على مدى 40 يوما، يواصل جيش الكيان الإسرائيلي حصاره المطبق على شمال قطاع غزة، مع تركيز وتكثيف عملياته وقصفه واستهدافه على ما تبقى من مساكن مأهولة، فضلا عن إجباره المواطنين على إخلاء منازلهم وأحيائهم السكنية قسرا وتحت تهديد الموت والقصف المباشر.
ووفقا لإحصائيات رسمية غير نهائية للهيئات الحكومية في القطاع، استشهد على مدى 40 يوما من الحصار والعملية الإسرائيلية في شمال غزة، ألفا مواطن، وأصيب ما يزيد على 6 آلاف آخرين، فيما جرى اعتقال نحو ألف مواطن، بينهم رجال كبار في السن وأطفال، في وقت تصعد قوات الاحتلال من عدوانها على بلدة بيت حانون، حيث تحاصر أربعة مراكز إيواء في البلدة، إضافة للمنازل المحيطة بها والملاصقة للحدود الشمالية الشرقية لقطاع غزة، وأجبرت قاطنيها على الإخلاء، واعتقلت عشرات الشبان والرجال.
وحسب شهود عيان تحدث إليهم مراسل وكالة الأنباء القطرية "قنا" في القطاع، فإن الآليات تقدمت تحت غطاء ناري كثيف وبدأت بالمناداة عبر مكبرات الصوت للمتواجدين داخل المراكز ومحيطها بضرورة مغادرتها والاتجاه جنوبا عبر شارع "صلاح الدين"، مشددين على التضليل الذي يمارسه الاحتلال بخصوص سماحه بإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة بشكل عام وشماله على وجه الخصوص، غير أنه بدأ بعد ساعات قليلة بتهجير السكان وإحراق تلك المساعدات في مراكز الإيواء.
وتشير المعلومات الخاصة إلى أن 1500 عائلة لا تزال داخل البلدة رغم المعاناة التي تعرضت لها من تجويع وتعطيش، ومحاولة لتهجيرها بالقوة، بالتزامن مع تقدم جيش الاحتلال وارتكاب طائراته الحربية مجازر وعمليات قصف مكثف للمنازل وتجمعات الموطنين، حيث استهدف بالقصف إحدى الأسر داخل بلدة بيت حانون، ما أدى لاستشهاد جميع أفرادها ومحوها من السجل المدني بشكل كامل.
وتعد بلدة بيت حانون من المناطق الأكثر دمارا في قطاع غزة نظرا لملاصقتها للحدود الشمالية الشرقية التي تسيطر عليها قوات الاحتلال، وتكرر اجتياحها عدة مرات، ومكثت الآليات العسكرية بها عدة أشهر.