شاركت دولة قطر، في المنتدى العالمي العاشر لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، تحت شعار "الاتحاد في السلام: استعادة الثقة، إعادة تشكيل المستقبل"، الذي عقد في مدينة كاشكايش بجمهورية البرتغال.
مثل دولة قطر في المنتدى، سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي، الأمين العام لوزارة الخارجية رئيس اللجنة القطرية لتحالف الحضارات.
وأكد سعادة الأمين العام لوزارة الخارجية، في كلمة دولة قطر أمام الاجتماع، عزم قطر وحرصها على تحقيق الأهداف التي يسعى إليها تحالف الأمم المتحدة للحضارات، التي تمثل سعي المجتمع الدولي نحو تعزيز قيم السلام والتسامح والتفاهم بين المجتمعات والشعوب، وتحقيق عالم يسوده الاحترام المتبادل، مما يسهم في بناء مستقبل أفضل للجميع.
ولفت إلى أن انعقاد المنتدى العاشر يحظى بأهمية خاصة، في ظل تفاقم مظاهر التطرف والتوتر على الساحة العالمية، مشيرا إلى أن هذا الواقع يفرض ضرورة تكثيف الجهود والمبادرات، لإشاعة قيم التسامح والتعاون، ومكافحة التطرف والإرهاب، وتوفير البيئة الضرورية للسلام الذي ينشده المجتمع الدولي.
وجدد سعادته التأكيد على أن العالم اليوم بحاجة ماسة إلى مبادرات، مثل تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، تهدف إلى إرساء أسس السلام العادل والمستدام، وقال "إن غياب السلام وعوامله الجذرية يؤديان إلى فظائع مروعة، كالتي نشهدها الآن في قطاع غزة، نتيجة للاستهانة الصارخة بقيمة النفس البشرية، وحقوق الإنسان، وازدواجية المعايير في إقامة العدالة، وإنفاذ القانون الدولي".
وأشار سعادته إلى أن الأحداث المأساوية التي تجري في غزة ستظل وصمة عار تلاحق ضمير المجتمع الدولي، إلى أن يقوم باتخاذ الخطوات اللازمة لوقف سفك الدماء والمعاناة الإنسانية غير المسبوقة، وتوفير فرص السلام الدائم والعادل، الذي من شأنه أن يعيد للناس كرامتهم وآمالهم.
قطر من أوائل الدول التي دعمت التحالف منذ تأسيسه باعتباره آلية تنسجم وتترجم سياساتها في المساهمة الفاعلة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين
وقال: "لقد اضطلع تحالف الأمم للحضارات، بدور بالغ الأهمية، لمواجهة المخاطر الناجمة عن صعود التيارات والأفكار التي تقوض القيم الإنسانية، وتهدد السلام والاستقرار في العالم، وكانت دولة قطر من أوائل الدول التي دعمت التحالف منذ تأسيسه، باعتباره آلية تنسجم وتترجم سياسة دولة قطر في المساهمة الفاعلة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين، والدبلوماسية الوقائية، وتشجيع قيم التنوع، واحترام حقوق الإنسان، والإحترام المتبادل، والتفاهم والتعاون بين الأديان والثقافات، ومنع وتسوية النزاعات بالسبل السلمية".
ولفت سعادته إلى استضافة المنتدى الرابع لتحالف الحضارات ورعايتها للمنتدى الثامن الذي انعقد في نيويورك في عام 2018، بالإضافة الى تقديمها مساهمات مالية سخية لدعم التحالف على مدار الأعوام الماضية، تمكينا له من تحقيق أهدافه السامية.
كما أكد سعادة الأمين العام لوزارة الخارجية اهتمام دولة قطر بهذه المسائل المهمة وحرصها على تعزيز مساهمتها في تحالف الأمم المتحدة للحضارات، من خلال إنشاء اللجنة القطرية لتحالف الحضارات عام 2010، للنهوض بأهداف تحالف الحضارات، من خلال التعاون مع كافة الأطراف الفاعلة على الصعيدين الدولي والإقليمي.
وأضاف: تتميز رسالة دولة قطر بسعيها إلى إبراز مساهمة الحضارة الإسلامية، إلى جانب غيرها من الحضارات في التقدم الإنساني، ودورها في تعزيز الحوار وحل الصراعات والنزاعات، والتأكيد على قيم التسامح والتضامن والسلام بين الشعوب، وفي محاربة التطرف والتعصب.
وفي الختام، جدد سعادته التأكيد على أن هناك حاجة ماسة للوقوف معا في وحدة وتضامن، من أجل بناء مجتمعات عادلة، وسلمية وشاملة، قادرة على مواجهة التحديات المعاصرة بكافة أشكالها، مؤكدا مواصلة دولة قطر دعمها لرسالة التحالف ومبادراته ومشاريعه، ومواصلة التنسيق مع مجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات، من أجل دعم التحالف لتحقيق أهدافه السامية، وتحقيق الهدف المشترك والمتمثل في نبذ العنف والتطرف والإرهاب، وتعزيز الوئام بين الأديان والحضارات والثقافات والمجتمعات.