يسعى المنتخب القطري الأول لكرة القدم، لتأكيد الصحوة في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، عندما يلتقي نظيره الإماراتي يوم غد الثلاثاء، على استاد آل نهيان في أبوظبي، في الجولة السادسة من منافسات المجموعة الأولى للمرحلة الثالثة.
حظوظ المنافسة
وكان "الأدعم" قد استعاد كامل حظوظ المنافسة على التأهل المباشر إلى المونديال بإمكانية احتلال أحد المركزين الأول أو الثاني في المجموعة، بعدما تجاوز نظيره الأوزبكي بثلاثة أهداف لاثنين، في اللقاء الذي جرى يوم الخميس الماضي، على استاد جاسم بن حمد بنادي السد في الجولة الماضية الخامسة.
ورفع المنتخب القطري رصيده إلى النقطة السابعة في المركز الرابع، متأخرا بفارق الأهداف عن المنتخب الإماراتي الثالث بالرصيد ذاته، فيما يأتي المنتخب الأوزبكي ثانيا برصيد 10 نقاط، بفارق ثلاث نقاط عن المنتخب الإيراني صاحب الصدارة بـ13 نقطة، في حين يتأخر المنتخبان القيرغيزي والكوري الشمالي في المركزين الخامس والسادس برصيد ثلاث نقاط ونقطتين تواليا.
ويخوض المنتخب القطري اليوم، تدريبه الأخير قبل المواجهة، على استاد آل نهيان في مدينة أبوظبي التي وصلها ليل أمس الأحد، بعد حصة تدريبية رئيسية خاضها في الدوحة قبل السفر، وضع خلالها المدرب الإسباني ماركيز لوبيز الخطة التي سيتبعها في المواجهة الهامة.
وسيكون المنتخب القطري مطالبا بالنسج على منوال مواجهة المنتخب الأوزبكي، بحثا عن الفوز الثاني تواليا، ورد دين خسارة الذهاب أمام المنتخب الإماراتي بهدف لثلاثة، على استاد أحمد بن علي في الدوحة، بمستهل مشوار المنافسة، أملا في الوصول الى النقطة العاشرة التي قد تمنحه شراكة وصافة المجموعة، في حال خسارة المنتخب الأوزبكي خارج أرضه أمام المنتخب الكوري الشمالي في ذات الجولة، لكنها حتما ستمنح الأدعم فرصة الانفراد بالمركز الثالث والحفاظ على الأقل على فارق النقاط الثلاث عن المركز الثاني، في حال فوز المنتخب الأوزبكي.
مكتسبات معنوية وفنية
ويعول المنتخب القطري على مكتسبات معنوية وفنية، جناها من الانتصار الثمين على المنتخب الأوزبكي، مستعيدا كامل الثقة بعد ضغوط كبيرة رزح اللاعبون والجهاز الفني تحتها منذ الخسارة الثقيلة أمام المنتخب الإيراني بهدف لأربعة في دبي، لحساب الجولة قبل الماضية، الأمر الذي وضع حينها اشتراطات وتحديات قبل مواجهة أوزبكستان بحتمية الفوز، ليظهر اللاعبون إصرارا كبيرا على الخروج بالنقاط الثلاث، وهو ما تجسد من خلال تسجيل هدف التفوق في الرمق الأخير من الوقت بدل الضائع وتحديدا في الدقيقة 12 بعد التسعين.
وقدم رفاق النجم أكرم عفيف أفضل لاعب في آسيا 2023 خلال الشوط الأول من مواجهة أوزبكستان، عرضا راقيا هو الأفضل منذ انطلاقة التصفيات، من خلال تغيرات في الخطة التكتيكية، أجراها المدرب لوبيز الذي اعتمد نهجا مغايرا عن سابق المباريات، عبر طريقة 3/4/3، بالتخلي عن الاستحواذ وإحكام إغلاق المناطق الخلفية والاعتماد على التحولات السريعة التي منحت المنتخب النجاعة والفعالية، وأثمرت عن هدفين من صناعة أكرم عفيف وترجمة المهاجم المعز علي في عودة لثنائية ساهمت من قبل في هيمنة المنتخب القطري على القارة، بعدما كانت من أبرز أسباب التتويج بلقبي كأس آسيا الأخيرين 2019 و2023.
وسيتعين على الجهاز الفني بقيادة لوبيز، معالجة بعض الأخطاء التي حصلت في الشوط الثاني من المباراة السابقة، وساهمت في عودة المنتخب الأوزبكي بالنتيجة بتسجيل هدفين، لم يكونا كافيين بالخروج بنقطة التعادل، بعد الإصرار الذي أظهره لاعبو الأدعم على استعادة التفوق الذي تحقق بهدف الانتصار بعد تمريرة مفتاحية من أكرم عفيف أفضل لاعب في المباراة، ورأسية خوخي بوعلام التي هيأت الكرة للمدافع لوكاس مينديز داخل المنطقة، ليطلق تسديدة قوية سكنت الشباك، قبل ثوان فقط من صافرة النهاية.
ولعل التباين في الأداء بين الشوطين، والذي وجب على لوبيز العمل على تلافيه، عارض تكرر في أكثر من مباراة، حيث سبق وأن ظهر في الشوط الثاني من مواجهة المنتخب الإماراتي بعدما كان المنتخب القطري متفوقا بهدف دون رد، ليتراجع الأداء في الشوط الثاني ويستقبل ثلاثة أهداف، قبل أن يظهر مجددا في الجولة قبل الماضية أمام إيران، حينما أنهى الأدعم الشوط الأول متعادلا بهدف لمثله، ثم استقبل ثلاثة أهداف في الشوط الثاني، وخسر المباراة بهدف لأربعة.
المواجهات المباشرة
وعلى صعيد المواجهات المباشرة بين المنتخبين القطري والإماراتي في تصفيات كأس العالم، فقد التقيا من قبل في أربع مناسبات، حيث فاز المنتخب القطري في مباراة، وخسر في مناسبتين، وتعادل المنتخبان في مواجهة واحدة، وسجل المنتخب القطري خلال المباريات الأربع خمسة أهداف واستقبل ستة.
ويبدو واضحا أن الانتصار الذي حققه المنتخب الإماراتي على المنتخب القطري في مباراة الذهاب في المرحلة الحالية من التصفيات في الدوحة 3 – 1، قد ساهم في منحه الافضلية في المواجهات، على اعتبار أن الكفة كانت قبل تلك المواجهة متساوية، بفوز لكل منتخب، مقابل تعادل وحيد، على أمل أن تعود تلك الكفة الى التساوي عقب مباراة الإياب.
وحسب تعليمات التصفيات المونديالية، فإن المنتخبات الـ18 المشاركة في المرحلة الحالية الثالثة، جرى توزيعها على ثلاث مجموعات، تضم كل واحدة ستة منتخبات، تتواجه فيما بينها ذهابا وإيابا، ليتأهل أول وثاني كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم.
ويبلغ ثالث ورابع كل مجموعة من المرحلة الحالية، الدور الرابع الذي سيشهد توزيع المنتخبات على مجموعتين، تضم كل منها ثلاثة منتخبات، وسيتأهل أول كل مجموعة إلى المونديال، فيما سيخوض صاحبا المركز الثاني ملحقا قاريا للتأهل إلى الملحق العالمي، وفقا لحصة القارة الآسيوية في المونديال، والبالغة 8 مقاعد ونصف