اختتم مركز دراسات الخليج بجامعة قطر أعمال مؤتمره السنوي التاسع متعدد التخصصات، الذي عقد بالتعاون مع كرسي دولة قطر لدراسات المنطقة الإسلامية في جامعة واسيدا اليابانية، وتناول التحولات الجارية وآثارها على استقرار وازدهار المنطقة، بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين من مختلف التخصصات من داخل قطر وخارجها.
ونوهت أوراق العمل التي قدمت خلال المؤتمر بجهود دولة قطر لتعزيز استقرار المنطقة، مؤكدة أن دور قطر مهم ومثير للاهتمام لتحقيق الاستقرار الإقليمي من خلال جهود الوساطة والدبلوماسية الهجينة التي تعتمد على الفاعلين غير الدول وأدوات القوة الناعمة.
ولفتت أوراق العمل التي تناولت دولة قطر "كدراسة حالة" إلى أنه يمكن لدول "مثل دولة قطر" تحقيق مكانة في النظام الإقليمي، وأن تلعب دورا بارزا ومحوريا في حل النزاعات واستقرار المنطقة.
خصائص خليجية مشتركة
وأشارت إلى أن منطقة الخليج برزت كوحدة تحليلية في الدراسات الإقليمية لما لها من خصائص مميزة ومشتركة كالهوية والتاريخ والنشأة، وهو ما يؤثر على تفاعلاتها مع المنطقة والعالم.
وشهد اليوم الختامي، كلمة لسعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، نوهت فيها بالموضوعات محل النقاش في الدورة التاسعة من هذا الحدث السنوي، مشيرة إلى الحروب والأزمات الإنسانية المتسارعة في المنطقة والعالم التي تتطلب جهودا مشتركة لمواجهتها.
لولوة الخاطر: قطر تنظر إلى التعاون مع جيرانها ومع المجتمع الدولي على أنه ضروري لمواجهة التحديات المشتركة
وأكدت في سياق كلمتها حرص دولة قطر والتزامها بالتعاون الدولي لمواجهة التحديات، وقالت "تنظر دولة قطر إلى التعاون مع جيرانها ومع المجتمع الدولي على أنه ضروري لمواجهة التحديات المشتركة، بدءا من الأمن إلى المرونة الاقتصادية وصولا إلى التكيف مع التغيرات المناخية والاستدامة".
وأضافت أن لدى دولة قطر التزاما دائما ومتجددا بالوساطة الفعالة لإنهاء الصراعات القائمة، والتحديات القادمة، ولدعم الجهود الإنسانية بمشاركة المؤسسات التعليمية متعددة الأطراف.
وفي هذا السياق، اعتبرت المؤتمر التاسع لمركز دراسات الخليج الذي ينظم بالتعاون بين جامعة قطر وجامعة واسيدا، مثالا للتعاون ويؤكد على أهمية تعزيز الحوارات الفعالة التي تتجاوز الأروقة الأكاديمية والدبلوماسية، وتؤثر إيجابا على المساعي الدولية لتحقيق السلام والنمو والازدهار.
أفكار مهمة
ولفتت سعادة وزير التربية والتعليم والتعليم العالي في ختام كلمتها إلى أن الأفكار التي تم تبادلها في المؤتمر "لن تساهم فقط في تشكيل فهمنا للواقع الحالي، بل ستساهم في توضيح معالم المستقبل الإقليمي والدولي".
د. مريم الكواري: المؤتمر يجمع نخبة من الخبراء والباحثين من مختلف التخصصات لمناقشة التحولات والتحديات الراهنة
من جانبها، قالت الدكتورة مريم الكواري، مدير مركز دراسات الخليج، إن هذا المؤتمر يجمع نخبة من الخبراء والباحثين من مختلف التخصصات، لمناقشة التحولات والتحديات الراهنة وانعكاساتها على المنطقة.
وبدوره، اعتبر الدكتور عبدالله بوعبود، أستاذ كرسي دولة قطر لدراسات المنطقة الإسلامية في جامعة واسيدا اليابانية – عضو في مركز دراسات الخليج، المؤتمر فرصة مهمة تجمع نخبة من الخبراء لدراسة كيفية تأثير هذه المتغيرات والتحولات على الخليج والشرق الأوسط، في ظل وجود المنطقة في قلب العالم كحلقة وصل بين الشرق والغرب".
إلى ذلك، قال الدكتور حسن السيد أستاذ القانون العام بكلية القانون بجامعة قطر، إن موضوع هذا المؤتمر كان في غاية الأهمية، خصوصا في ظل الظروف الراهنة، حيث سلط الباحثون الضوء على التحديات التي نعيشها حاليا في ظل الأحداث المتتالية التي شهدتها المنطقة خلال فترة زمنية قصيرة وكان لها تأثير كبير، ليس فقط على العالم العربي بل على الساحة الدولية أيضا".