تنظم مؤسسة الرعاية الصحية الأولية حملات للتوعية بمضار المضادات الميكروبية في شهر نوفمبر من كل سنة وذلك بهدف زيادة الوعي بظاهرة مقاومة المضادات الحيوية على الصعيد المحلي والعالمي.
ويهدف الأسبوع العالمي للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات إلى زيادة الوعي بمقاومة المضادات الميكروبية في العالم والتشجيع على اتباع أفضل الممارسات، فيما بين صفوف عامة الجمهور والعاملين الصحيين وراسمي السياسات، تجنبًا لظهور المزيد من حالات مقاومة المضادات الحيوية تلك وانتشارها.
وقد أقرت جمعية الصحة العالمية في مايو 2015 خطة عمل عالمية لعلاج المشكلة الآخذة في التعاظم لمقاومة المضادات الحيوية وغيرها من الأدوية المضادة للميكروبات، من أهدافها رفع مستوى الوعي والفهم بشأن مقاومة مضادات الميكروبات من خلال التواصل والتثقيف والتدريب على نحو فعال.
ما هي المضادات الميكروبية؟
وقالت الدكتورة منال الزيدان مديرة إدارة الصيدلة بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إن المضادات الميكروبية هي أدوية يتم استخدامها بهدف قتل أو تثبيط نمو أنواع مختلفة من الميكروبات مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات التي تتسبب للإنسان بأنواع متعددة من الالتهابات، مثل التهاب الجهاز التنفسي العلوي والسفلي والتهاب الدم والتهاب اللوزتَين والتهاب المسالك البوليّة.
وأوضحت ان المضادات الميكروبية بشكل عام آمنة إذا استخدمت بالشكل الصحيح، لكن هناك حالات طبية خاصة تستدعي الانتباه الطبي مثل المرضى الذين يعانون من بعض أنواع الحساسية تجاه أنواع محددة من المضادات الميكروبية مثل البنسلين والسلفا، لذلك وضعت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية منظومة متكاملة تبدأ من عند الممرض والطبيب وتنتهي بالصيدلاني لضمان عدم إعطاء أي مضاد ميكروبي أو أي علاج لمريض يعاني حساسية تجاهه والاستعاضة عنه بالخيارات الدوائية الأخرى وفق البروتوكول العلاجي لكل حالة.
وأضافت انه قد يصاحب استخدام المضادات الحيوية ظهور بعض الأعراض الجانبية لدى بعض المرضى مثل الإسهال والغثيان وظهور طفح جلدي وصعوبة بالتنفس إلى غيرها من الأعراض، وعند ظهور أي عرض جانبي فإنه دائمًا يجب استشارة الطبيب أو الصيدلاني لإرشاد الحالة بالطريقة المناسبة في التعامل مع هذا العرض الجانبي.
مقاومة المضادات الميكروبية
وتعد مقاومة المضادات الميكروبية واحدة من أكبر الأخطار التي تهدد الصحة العالمية، حيث أصبح من الصعب علاج عدد متزايد من الأمراض المعدية، بسبب ان المضادات الميكروبية المستخدمة لعلاجها لم تعد فعّالة كما في السابق.
وقالت الدكتورة منال الزيدان إن نسبة مقاومة المضادات الميكروبية آخذة في الارتفاع بشكل غير مسبوق وبمستويات خطيرة في كل العالم، حيث ظهرت آليات مقاومة جديدة مما يؤدي لعرقلة علاج الأمراض المعدية الشائعة.
عدوى الالتهابات
وأضافت أن هناك اعداد متزايدة من عدوى الالتهابات (مثل الالتهاب الرئوي والسل وتسمم الدم والسيلان) التي أصبح علاجها أصعب من ذي قبل، بسبب مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية، كنا انه بفعل مقاومة المضادات الميكروبية اصبحت عمليات زراعة الأعضاء والعلاج الكيميائي والعمليات الجراحية وعمليات الولادة القيصرية أكثر خطورة بسبب مقاومة المضادات الحيوية.
وأكدت مؤسسة الرعاية الأولية أنه عن طريق توعية الجميع بالاستخدام الأمثل والرشيد للمضادات فالمسألة تحتاج الى وعي وتطبيق مجتمعي واسع الانتشار من الجميع بمختلف الأعمار بمن فيهم العاملين في المجال الصحي وصانعي القرارات الصحية والمجتمع بشكل عام، كنا تكمن المشكلة الأساسية في أن بعض المرضى يقومون بتناول المضادات الحيوية عند شعورهم بأي توعك دون التأكد من حاجتهم لتناول هذه الأدوية وهو ما يعني أن المضادات الميكروبية لن تكون فعالة لاحقا عند حاجة المريض إليها.
وأشارت المؤسسة إلى أهمية تسليط الضوء على الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية، وحثّ الكادر الطبي على المُشاركة في التوعية المجتمعيّة وإعطاء المحاضرات التوعوية لطلبة المدارس والجامعات بهدف زيادة الوعي بخطر مقاومة المضادّات الحيوية، بالإضافة الى إرشاد المريض بكيفية الاستخدام الأمثل للمضادات، وضرورة التقيّد بتعليمات الطبيب المعالج، وبالقيام بالأبحاث في القطاع الصحّي لقياس واختبار الوعي والتطبيق العملي تجاه استخدام المضادّات الميكروبية.
