تنظم وزارة البلدية دورة تدريبية إقليمية بعنوان: "منهجيات وآليات فحص الاجهاد الحيوي والمعلوماتية الحيوية والتحسين الوراثي للمحاصيل تحقيقا للأمن الغذائي"، بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووزارة البيئة والتغير المناخي، خلال الفترة من (20 - 31) أكتوبر الحالي، بمشاركة متدربين من داخل دولة قطر ومن دول الخليج العربي والأردن ولبنان، وسوريا، والعراق، واليمن.
وتغطي الدورة التدريبية مجموعة واسعة من المواضيع الهامة، تشمل: مقدمة في التحسين الوراثي للمحاصيل، بما في ذلك تقنيات التربية التقليدية والتربية بالطفرات، وفهم الإجهاد الحيوي في المحاصيل وتأثيره على إنتاجية المحاصيل، والتقنيات الجزيئية لفحص مقاومة الإجهاد الحيوي، ومنهجيات الفحص المتقدمة، والتنفيذ والآفاق المستقبلية للتحسين الوراثي والتربية الطفرية.
وأكد السيد حمد ساكت الشمري، مدير إدارة البحوث الزراعية، على أهمية التطبيقات السلمية للطاقة النووية في مجال الزراعة، مشيرا إلى دورها الحيوي في تلبية احتياجات البشرية من الغذاء وتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الغذائية.
الطفرات والهندسة الوراثية
وأضاف أن هذه التقنيات التي تشمل التربية بالطفرات والهندسة الوراثية تساعد في تحسين صفات النباتات الزراعية بما يتناسب مع البيئات المحلية ويزيد من إنتاجيتها.
وأشار الشمري إلى التحديات الزراعية الكبيرة التي تواجهها المنطقة العربية، وعلى رأسها ندرة المياه والمناخ الصحراوي، مؤكدا على دور التقنيات النووية في مساعدة المنطقة على التغلب على هذه التحديات، من خلال تطوير سلالات نباتية أكثر تحملا للجفاف وقادرة على النمو في ظروف مناخية صعبة، مما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي على المستويين المحلي والعالمي.
وأوضح أن هذه الدورة تأتي انطلاقا من رؤية قطر الوطنية 2030، التي تستهدف تنويع مصادر الدخل وتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي. مشيدا بدور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقديم الدعم الفني ونقل الخبرات لعدد من المشاريع البحثية المنفذة حاليا محليا وإقليميا، مثل مشروع التعاون الإقليمي RAS 5099 في مجالات تحسين الأنواع النباتية للمحاصيل والتقنيات الزراعية المختلفة.
وشدد حمد ساكت الشمري على أن استخدام هذه التقنيات النووية في الزراعة يتماشى تماما مع أهداف الاستدامة البيئية، حيث تساعد في تقليل استخدام المبيدات الكيميائية وترشيد استهلاك المياه، مما يساهم في الحفاظ على البيئة وحماية الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
وأكد أن الهدف الرئيسي من هذه الدورة هو تمكين الخبراء والباحثين والفنيين من اكتساب المهارات الضرورية لتسخير علم المعلومات الحيوية والتحسين الوراثي في مجال المحاصيل الزراعية، مما سيكون له بالغ الأثر في تطوير القطاع الزراعي في المنطقة العربية بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة.
وفي السياق ذاته، رحب السيد عبد الرحمن العبد الجبار مساعد ضابط الاتصال الوطني، بخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجميع المشاركين في الدورة.
وأكد على أهمية استخدام التطبيقات النووية في مجال الزراعة، مشيرا إلى دورها في زيادة الإنتاجية الزراعية وتحسين صفات المحاصيل وتحقيق الاستدامة البيئية.
من جانبها، أكدت السيدة عائشة دسمال الكواري، رئيس قسم الموارد الوراثية بإدارة البحوث الزراعية، على أهمية توظيف التقنيات النووية في المجال الزراعي، مشيرة إلى أنها تتماشى تماما مع مبادئ الاستدامة البيئية.
وأوضحت أن هذه التقنيات تساعد في تطوير أصناف نباتية أكثر مقاومة للآفات والأمراض، مما يقلل الاعتماد على المبيدات الكيميائية، كما تساهم في استنباط سلالات تتميز بكفاءة استخدام المياه.
كما قدم السيد محمد العزازي خبير تقنية حيوي بإدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية، عرضا تقديميا حول التطبيقات السلمية للطاقة الذرية في البحوث الزراعية بدولة قطر.
وأشار إلى عدة مشاريع تعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، منها: مشروع QAT5006 لإثراء التنوع الوراثي وصون الموارد الوراثية النباتية في قطر، ومشروع QAT5008 لتطوير أفضل الممارسات المتعلقة بالتربة، والمغذيات، والمياه، والنباتات، ومشروع RAS5099 لتطوير إنتاج المحاصيل الذكية مناخيا، موضحا أن هذه المشاريع أسفرت عن نتائج ملموسة.
الجدير بالذكر أن هذه الدورة التدريبية تأتي في إطار مشروع التعاون التقني الإقليمي RAS5099، الذي يهدف إلى تطوير إنتاج المحاصيل الذكية مناخيا وتعزيز إنتاجية المحاصيل باستخدام التقنيات النووية، وضمن الجهود المستمرة لدولة قطر لتعزيز قدراتها في مجال الأمن الغذائي والزراعة المستدامة، وتعكس التزامها بتبني أحدث التقنيات العلمية لمواجهة التحديات البيئية والمناخية التي تواجه القطاع الزراعي في المنطقة.