أعلنت وزارة الثقافة عن إطلاق الدورة التاسعة لجائزة الدولة لأدب الطفل بحضور أعضاء لجنة أمناء الجائزة، حيث تستقبل الأعمال المشاركة بدءا من الأول من يناير المقبل ويستمر استلام المشاركات حتى نهاية إبريل 2022.
وقالت السيدة مريم ياسين الحمادي نائب رئيس لجنة أمناء جائزة الدولة لأدب الطفل، خلال مؤتمر صحفي اليوم إن إطلاق الدورة التاسعة جاء بالتزامن مع اليوم العالمي للطفل الذي يوافق العشرين من نوفمبر من كل عام، وضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي، لتأكيد رسالة وزارة الثقافة على الاهتمام بالطفولة والنشء وكل ما يدعم بناء شخصية الطفل العربي، مشيرة إلى أنه تم تحديد خمس مجالات للجائزة في دورتها الجديدة هي: القصة والرواية، الشعر، النص المسرحي، أغاني الأطفال، الدراسات الأدبية.
وأكدت أن الجائزة لها مكانة مرموقة وسمعة طيبة ومصداقية، ويتنافس عليها أعداد كبيرة من الأدباء والمبدعين والفنانين من مختلف أرجاء الوطن العربي، مشددة على أن الجائزة تسعى لتكون عنوانا إبداعيا متميزا بين جوائز أدب الطفل ليس على مستوى العالم العربي فحسب بل على امتداد العالم.
وتابعت أن الجائزة تواصل جهودها من أجل إنتاج أعمال رفيعة المستوى في مجالات ادب الطفل يكون من شأنها تنمية قدرات الطفل الأدبية والثقافية وخلق الوعي الأدبي لديه وإثراء المكتبة القطرية والعربية بالأعمال الأدبية والفنية في مجالات أدب الطفل المستوحى من التراث والذي يعزز الهوية العربية والهوية الإسلامية.
ثلاث فئات
وأوضحت الحمادي أن الجائزة خلال دورتها التاسعة تحولت إلى الأعمال المنشورة، حيث كان التنافس مقصورًا على الأعمال غير المنشورة في الدورات السابقة، مشيرة إلى أن هذا الاجراء جاء لدعم المبدعين والمثقفين بعد تبعات جائحة كورونا "كوفيد 19"، ولتشمل هذه الدورة الأعمال التي نشرت في أعوام 2019، 2020، 2021، والتي تخاطب الفئة العمرية من الطفولة المبكرة وحتى سن اليافعين، حيث سيتم تقسيم الأعمال المرشحة إلى ثلاث فئات "فئة ما قبل المدرسة 3 وحتى 5 سنوات، وفئة من 6 وحتى 10 سنوات، وفئة اليافعين من 10 وحتى 19 سنة"، على أن يكون العمل المقدم للجائزة في طبعته الأولى مع ضمان حقوق الملكية الفكرية.
وتابعت أن المشاركة تكون عن طريق تقديم الاعمال والمشاركات عبر الموقع الالكتروني للجائزة ومن خلال نموذج طلب الترشيح "الاستمارة"، مشيرة إلى رعاية سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد بن جاسم بن حمد آل ثاني وزير الثقافة للجائزة، وأن اللجنة تقوم بدورها المخصص بالجائزة ودعم المبدعين بينما تقوم وزارة الثقافة من خلال أجهزتها المختصة بأدوار متعددة في دعم ثقافة الطفل بشكل عام، مثل قيام ملتقى الناشرين بمعرض أدب الطفل وقيام الملتقى القطري للمؤلفين بالتركيز على أدب الطفل من خلال البرامج والندوات المتعددة.
دعوة للجميع بالمشاركة
لافتة إلى تشجيع الوزارة الجهات للقيام بدورها كل من مكانه وذلك لتكامل الأدوار، ودعت المؤلفين والناشرين في دولة قطر والدول العربية جميعًا للمشاركة في الجائزة.
وحول فكرة أن تتبني الجائزة ما يواكب تكنولوجيا العصر بإضافة مجالات جديدة وخاصة التطبيقات الالكترونية التي تسهم في تعزيز أدب الطفل، قالت السيدة مريم ياسين الحمادي نائب رئيس مجلس لجنة أمناء جائزة الدولة لأدب الطفل، إننا نعمل على تطبيق قانون الجائزة، ومع ذلك لن نغفل التطورات القائمة بحكم تأثيرها في مجال أدب الطفل، وهي فكرة يمكن دراستها لكننا حاليا نركز على الأعمال المكتوبة، وقد تم إدخال الأعمال المنشورة في هذه الدورة في المنافسة وبالتالي هناك تطوير مستمر بما يفيد أهداف الجائزة.
تشجيع الكتاب
ومن جانبه، أكد الدكتور مراد مبروك، أستاذ الأدب والنقد بجامعة قطر وعضو لجنة أمناء الجائزة، حرص الجائزة على أن تتجاوز قيمتها المادية، إلى تحقيق أحد أهم أهدافها، وهي تشجيع الكتاب والأدباء المبدعين من القطريين والعرب على إنتاج أعمال رفيعة المستوى في مجالات أدب وفنون الطفل، تثري المكتبة القطرية والعربية، وترسخ مفهوم الهوية الحضارية والفكرية لهذا الجيل.
وحول آليات تحكيم الجائزة بخصوص المستويات العمرية وهل يتم التحكيم لكل فئة على حدة، قال يتم تقسيم الأعمال المقدمة حسب فئات الجائزة العمرية ثم يتم المقارنة والترجيح بين مختلف الفئات العمرية في المجال الواحد، فمجال المسرح مثلا يتم جمع كل الأعمال المتنافسة فيه سواء كانت مقدمة للفئة العمرية الأصغر أو الأكبر، ثم يتم تحكيمها من قبل لجنة متخصصة، ومن ثم اختيار أفضل الأعمال وفق معايير دقيقة لكل فئة وحصر أعلى الدرجات الموجهة للأعمال المترشحة، وفي حال وجود تقارب واضح يكون الفوز مناصفة، مؤكدًا حرص الجائزة على تحقيق الشفافية الكاملة في عملية التحكيم .
تعزيز الإبداع الثقافي
ومن جهتها قالت السيدة أسماء الكواري عضو لجنة أمناء جائزة الدولة لأدب الطفل إن الجائزة تقدم الدعم للمؤلفين والناشرين وخاصة بعد تبعات جائحة كورونا، مؤكدة أن الجائزة تسهم في تعزيز الإبداع الثقافي الخاص بالطفل على المستوى العربي وأنها تتميز بمجالات قلما يكون هناك اهتمام بها مثل مسرح الطفل أو الدراسات الأدبية الخاصة بأدب الطفل ما يعزز انتاج ثقافي متنوع يحافظ على هوية الطفل العربي.
وبإمكان المتقدمين للجائزة معرفة تفاصيل الترشح للجائزة من خلال الدليل المرفق على الموقع الالكتروني والذي يوضح الشروط والمعايير المشاركة في الجائزة.
جدير بالذكر أن جائزة الدولة لأدب الطفل أطلقتها دولة قطر بموجب القانون رقم (18) لسنة 2005، وانطلقت دورتها الأولى عام 2008، وتسعى إلى بناء جيل عربي، والارتقاء به من خلال "تشجيع الكتاب والمبدعين القطريين والعرب على إنتاج أعمال إبداعية رفيعة المستوى في الأدب والفنون، وتعزيز القيم الإنسانية والقدرات الذاتية بما يُنمي لدى الطفل الخبرة الحياتية، وترسيخ مفهوم الهوية والانتماء، في إطار الالتزام بمنظومة القيم العربية والإسلامية وتنمية الوعي الأدبي والجمالي لدى الطفل
ويمنح الفائز في كل مجال من المجالات المعلن عنها جائزة مالية قدرها 200 ألف ريال قطري، وفي حالة تعدد الفائزين في المجال الواحد يقسم مبلغ الجائزة بينهم بالتساوي، ويمنح الفائز ميدالية ذهبية مع براءتها وشهادة تقدير.