تحتل دولة قطر مكانة رفيعة على خريطة العمل الإنساني والإغاثي العالمي، وأصبحت من الدول الرائدة في هذا المجال، حيث تتقدم مؤسساتها صفوف المبادرين في مناطق النزاعات والكوارث والأزمات في مشارق الأرض ومغاربها.
ولضمان فاعلية هذه الأنشطة، ضاعفت دولة قطر جهودها وعززت شراكاتها الاستراتيجية مع العديد من الدول، وأطلقت المزيد من المبادرات الخاصة بالمجتمعات الأكثر عرضة للمخاطر والكوارث والفقر في مختلف أنحاء العالم.
وتشكل التنمية جزءا رئيسيا في أولويات رؤية قطر الوطنية 2030، التي اعتمدت التنمية البشرية، والاجتماعية، والاقتصادية، والبيئية، ركائز أساسية لها، كما تبذل دولة قطر جهودا متعددة الأوجه، وعلى مسارات عديدة، لتعزيز شراكاتها الدولية في هذا المجال خدمة للإنسانية واحتياجاتها من مشاريع الإغاثة، الأمر الذي أحدث آثارا إيجابية في حياة الملايين من الأشخاص حول العالم.
وفي هذا السياق، أطلقت دولة قطر مع كل من المملكة المتحدة، والجمهورية الفرنسية، محافظ للتعاون الإنمائي الدولي والاستجابة الإنسانية، كما خصصت قطر 50 مليون دولار من خلال محفظة مشتركة لمواجهة التحديات الإنسانية والإنمائية الأكثر إلحاحا، مما يعكس المسؤولية المشتركة في الاستجابة للأزمات على نطاق عالمي.
تعزيز سياسات
وقعت دولة قطر عددا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وخطابات النوايا، منها توقيع مذكرة تفاهم مع كندا في مجال التعاون الإنمائي، عبر التركيز على تعزيز سياسات المساعدات الخارجية المشتركة، وتمكين الشباب، وتعزيز دور المرأة اقتصاديا واجتماعيا، والحد من الفقر، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وبموجب مذكرة التفاهم، سيقوم كلا البلدين بتنفيذ أنشطة التعاون في المجالات والقطاعات ذات الاهتمام المشترك، مع التركيز على التعليم، وتقريب وجهات النظر في القضايا المطروحة في المنتديات والأحداث المتعددة الأطراف.
كما أعلنت دولة قطر، من خلال مؤسسة التعليم فوق الجميع، وكندا، من خلال وزارة الشؤون الدولية، عن التزام مشترك بقيمة 95 مليون دولار أمريكي لتمكين الشباب في أكثر من 60 دولة نامية حول العالم.
وفي سياق أوجه التعاون المشترك في مجالات التنمية والمساعدات الإنسانية، ستتعاون دولة قطر وكندا في مساعدة المتضررين من الصراعات في السودان وسوريا، من خلال تقديم المساعدات الإنسانية وتطوير مشاريع مشتركة لصالح السكان النازحين.
وقد أكد البلدان التزامهما بتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، بالتعاون الوثيق مع المملكة الأردنية الهاشمية، كما ستتعاون قطر وكندا في دعم سكان غزة، الذين يتم إجلاؤهم إلى قطر لتلقي العلاج، مع التركيز بشكل خاص على الدعم النفسي والصحي العقلي بمشاركة الهلال الأحمر القطري.
وعلى هامش الزيارة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لمملكة السويد، وقعت دولة قطر عددا من مذكرات التفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين، منها مذكرة تفاهم للتعاون في مجال السلام والمصالحة، ومذكرة تفاهم في مجال التعاون الإنساني والإنمائي، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال التنمية الاجتماعية ودعم الأسرة.
تعزيز التعاون
كما وقعت دولة قطر والجمهورية الفرنسية عددا من الاتفاقيات المعنية بالتعاون الإنساني والتنموي، منها مذكرة تفاهم بشأن توفير إطار عام لتسهيل وتعزيز التعاون بين صندوق قطر للتنمية والوكالة الفرنسية للتنمية، وإعلان نوايا في مجال التنمية والقضايا الإنسانية، وإعلان نوايا في مجالي المساعدة الإنسانية والتدخل في حالات الطوارئ.
ووقعت دولة قطر مع جمهورية إندونيسيا، مذكرة تفاهم بشأن توفير منح دراسية للطلاب الأفغان لمواصلة التعليم والدراسة في الجامعات الإندونيسية.
وقد حرصت دولة قطر على التعاون مع كافة الشركاء الدوليين، من أجل ضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والجمهورية اللبنانية، وظلت تشدد في هذا الصدد على ضرورة وصول المساعدات بشكل مستدام.
تعاون مثمر
وفي سياق الشراكات الدولية المتنامية، شهدت العلاقات بين دولة قطر وكل من الجمهورية الفرنسية، والمملكة المتحدة تعاونا مثمرا في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، لا سيما إلى قطاع غزة ولبنان.
كما أثمر التعاون الوثيق بين دولة قطر والجمهورية التركية في هذا الصدد عن إرسال سفينة محملة بأكثر من 1900 طن من المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، تعبيرا عن الرؤية المشتركة إزاء الوضع الإنساني الكارثي غير المسبوق في القطاع، وضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمعالجته بكافة الوسائل.
وفي إطار التعاون في المجال الإنساني بين دولة قطر والجمهورية الإيطالية والجهد المشترك لتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، كانت قد وصلت إلى ميناء "لا سبيتسيا" الإيطالي السفينة البحرية الإيطالية "فولكانو" وهي تحمل على متنها عددا من المصابين من قطاع غزة لتلقي العلاج في المستشفيات الإيطالية.
وكانت السفينة قد أبحرت من ميناء العريش في مصر وعلى متنها 60 فلسطينيا، من بينهم 18 طفلا مصابا من ضحايا الحرب الدائرة في قطاع غزة و42 من أفراد أسرهم، فيما ضم الطاقم الطبي للسفينة 6 من منتسبي القوات المسلحة القطرية.
وكانت السفينة قد رست بميناء العريش المصري، لمدة شهرين تقريبا كمستشفى ميداني يقدم خدمات علاجية للجرحى الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة.
مثال رائد
كما يعد التعاون الطبي الإنساني المشترك بين دولة قطر والجمهورية الفرنسية مثالا رائدا للعمل الإنساني والرعاية الصحية والاغاثية، حيث نقلت طائرات تابعة للبحرية الفرنسية 124 جريحا من غزة، وتم نقل 54 منهم بعد ذلك إلى قطر لمتابعة العلاج.
كما تعاون البلدان في عملية مشتركة لإيصال سيارات إسعاف وخيام وإمدادات إنسانية إلى قطاع غزة، واتفقا على الحاجة الملحة والضرورية لزيادة وصول وتدفق المعونة الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة، ومواصلة العمل المشترك بشأن تقديم المساعدة الطارئة.
وتدعم استراتيجية قطر للتعاون الدولي تنفيذ الهدف المتعلق بتعزيز عملية تحقيق المزيد من التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول ذات الدخل المنخفض، وتتفق مع الأهداف العالمية لأجندة للتنمية المستدامة 2030 وتدعم الشراكة العالمية من أجل التنمية للقضاء على الفقر، والحد من عدم المساواة، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاستدامة البيئية، وقد استفادت العديد من الدول من المساعدات القطرية، التي شملت أكثر من 100 دولة في مختلف قارات العالم.