أعلن الهلال الأحمر القطري تنفيذ أكثر من 37 مشروعا إغاثيا بقيمة إجمالية تجاوزت 42 مليون دولار أمريكي، استفاد منها حوالي مليون و700 ألف شخص ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر2023.
وأوضح أن النسبة الأكبر كانت في قطاع غزة بحكم احتياج السكان بسبب الحرب، مشيرا إلى أن التدخلات الإنسانية تنوعت بين قطاعات الأمن الغذائي والإيواء والمياه والصحة.
وقال الدكتور أكرم نصار مدير المكتب التمثيلي للهلال الأحمر القطري في قطاع غزة، في حوار خاص مع مراسل وكالة الأنباء القطرية "قنا" في غزة، إن الهلال الأحمر يبذل جهودا كبيرة وينفذ مشاريع ضخمة من أجل الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الطارئة لسكان القطاع الناتجة عن استمرار الحرب الإسرائيلية للعام الثاني على التوالي.
مئات المشاريع الإغاثية والتنموية
ونوه إلى أن الهلال الأحمر القطري، والذي يعمل في قطاع غزة منذ عام 2008 ونفذ على مدار السنوات الماضية مئات المشاريع الإغاثية والتنموية، يعمل في ظروف صعبة ومعقدة ومخاطر يومية تفرضها الحرب الإسرائيلية المستمرة، والتي تستهدف كل شيء في غزة، بما في ذلك طواقم المؤسسات الإنسانية والدولية التي تقدم الخدمات لسكان القطاع.
وذكر الدكتور نصار أنه في مجال قطاع الأمن الغذائي، قام الهلال الأحمر القطري بتوريد أكثر من 24 ألف سلة غذائية، و300 ألف وجبة ساخنة، و76 ألف سلة خضار، وأكثر من 100 ألف وجبة ذاتية التسخين، وحوالي 100 طن من اللحوم الحمراء المحفوظة وأكثر من 800 طن من المواد الغذائية المتنوعة، و200 طن من التمور.
وحول جهود الهلال الأحمر القطري في قطاع الإيواء، بين أنه تم توريد أكثر من 18 ألف قطعة ملابس شتوية، و30 ألف كيلو حطب للتدفئة، وكميات من الفرشات والأغطية وخيام الإيواء و2800 طرد مواد غير غذائية.
مشاريع متعلقة بقطاع المياه والنظافة
ولفت إلى أن الهلال الأحمر القطري يسعى قريبا لتنفيذ مشاريع متعلقة بقطاع المياه والنظافة، متمثلة في توزيع حوالي 6600 صهريج مياه صالحة للشرب، و400 ألف قارورة مياه صحية، وحوالي 20 ألف حزمة نظافة عائلية.
كما يعمل على تسيير 21 شاحنة من المساعدات الإغاثية المتنوعة والتي ستنطلق قريبا إلى قطاع غزة، موضحا أنه بدأ قبل نحو يومين تسيير القافلة الأولى من هذه المساعدات والتي تتكون من 6 شاحنات تشتمل على 1700 طرد غذائي و 3800 بطانية.
واستعرض الدكتور نصار ما يقدمه الهلال الأحمر القطري في قطاع الصحة قائلا "دعمنا لقطاع الصحة في غزة شمل توريد كميات من الأدوية والمستلزمات الطبية لصالح وزارة الصحة الفلسطينية وشريكنا الهلال الأحمر الفلسطيني، وتوريد 9 سيارات إسعاف ومستشفى ميداني، وعيادات صحية متنقلة وكراسي متحركة"، مشيرا إلى أن الفرق الطبية التي يتعاقد معها الهلال الأحمر القطري في مستشفيات وزارة الصحة العاملة في قطاع غزة قامت بتنفيذ أكثر من 5 آلاف عملية جراحية.
مشروع العمليات الجراحية التخصصية
وأضاف "ننفذ أيضا مشروع العمليات الجراحية التخصصية، حيث يوجد لدينا حوالي 50 طبيبا استشاريا يعملون في عدة مستشفيات تابعة لوزارة الصحة، ونقوم بدعمهم وتوفير ما أمكن من المستلزمات الطبية والأدوية لعملهم، وهم يقومون بإجراء العديد من العمليات الحرجة والخطيرة، في ظل الأزمة التي يعيشها القطاع الصحي، ومنع الاحتلال منذ شهور سفر المرضى والجرحى لاستكمال العلاج خارج القطاع".
وأفاد "نحن نقوم من خلال هذا المشروع بتوفير العمليات داخل القطاع، كما نوفر المساعدات لمرضى السرطان والفشل الكلوي، حيث تعاني هذه الفئات بشكل حاد من تردي الوضع الصحي في غزة، وعملنا منذ بداية الحرب على برنامج التحويلات الطبية للمرضى والإصابات الخطيرة للعلاج في دولة قطر بالتعاون مع الوزارات المعنية في قطر، لكن البرنامج توقف بسبب احتلال الجيش الإسرائيلي لمعبر رفح وتدميره".
ووصف مدير المكتب التمثيلي للهلال الأحمر القطري في غزة الوضع الصحي في مستشفيات قطاع غزة بالكارثي، إذ تعاني المستشفيات من الانهيار لعدم توافر الإمكانيات، وبسبب استهدافها وتدميرها بشكل مباشر من قبل الاحتلال، مع نقص البنى التحية اللازمة وغرف العمليات، وهجرة بعض الأطباء نظرا لظروف الحرب، مضيفا "نحاول أن نوقف النزيف في المنظومة الصحية لحين انتهاء الحرب والبدء في إعادة إعمار هذا النظام".
تحسين الوضع الصحي في مستشفيات غزة
واستطرد" نحاول من خلال مشروعنا وغيره من التدخلات في الجانب الصحي أن نسد هذه الفجوات من خلال توريد الأدوية واللوازم الطبية من الخارج وتثبيت الأطباء والإبقاء عليهم داخل القطاع، ونخطط لتوسيع المشروع الحالي ليشمل حوالي 200 طبيب، حتى نستطيع تحسين الوضع الصحي في المستشفيات التي ما زالت تعمل"، مبينا أن هناك 4 مستشفيات حكومية باقية فقط لخدمة الأشخاص من أصل 13 مستشفى حكوميا، حيث أخرج الاحتلال 9 مستشفيات حكومية عن الخدمة.
ونوه إلى أن الهلال الأحمر القطري كان يشرف على تنفيذ 15 مشروعا في غزة قبل الحرب، معظمها مشاريع تطويرية وتنموية، وكلها توقفت وأصبحت بلا قيمة، لأن كل ما تم إعماره وإنجازه في هذه المشاريع تم تدميره.
وأكد الدكتور أكرم نصار في ختام حواره الخاص مع "قنا"، أن الهلال الأحمر القطري لا يستطيع بسبب ظروف الحرب تنفيذ أي مشاريع محليا، لعدم توافر المواد، لذا يلجأ إلى شراء المواد اللازمة من الخارج وتوريدها إلى قطاع غزة، لكنها تصطدم دوما بالمعيقات والصعوبات التي تضعها سلطات الاحتلال لمنع إدخال المواد، ويصبح المشروع الذي يمكن تنفيذه خلال أسبوعين أو ثلاثة بحاجة إلى أكثر من 4 شهور حتى توافق سلطات الاحتلال على إدخال المواد الخاصة به.