تواجه اليمن مع دخول كل فصل شتاء، كما هو الحال في هذه الأيام، موجات برد تؤثر على العديد من المناطق. حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل ملحوظ، خاصة في المناطق الجبلية والشمالية، مما يزيد من معاناة السكان المتأثرين من النزاع المستمر منذ أكثر من 8 سنوات، فضلا عن المتضررين من كوارث السيول، خصوصا النازحين والأسر المحتاجة وأسر الأيتام.
تحديات وصعوبات
وتُعتبر مشكلة عدم وجود مأوى آمن من أبرز التحديات، حيث يعاني العديد من اليمنيين من فقدان منازلهم بسبب الأزمة المتواصلة.
حتى أولئك الذين لم يفقدوا منازلهم يواجهون صعوبة في تأمين الحماية من البرد القارس، نظرا لافتقارها لوسائل التدفئة المناسبة كالمدافئ والوقود والملابس الشتوية، خصوصا في ظل أزمة اقتصادية وافتقاد الأسر لمصادر دخلها، مما يعرضهم لمخاطر صحية كبيرة، وتفشي الأمراض. وفي الشتاء أيضًا يصبح الحصول على الطعام الكافي من التحديات المهمة، مما يزيد من خطر الأمراض المرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء الحوامل.
وتعمل قطر الخيرية من خلال حملاتها الموسمية لمواجهة مخاطر الشتاء وبدعم أهل الخير في قطر على مد يد العون لهذه الشرائح وتقديم المساعدات الإنسانية لها للتخفيف من معاناتها، وتركز على المديريات الأكثر حاجة وتضررا من النزاع، فضلا عن أسر الايتام، وذلك من خلال تنفيذ مساعدات غذائية وشتوية وإيوائية، وهو ما ينعكس إيجابيا على حياة المستفيدين.
مشاريع منفّذة
ومن المشاريع التي نُفذت خلال العامين الماضيين مشروع توزيع حقائب إيوائية وملابس شتوية في عدة محافظات أهمها: مديريتا عبس وأسلم بمحافظة حجة، محافظة ذمار، ومحافظات صنعاء وعمران والبيضاء، حيث بلغ عدد المستفيدين منها أكثر من 11300 شخصا (1616 أسرة).
وقد اشتملت الحقائب الإيوائية على عدة مكونات تكفي أسرة مكونة من 7 أفراد، وأهم هذه المكونات: البطانيات والمراتب (الفرش) والحصر، ومواقد الطهي والمصابيح الشمسية وأدوات المطبخ، فيما اشتملت الحقائب الشتوية على البطانيات والحصر والملابس الشتوية وغيرها.
وبفضل تبرعات أهل القلوب الرحيمة في قطر لدعم حملات قطر الخيرية المخصصة لمواجهة مخاطر الشتاء، تمكنت الأسر المستفيدة من مواجهة التحديات التي واجهتها بشكل أفضل، واستعادت الشعور بالاستقرار والطمأنينة في حياتها. وقد عبرت أم اليتيم نايف القليصي (10 أعوام) عن شكرها للمتبرعين والكافلين من أهل قطر، ولقطر الخيرية التي وزعت الملابس الشتوية على أسرتها لأنها جاءت في وقتها، وأسهمت في وقاية أطفالها من شدة البرد.
وأفاد عزيز صالح ناشر وهو جد ليتيمين أن فرحة أحفاده بملابس الشتاء كانت لا توصف، فقد غمرتهم بالدفء والسعادة، منوها بأن امكاناتهم المادية لا تسمح لهم بتوفيرها، ووجه في ختام حديثه تقديره لكل من بذل وساعد الأيتام والمحتاجين.