شهدت الجلسة الختامية من مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش 2024”، الذي تنظمه مؤسسة قطر كل عامين، الإعلان عن تبني قطر لمبادرة "كارديو فور سيتيز" التي تتمحور حول تبني نهج قائم على البيانات لتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية للسكان، بحيث تصبح قطر مركزا إقليميا لتوسيع نطاق هذه المبادرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقد أثبتت مبادرة "كارديو فور سيتيز"، التي تم إطلاقها والتحقق من فعاليتها من قبل مؤسسة "نوفارتس"، قدرتها على تحسين الصحة القلبية لسكان المدن الكبرى في وقت قصير، حيث تعتمد على استخدام البيانات والتحليل لتمكين السلطات الصحية من اتخاذ قرارات أفضل بشأن الأنظمة الصحية وصحة السكان، حيث تم التحقق من فعاليتها في ثلاث مدن من ثلاث قارات مختلفة هي: ساو باولو (البرازيل)، وداكار (السنغال)، وأولان باتور (منغوليا).
نتائج استثنائية
وقالت السيدة آن آرتس رئيس مؤسسة "نوفارتس"، خلال الجلسة اليوم: لقد أظهرت مبادرة "كارديو فور سيتيز" نتائج استثنائية في مدن أخرى، ففي أمريكا اللاتينية على سبيل المثال، حققت انخفاضا كبيرا في معدلات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية"، معتبرة أنه "من خلال انضمام قطر إلى هذه المبادرة، فإنها تستفيد من بنيتها التحتية المتطورة في مجال الصحة والبيانات لتحقيق نتائج مماثلة لصالح سكانها، كما تبرز دورها الإقليمي الرائد لتلهم دولا أخرى في المنطقة لاتباع نهج رعاية صحية دقيقة للسكان.
آن آرتس: أمراض القلب والأوعية الدموية تعد من الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم
ونوهت إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية تعد من الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، حيث تتسبب في أكثر من 20 مليون حالة وفاة سنويا، ويحدث ما يصل إلى 80 بالمئة من هذه الوفيات في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، مشيرة إلى أنه يمكن الوقاية من معظم الوفيات الناتجة عن أمراض القلب.
من جهته، أوضح سعادة الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة برامج الوقاية من الأمراض غير الانتقالية بوزارة الصحة العامة، أن أمراض القلب والأوعية الدموية تعتبر من بين الأسباب الرئيسية للوفاة في قطر، مشيرا إلى أن الأمراض غير المعدية تكلف قطر 18.1 مليار ريال سنويا، حيث تشكل أمراض القلب والأوعية الدموية 73 في المائة من هذا العبء.
وذكر أنه يمكن الوقاية من الإصابة بأمراض القلب في العديد من الحالات، قائلا في هذا السياق "نلتزم بتحويل تركيزنا إلى الوقاية بدلا من تحسين الرعاية الصحية فقط، لا سيما بالنسبة للأمراض المزمنة، حيث يمكن معالجة معظم العوامل المسببة لهذه الأمراض خارج المنشآت الصحية، في أسلوب حياتنا اليومية، وهذا ما يجعلنا نتطلع إلى تطبيق مبادرة "كارديو فور سيتيز" في قطر، ونعمل جنبا إلى جنب مع مختلف القطاعات والجهات المعنية من أجل توحيد جهودنا الرامية لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية في البلاد".
فرصة فريدة
وفي حديثه عن أهمية تبني قطر لهذه المبادرة، أبرز البروفيسور هلال الأشول مستشار البحوث والتطوير والابتكار لرئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والمدير التنفيذي للبحوث والتطوير والابتكار في المؤسسة، أن المشاركة في مبادرة "كارديو فور سيتيز" تعد فرصة فريدة من نوعها لتعزيز الصحة العامة ودفع عجلة الابتكار قدما، معتبرا أن التعاون مع شبكة عالمية من المدن يمكن من تبادل المعرفة والخبرات، واستلهام حلول جديدة من البيئات الحضرية المختلفة، مبينا أن هذه الشراكة ستساعد في تطوير أدوات لجمع البيانات ودمجها وتحليلها، بالإضافة إلى تطوير استراتيجيات قابلة للتوسع لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية على مستوى الشعوب والأفراد.
هلال الأشول: أحد أبرز نقاط القوة في البرنامج هو الاعتماد على نهج قائم على البيانات
كما اعتبر البروفيسور الأشول أن أحد أبرز نقاط القوة في البرنامج هو الاعتماد على نهج قائم على البيانات، يعمل على تكييف التدخلات اللازمة لتلبية الاحتياجات المحلية، كما يسهم في تعزيز التعاون العالمي من جهة، ويضمن أمن وخصوصية البيانات وملكيتها من جهة أخرى.
وجمع مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش 2024”، الذي انعقد على مدار يومين تحت شعار "الصحة من منظور إنساني: المساواة والمرونة في مواجهة الصراعات"، أكثر من 200 متحدث و4000 مشارك ومندوب في مجال الصحة، وذلك لمناقشة أفكار وممارسات قائمة على الأدلة في الابتكار الصحي لمعالجة أكثر التحديات الصحية إلحاحا في العالم، بما في ذلك تأثير النزاعات على الرعاية الصحية، ومرض السرطان، ومقاومة مضادات الميكروبات، والصحة النفسية والرعاية التلطيفية.
