أعرب الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، عن أسفه لوصول الأوضاع في غزة إلى مرحلة لا يمكن فيها للإدانات أن تلحق بعدد الجرائم، فالمجازر الإسرائيلية أصبحت أكثر من أن يصدر لها إدانات بشكل يومي، مشيرا إلى أنه وجب على المجتمع الدولي أن يخجل من نفسه في ظل استمرار هذه الحرب المروعة لأكثر من عام.
وجدد الدكتور الأنصاري، في الإحاطة الإعلامية التي نظمتها وزارة الخارجية، اليوم الثلاثاء، موقف دولة قطر الواضح من جرائم الاحتلال المستمرة، سواء استهداف الأعيان المدنية، المستشفيات، والمدارس، أو استهداف النازحين، أو التجويع والحصار المفروض على شمال غزة، وفي نفس الوقت استهداف لبنان الشقيق الذي ارتقى فيه حتى الآن أكثر من 2700 شهيد، ويعاني تدميرًا ممنهجًا لقرى وبلدات كانت تعج بالحياة قبل أيام قليلة، مؤكدا أن ذلك دلالة واضحة على عدم احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان، وقيمته في هذه الحرب.
وشدد على أن قطر لن تتخاذل عن القيام بدورها في إنهاء هذه الأزمة عبر الإبقاء على هذه الوساطة وعلى قنوات الاتصال مفتوحة، ودعم كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء هذه الأزمة وحقن الدماء رغم كل التحديات والواقع الميداني الذي يلقي بظلاله القاتمة على هذه المفاوضات.
وعن مدى تأثير عمليات الاغتيال التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي واستهدافه المكاتب الأممية على جهود العملية التفاوضية، أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري، أن كل تصعيد على الأرض يرافقه "تصعيب" لنجاح الوساطة، مبينا أنه "لا يمكن التفاوض بشكل ناجح مع طرف، يتم استهداف واغتيال الطرف الآخر في كل فرصة"، مشيدا في الوقت ذاته بالدور المهم الذي تقوم به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في مساعدة الملايين ليس فقط في غزة، بل في الضفة الغربية، والأردن، وسوريا ولبنان.
د. ماجد الأنصاري: وقف دعم "الأونروا" ستكون له تداعيات كارثية
ونبه الدكتور الأنصاري إلى أن وقف دعم "الأونروا" ستكون له تداعيات كارثية، وكذلك منعها من العمل في الأراضي الفلسطينية، في ظل وجود أكثر من 6 ملايين فلسطيني يستفيدون من الخدمات الإغاثية لهذه الوكالة، معربا عن إيمان دولة قطر بدورها الكبير والحيوي والدعم الذي تقدمه لقطاع غزة، لذلك فقد تعهدت لها بمبلغ قدره 100 مليون دولار أمريكي، لتقديم المساعدات الإنسانية في القطاع.
وأكد ضرورة تحرك المجتمع الدولي وألا يقف صامتا أمام هذا الاستهتار بمؤسساته الدولية والنيل من المسؤولين الأمميين، سواء على مستوى تصنيف الأمين العام للأمم المتحدة كشخصية غير مرغوب بها، أو العداء المستمر لوكالة هدفها الأساسي غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أو الاستهداف المستمر لعمال الإغاثة والعاملين في إطار الأمم المتحدة، متابعا قوله "يجب أن نأخذ موقفا واضحا، حتى نؤكد أن مؤسسات المجتمع الدولي ما زالت محل احترام دولي وقادرة على القيام بعملها، بدعم القوى المختلفة في العالم".
وعن التقارير التي توجه الاتهامات لدولة قطر بسبب وساطتها لملف الحرب على غزة، أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن هذه التقارير لم تتوقف منذ اليوم الأول، حيث قال بخصوصها "نحن في قطر لدينا "جلد سميك في التعامل مع مثل هذه الاتهامات العارية من الصحة، والتناول السلبي للدور المهم الذي تقوم به الدولة في إطار الوساطة، ونحن غير معنيين بأي تقارير تخالف الواقع ولا تتواصل بشكل مباشر مع الوسطاء سواء في دولة قطر أو في جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية"، مشددا على أن "الدور القطري مستمر منذ اليوم الأول، والوسيط في النهاية دوره هو تقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع".
الدبلوماسية القطرية تعمل وفق خطوط متوازية فيما يتعلق بخفض التصعيد في لبنان وإنهاء الحرب في غزة
ولفت إلى أن الدبلوماسية القطرية تعمل وفق خطوط متوازية فيما يتعلق بخفض التصعيد في لبنان وإنهاء الحرب في قطاع غزة، وأن هناك العديد من الاتصالات اليومية يجريها المسؤولون القطريون، ومحاولات لاستثمار كل فرصة يمكن من خلالها التنسيق مع الوسطاء في هذه الملفات، مشيرا إلى أن قطر لن تألو جهدا للوصول إلى حل دائم لهذه القضية وهو الوقف الدائم لإطلاق النار وإنصاف الأشقاء الفلسطينيين، من خلال تقريب وجهات النظر والوصول إلى لغة مشتركة بين المتفاوضين.
وكان الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، قد استعرض في مقدمة الإحاطة الإعلامية، جهود وزارة الخارجية ونشاط مسؤوليها ومنها: لقاء معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في وقت سابق من اليوم، مع سعادة السيد لوناس مقرمان الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، ولقاء معاليه بعد غد الخميس مع دولة السيد فام مينه تشينه رئيس وزراء جمهورية فيتنام الاشتراكية.
كما استعرض الدكتور الأنصاري لقاء معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مع سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكية وعقدهما لقاء صحفيا مشتركا واتصاله الهاتفي مع سعادة السيد عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني، وكذلك مشاركة سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية، في مؤتمر دعم لبنان الذي عقد في باريس، واجتماع سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير الدولة للتعاون الدولي، مع سعادة السيد دميترو لوبينيتس مفوض حقوق الإنسان في البرلمان الأوكراني، ومشاركتها غدًا الأربعاء في المؤتمر الوزاري عن الجانب الإنساني لخطة السلام في أوكرانيا، الذي سيقام في العاصمة الكندية "أوتاوا".
وذكّر الدكتور الأنصاري ببيانات الإدانة التي أصدرتها دولة قطر بشأن اقتحام مستشفى جمال عدوان في قطاع غزة، ومقتل عدد من الصحفيين في الحرب على لبنان، واستهداف الكيان الإسرائيلي لمواقع إيرانية، وكذلك بيان إدانة بشأن الهجوم الإرهابي على إحدى شركات الصناعة العسكرية التركية.
ولفت أيضًا إلى استكمال دولة قطر للجسر الجوي الإنساني إلى لبنان بإرسال طائرة مساعدات تحمل 23 طنًا وإجلاء 207 لبنانيين ممن يحملون الإقامة القطرية، على أن تصل طائرة أخرى بعد غد الخميس إلى مطار رفيق الحريري تحمل مساعدات إنسانية وطبية.