توعد "حزب الله"، مساء الثلاثاء، تل أبيب بـ"مزيد من الخسائر"، مشددا على أنه مستعد لـ"معركة طويلة"، وذلك ردا على بدء الجيش الإسرائيلي مرحلة ثانية من التوغل البري جنوبي لبنان.
وقال الحزب، في بيان عبر منصة "تلغرام"، إن "القرار الذي اتخذته قيادة جيش العدو الإسرائيلي بالانتقال إلى المرحلة الثانية من "المناورة البريّة" في جنوب لبنان لن يكون مصيره سوى الخيبة، وسيكون حصاده الحتمي المزيد من الخسائر والإخفاقات".
وأكد أن "المقاومة اتخذت ضمن خططها الدفاعية كل الإجراءات التي تمكنها من خوض معركة طويلة، لمنع العدو من تحقيق أهدافه، دفاعا عن حرية وسيادة بلدها، ورفعة وكرامة شعبها الأبي".
وشدد على أن "الجبهة في كل المحاور والقطاعات تمتلك العديد والعتاد اللازمين ومن مختلف الاختصاصات العسكرية لخوض هكذا معركة".
"حزب الله" تطرق إلى " الادعاءات التي يطلقها العدو عن السيطرة على قرى الحافّة الحدوديّة".
وقال إنه على الرغم من هذه الادعاءات تمكن مقاتلوه "خلال الأيام الماضية من تنفيذ العديد من الرمايات الصاروخية من على الحدود اللبنانية الفلسطينية باتجاه العمق المُحتل، كما تمكنوا من مفاجأة العدو باشتباكات مباشرة خلف خطوط انتشاره".
وشدد على أن إسرائيل لن تتمكن من "إيقاف هذه العمليات التي تصل إلى أهدافها العسكرية وتحقق إصابات مؤكدة، وتُدخل مع كل صاروخ ومُسيّرة تُطلق مئات آلاف المستوطنين إلى الملاجئ".
ووفق الحزب فإنه " بفعل ضربات المقاومة الكثيفة والمركّزة، انسحبت قوات جيش العدو الإسرائيلي من معظم البلدات التي كانت قد تقدمت إليها إلى ما خلف الحدود".
واستدرك: "ما عدا المراوحة منذ أكثر من أسبوع لتشكيلات الفرقة 146 في جيش العدو في أحراش اللبونة وشرقي بلدة الناقورة، التي يسعى للسيطرة عليها عبر التقدّم نحو وادي حامول من الجهة الشرقيّة للبلدة".
خسائر إسرائيل
وتضمن بيان "حزب الله" ما قال إنها "الحصيلة التراكمية لخسائر العدو" وفق ما رصده مقاتلوه منذ بدء التوغل البري في الأول من أكتوبر الماضي.
وأفاد بـ"أكثر من 100 قتيلا و1000 جريح من ضباط وجنود، وتدمير 43 دبابة ميركافا و 8 جرافات عسكرية وآليتي هامر ومدرعتين وناقلتي جند، وإسقاط 4 مسيرات من طراز "هرمز 450" ومسيرتين من طراز "هرمز 900".
"حزب الله" قال إن "هذه الحصيلة لا تتضمن خسائر العدو الإسرائيلي في القواعد والمواقع والثكنات العسكرية والمستوطنات والمدن المُحتلّة".
وحتى الساعة 18:40 "ت.غ" الثلاثاء أعلن الحزب عن شنه 17 هجوما استهدفت قواعد عسكرية وتجمعات لقوات ومستوطنات في شمال إسرائيل.
وأعلنت إسرائيل، الثلاثاء، مقتل شخصين وإصابة مثلهما بجروح، جراء سقوط صواريخ أُطلقت من لبنان، فيما دوّت صفارات الإنذار في مدن وبلدات ومستوطنات عديدة بالشمال.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها "حزب الله"، بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 146 ألف فلسطينيين، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
العدوان الإسرائيلي على لبنان
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و287 قتيلا و14 ألفا و222 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن أكثر من مليون و200 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية حتى مساء الثلاثاء.
ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.