أكد ضباط مشاركون في تمرين "وطن"، الذي اختتم عملياته أمس الأربعاء، أن التمرين أثبت الجاهزية العالية للتعامل مع أي حوادث طارئة خلال الاستحقاقات والفعاليات الرياضية الكبرى، وعكس مستوى التنسيق العالي والأداء المتميز لجميع الأجهزة والجهات المشاركة.
وشهد ملعب أحمد بن علي الليلة الماضية آخر سيناريوهات تمرين "وطن"، الذي استمر ثلاثة أيام بتنظيم من الجهات الأمنية بالدولة وبمشاركة 28 جهة أمنية وعسكرية وتنظيمية وخدمية وبمشاركة 13 دولة شقيقة وصديقة وذلك في إطار الجاهزية والاستعداد لبطولتي كأس العرب FIFA قطر 2021، وكأس العالم FIFA قطر 2022.
التمرين الأمني الأضخم من نوعه
ويعد هذا التمرين الأمني الأضخم من نوعه في الدولة، من حيث عدد الجهات المشاركة، داخلياً وخارجياً، بالإضافة إلى تطور أحداثه لتجمع بين الشق الأمني، والعسكري، والتنظيمي، والخدمي.
كما تنوعت وتدرجت سيناريوهاته المختلفة المبنية على جميع أنواع المخاطر الداخلية والخارجية المحتملة خلال تنظيم بطولة كأس العالم، بعد دراستها من قبل المختصين والخبراء في المجالات المشمولة في التمرين.
وقال المقدم "ركن" عبدالله محمد الهيل مساعد قائد التمرين العملياتي، إن التمرين أسهم بشكل مباشر في رفع جاهزية الجهات المشاركة وتطوير القدرات وإثراء الخبرات لتحقيق التكامل المنشود لمختلف الجهات المشاركة.
وأضاف أن تمرين "وطن" عمل على تطبيق وتوظيف كافة الإجراءات، وتنفيذ الواجبات المطلوبة بمهارة عالية بما ينعكس على حسن الأداء وتحقيق التفاهم والانسجام في تنفيذ العمليات المشتركة.
وأوضح أن من أهداف التمرين تعزيز التعاون الوثيق مع الدول الشقيقة والصديقة المشاركة فيه، وبما يضمن تكامل الجهود والتعاون المشترك لتحقيق أفضل التجارب الأمنية في الأحداث والفعاليات الرياضية الكبرى التي تستضيفها دولة قطر.. مشيرا إلى أن التمرين ساهم في تبادل الخبرات في مجالات التخطيط والإدارة والقيادة والسيطرة وتخطيط وتنفيذ وإدارة العمليات للقوة المشاركة، بالإضافة إلى تبادل المعرفة والخبرات بهدف توحيد المفاهيم وتحقيق التجانس والتوافق.
وذكر المقدم "ركن" الهيل أن التمرين سعى إلى قياس مدى جاهزية الجهات المشاركة في التعامل مع الأحداث (فرضيات التمرين) سواء على مستوى التنسيق أو التعامل الميداني مع الحدث والوقوف على الجوانب الإيجابية وتعزيزها، وتحديد الجوانب السلبية إن وجدت والعمل على معالجتها وتلافيها.
بدوره، أشاد الفريق ولفجان شابيل قائد الطوارئ بالدفاع المدني بجمهورية ألمانيا بالجهود والإمكانات التي بذلت لإنجاح هذا التمرين.. وقال "نحن على ثقة أن مثل هذا التمرين يسهم في زيادة التقارب ويخلق فرصة كبيرة لتبادل الآراء في الأمور ذات الاهتمام المشترك واكتساب الخبرات لمنتسبي الجهات المشاركة".
وأكد أن ما شاهده خلال فترة التمرين يبرهن على مستوى الجاهزية والأمن والسلامة.. مضيفا "هناك جهد حقيقي يبذل من الجانب القطري من أجل تأمين البطولة بشكل فعال".
سرعة الاستجابة للأحداث الطارئة
أما النقيب سالم عويضة الكواري، مساعد قائد المنشأة الرياضية باستاد أحمد بن علي، فأوضح أن تمرين "وطن" سعى لتعزيز دور الجهات المعنية في تنفيذ مهامها الاعتيادية، كما عزز استعداداتها لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، لاسيما على صعيد قياس سرعة الاستجابة للأحداث الطارئة، وتفعيل آلية القيادة والسيطرة والتعاون المشترك بين الجهات العسكرية والمدنية بما يحقق التكامل في الأدوار وتنفيذ المهام المطلوبة.
من جانبه، قال العقيد الركن ستيفان لاكروا ملحق الأمن الداخلي بالسفارة الفرنسية لدى الدولة إن المشاركة الفرنسية تمثلت في قوة أمنية من الدرك الفرنسي والشرطة والدفاع المدني.
وأشار إلى أهمية مثل هذه التمارين في تبادل الخبرات والوقوف على الجوانب الإيجابية ورصد النقاط السلبية، بالإضافة إلى رفع جاهزية الجهات القطرية المنفذة للتمرين والاستفادة من خبرات الدول المشاركة.. مؤكدا ثقته بأن الجهات القطرية المشاركة ستقدم أداء مميزا في بطولة FIFA قطر 2022.
وعن ختام التمرين، علق المقدم ركن ناصر سعد الكواري من قوة /لخويا/ بالقول "إن اليوم الأخير من تمرين /وطن/ شهد عدة فرضيات متنوعة على مدار اليوم منها سيناريو في مطار حمد الدولي تمثل في اختطاف طائرة واحتجاز رهائن وفرضية أخرى عبارة عن تغير مسار حافلة نقل لاعبي إحدى الفرق المشاركة، بالإضافة إلى فرضية إثارة الشغب من قبل الجماهير أثناء المباراة ووقوع تدافع عند البوابات".
وأضاف أن الجهات المشاركة في التمرين تعاملت مع كل هذه الفرضيات باحترافية ومهارة عالية.. مبينا أن مواقع التمرين شملت على مدار ثلاثة أيام العديد من الفرضيات والسيناريوهات التي تم إعدادها بعناية وتمت في عدة مواقع برية وبحرية ومنشآت حيوية وفنادق وملاعب كرة قدم ومنشآت غير تنافسية وكلها تم التعامل معها بحرفية ومهنية.