يواصل مهرجان كتارا للمحامل التقليدية الرابع عشر فعالياته، وسط حضور غفير من قبل الزوار والضيوف الذي يتوافدون على أرض المهرجان بالواجهة الجنوبية لشاطئ كتارا للاطلاع على كنوز التراث البحري، في أجواء تراثية تستعيد عبق الماضي الأصيل، وبمشاركة متميزة من عشر دول شقيقة وصديقة إلى جانب دولة قطر.
و في هذا السياق، تواصلت المسابقات البحرية في أجواء حماسية مفعمة بالبهجة والفرح، وشهد اليوم، منافسات ساخنة في مسابقة سنيار العائلي بمشاركة 6 فرق، حيث جرت المنافسات من الساعة السادسة صباحا وحتى الساعة الخامسة مساء بالقرب من جزيرة السافلية.. فيما تنطلق في الساعة الثالثة من يوم غد الأحد منافسات مسابقة حداق السيف وهي مسابقة فردية يشارك فيها أكثر من 30 متسابقا وتجري منافساتها على شاطئ كتارا الجنوبي.
وفاز بالمركز الأول في مسابقة سنيار العائلي، النوخذة يوسف العبيدلي من فريق الوكرة بوزن قدره 20.65 كيلوغراما، وحل النوخذة جمعة الشريم من فريق سلفر فش في المركز الثاني بوزن قدره 17.95 كيلوغراما، فيما جاء في المركز الثالث النوخذة عدنان الحمادي من فريق خور العديد بوزن قدره 16.70 كيلوغراما.من جهة أخرى، تشهد أجنحة الدول المشاركة، إقبالا لافتا من قبل الجمهور، حيث تعكس تلك الأجنحة التنوع الكبير للتراث البحري لهذه الدول وما تمثله من علاقات وثيقة بين الإنسان والبحر، حيث يشارك نادي الشارقة الدولي للرياضات البحرية للمرة الأولى في مهرجان كتارا للمحامل التقليدية، بجناح يبرز كل ما يتعلق بالموروث البحري للشارقة والإمارات، سواء ما تعلق بالسفن التقليدية أو الحرف البحرية أو أدوات الغوص على اللؤلؤ .
وقالت السيدة حصة يوسف الحوسني المسؤولة عن جناح نادي الشارقة الدولي للرياضات البحرية، في تصريح لها، إن الجناح يعرض التراث البحري للشارقة والامارات العربية المتحدة، حيث يضم الحرف البحرية التي تألقت في عصر الغوص على اللؤلؤ، وتبرز حياة البحر والمهن التي عاش عليها الآباء والأجداد في الإمارات، مثل "الجلاّف" وهو النجار المتخصص في صناعة السفن وترميمها، عبر عرض لأهم الأدوات التي كان يستخدمها مثل "المنشار، المقدح، المبرد، الرندة، المطرقة"، إلى جانب الأدوات التي كان يستخدمها النوخذة "ربّان السفينة" والطوّاش "تاجر اللؤلؤ"، بالإضافة إلى أدوات الغوص مثل الديين "وعاء لجمع المحار"، والمفلقة "لفلق المحار واستخراج اللؤلؤ" والفطام "قطعة من العظام يضعها الغواص على أنفه لمنع تسرب الماء" والخبط "قطعة من الجلد تحيط بالأصبع للوقاية من الصخور الحادة عند التقاط المحار من القاع" إلى جانب لباس الغوص والقراقير وهي أقفاص لصيد الأسماك.
و أشارت إلى أن الجناح يعرض لأول مرة مقدمات السفن التي تعرف بعدة تسميات مثل الساطور أو البومية، أو العناقة وهي قطعة خشبية بارزة في مقدمة السفينة، لافتة إلى أنه يمكن التمييز بين نوع السفن من خلال المقدمة، سواء كانت سفنا تتعلق بالغوص أو الصيد أو التجارة والنقل، معربة عن سعادتها بالمشاركة للمرة الأولى في مهرجان كتارا للمحامل التقليدية الذي يجمع قطر ودول المنطقة ويبرز تراثها البحري المتنوع، مشيدة في الوقت نفسه، بما يضمه المهرجان من فعاليات وعروض ومسابقات تقدم لوحة حية تعكس اصالة التراث والموروث البحري، وتسترجع حياة الآباء والأجداد وتفاصيل حياتهم البحرية بكل ما تزخر به من كفاح وعزيمة ومثابرة.كما تشارك المملكة العربية السعودية في المهرجان بالعديد من الأجنحة التي تعرض فيها مختلف الصناعات التقليدية والفنون الشعبية المرتبطة بالتراث البحري للمنطقة الشرقية، منها صناعة الخوص وهي واحدة من الحرف التقليدية التي تتداخل فيها الثقافة والفنون وتنتشر في دول الخليج ومحافظة الأحساء.
وقال السيد حسين ياسين الفلوي المشرف على أحد الأجنحة، إن جناحه يعرض مختلف منتجات الخوص على اختلاف أشكالها وأحجامها التي تعتمد على سعف النخيل كمادة أولية، مشيرا إلى أن هذه المنتجات لا تزال تستخدم حتى اليوم بعدما كانت من ضروريات الحياة في الماضي، منها الجفير لتعبئة التمور والمؤن، بالإضافة إلى العديد من منتجات الخوص الأخرى التي يتزايد الإقبال على اقتنائها لاستخدمها في التزيين والديكور الداخلي للصالونات والفنادق، حيث تضفي بألوانها التقليدية لمسة جمالية جذابة وتجذب الزوار لتعيد لهم الماضي العريق بكل تفاصيله وأصالته وذكرياته.
ويواصل مهرجان كتارا للمحامل التقليدية الرابع عشر، فعالياته حتى السابع من ديسمبر المقبل.