لجنة رؤساء هيئات وجمعيات الهلال الأحمر الخليجية التي استضاف الهلال الأحمر القطري اجتماعها العشرين في شهر مايو 2024، ولجنة مسؤولي الإعلام والتوعية في هيئات وجمعيات الهلال الأحمر بدول مجلس التعاون، والتي عقدت اجتماعها الثاني عشر في الدوحة في شهر ديسمبر 2023، واللجنة الدائمة للعمل التطوعي في هيئات وجمعيات الهلال الأحمر بدول مجلس التعاون.
ونبه البشري إلى أنه ولعقود طويلة، لم يشهد العالم مأساة إنسانية أكثر فظاعة ووحشية مما يتعرض له قطاع غزة من قصف وتشريد وتجويع وحصار منذ أكثر من عام، لترتفع حصيلة الضحايا إلى أرقام غير مسبوقة من الشهداء والجرحى، إلى جانب ما يقارب مليوني نازح هم جميع سكان القطاع تقريبا، لافتا إلى أن الهلال الأحمر القطري لم يقف أمام كل هذا ساكتا، بل عمل بكل إمكانياته على تقديم العون للشعب الفلسطيني الشقيق، حيث يتمتع بخبرة طويلة من العمل الإنساني والتنموي في قطاع غزة عبر مكتبه التمثيلي هناك، والذي نفذ منذ تأسيسه عام 2008 عشرات المشاريع الإنسانية والتنموية بتكلفة تتجاوز 130 مليون دولار أمريكي.وأبرز مساهمة الهلال الأحمر القطري منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى الآن بتوفير حمولة 116 طائرة ضمن الجسر الجوي القطري لنقل شحنات المساعدات الإنسانية المتعاقبة من الدوحة إلى العريش المصرية، بالإضافة إلى توفير جزء من حمولة إحدى بواخر المساعدات القطرية، ليصل الإجمالي إلى 4766 طنا من المساعدات المتنوعة لتلبية احتياجات أهالي القطاع من الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والمياه والإصحاح ، مبينا أن عدد المستفيدين من هذه المساعدات يقدر حتى الآن بحوالي مليون فلسطيني، بتكلفة إجمالية تتجاوز 13 مليون دولار أمريكي.
وبالنسبة للبنان، قال مدير قطاع الاتصال وتنمية الموارد بالهلال الأحمر القطري، إن التصعيد الأخير للاشتباكات العسكرية قد فاقم الظروف الاقتصادية والمعيشية السيئة التي يكابدها اللاجئون والمجتمع المحلي المضيف منذ أعوام، في ظل موجات النزوح المستمرة، وضعف الإمكانيات المتاحة لدى الجهات المعنية بالاستجابة هناك، موضحا أن الهلال الأحمر القطري كعادته كان من أول المنظمات الإنسانية التي بادرت لتقديم المساعدات الغذائية والصحية والإغاثية، من خلال التنسيق بين مكتبه التمثيلي في لبنان والصليب الأحمر اللبناني، فضلا عن مساهمته في الجسر الجوي المتواصل يوميا من قطر إلى لبنان، حيث بدأ بالفعل المرحلة الأولى من توزيع المساعدات العاجلة للأسر النازحة والمتضررة، وتشمل البطانيات، والفرشات، والمواد الغذائية، ولوازم النظافة الشخصية، ومياه الشرب.ولفت السيد البشري إلى أن هذه الجهود الإنسانية الجارية لا تقتصر على الاستجابة الطارئة للنزاعات، بل تراعي أيضا دخول فصل الشتاء، الذي يمثل محنة حقيقية بالنسبة لآلاف الأسر الضعيفة واللاجئة والنازحة، ولذلك أطلق الهلال الأحمر القطري مؤخرا حملة الشتاء الدافئ السنوية لعام 2024 - 2025 تحت شعار "دفؤهم واجب".
وفي تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا" ثمن السيد محمد أحمد البشري العمل الإنساني الخليجي المشترك ودور الهلال الأحمر القطري في تعزيزه على المستويين الجماعي أو الثنائي، مشيرا إلى استضافة الهلال الأحمر القطري مؤخرا العديد من الاجتماعات في هذا السياق لتنسيق العمل والتعاون الخليجي المشترك، لا سيما تجاه ما يجري في قطاع غزة ولبنان، كما أطلق حملة الشتاء الدافئ مستهدفة أكثر من 13 بلدا.