أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم، يوم أمس السبت، عودة الفرنسي هيرفي رينار لقيادة منتخب السعودية خلفاً للمدرب الإيطالي، روبرتو مانشيني، الذي غادر منصبه يوم الخميس الماضي، عقب تجربته التي استمرت 14 شهراً فقط، وحقق خلالها نتائج متواضعة في نهائيات كأس أمم آسيا، التي احتضنتها قطر مطلع العام الجاري، واستمرت في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، التي ستقام بالولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك.
وسيكون رينار على موعد مع عدد من التحديات مع منتخب السعودية خلال الفترة المقبلة، إذ سيكمل مهمته الأولى، التي بدأت في عام 2019، وتمكن خلالها من التأهل إلى مونديال قطر 2022، واستمرت لمدة أربع سنوات، قبل رحيله عن منتخب السعودية، في شهر مارس 2023، من أجل قيادة منتخب فرنسا للسيدات، الذي شارك في نهائيات كأس العالم، وكذلك في أولمبياد باريس، التي أُقيمت الصيف الماضي.
استعادة الثقة
يبقى التحدي الأول أمام هيرفي رينار في استعادة الثقة، التي هزت منتخب السعودية خلال الأشهر القليلة الماضية، وذلك في ظل تراجع نتائج "الأخضر" مع المدرب السابق، روبرتو مانشيني، إذ ودّع رفاق النجم الدولي، سالم الدوسري، نهائيات أمم آسيا من الدور ثمن النهائي، إثر الخسارة أمام منتخب كوريا الجنوبية بركلات الترجيح (2-4)، بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدف في كل شبكة، لتستمر النتائج المتواضعة في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، علماً بأن المدرب الإيطالي قاد المنتخب السعودي في 20 مباراة، ونجح خلالها في الفوز بثماني مباريات، وتعادل في سبع، وخسر خمس مواجهات أخرى.
التأهل إلى مونديال 2026
يُعَدّ حلم التأهل إلى مونديال 2026 الهدف الأساسي للاتحاد السعودي لكرة القدم، لكن مهمة هيرفي رينار لن تكون سهلة، خصوصاً أن "الأخضر" يحتل المركز الثالث في المجموعة الثالثة، برفقة منتخبي أستراليا والبحرين، برصيد خمس نقاط، حققها من خلال الفوز على الصين والتعادل مع منتخبي إندونيسيا والبحرين، فيما تعرّض للخسارة على أرضه أمام المنتخب الياباني، قبل التعادل مع البحرين، في التوقف الدولي الأخير. وستبدأ رحلة المدرب البالغ 56 عاماً، في شهر نوفمبر المقبل، وذلك بمواجهة صعبة للغاية، بملاقاة منتخب أستراليا على ملعب هذا الأخير، في الجولة الخامسة، ثم الانتقال لمواجهة المنتخب الإندونيسي في الجولة السادسة.
إعادة سالم الدوسري إلى سابق مستواه
أما التحدي الثالث بالنسبة إلى رينار، فيتمثل بإعادة اللاعب الدولي، سالم الدوسري، إلى سابق مستواه، الذي ظهر عليه في السنوات الأخيرة، إذ أثبت اللاعب البالغ من العمر 33 عاماً، أنه واحد من أفضل لاعبي الجيل الحالي للكرة السعودية، قبل أن يتراجع أداؤه بشكل لافت، طوال الأشهر القليلة الماضية، حتى إنه تعرّض لانتقادات حادة، خصوصاً في التوقف الدولي السابق لشهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، حين أهدر ركلة جزاء أمام منتخب البحرين، ما تسبب في خسارة منتخب بلاده نقطتين مهمتين، في سباق التأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة.
حلّ مشكل اللاعبين والدوري
من جانبه، سيعمل المدرب السابق لمنتخبات زامبيا وساحل العاج والمغرب، على إيجاد الحلول اللازمة لتشكيلته، التي واجهت انتقادات كبيرة من المدرب السابق لمنتخب السعودية، روبرتو مانشيني، وذلك بسبب قلة مشاركة اللاعبين في الدوري المحلي، نظراً لكثرة المحترفين، إذ اعتمدت أندية الدوري المحلي على سياسة التعاقد مع أبرز النجوم في العالم، خلال الأشهر السابقة، وهو ما حدّ من مشاركة اللاعبين السعوديين مع فرقهم بشكل منتظم، وقد أثّر هذا الأمر سلباً بمستوى المنتخب السعودي في هذه المرحلة.
