أكدت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير التربية والتعليم والتعليم العالي نائب رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، حرص متاحف قطر على تعزيز مفاهيم الدبلوماسية الثقافية، من خلال بناء شبكة متنامية من المتاحف والمواقع الأثرية وتنظيم الفعاليات المختلفة والمميزة، التي تسهم بشكل كبير في تعزيز الهوية الثقافية.
وقالت سعادتها إنه على مدار الأعوام الماضية أثبتت متاحف قطر دورها الفاعل في إثراء المشهد الثقافي، مما رسخ مكانة دولة قطر كمركز حيوي للفنون والثقافة والتعليم في منطقة الشرق الأوسط وما حولها.
جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر "مستقبل المتاحف وممارسات علم المتاحف في عالم متغير"، الذي تنظمه متاحف قطر، بالتعاون مع اللجنة الدولية لعلم المتاحف التابعة للمجلس الدولي للمتاحف والمنظمة العربية للمتاحف، ويتواصل حتى بعد غد "الثلاثاء" في مقر متحف الفن الإسلامي، بمشاركة نخبة من المختصين والأكاديميين في علم المتاحف والمهتمين من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى مديري وأمناء المتاحف ومسؤولي الاتصال، بهدف تبادل الخبرات واستكشاف أحدث التطورات في علم المتاحف.
وزير التربية و التعليم: المتاحف أصبحت اليوم جزءا أصيلا من المساحة التعليمية الفاعلة للشباب
وأشارت سعادتها إلى أن المتاحف أصبحت اليوم جزءا أصيلا من المساحة التعليمية الفاعلة للشباب، وتعد مرآة تعكس القيم الثقافية، وتضمن الحفاظ عليها للأجيال المقبلة، كما تثري التجربة التعليمية، إذ تجعل التاريخ نابضا بالحياة والفن محسوسا والثقافة حاضنة بكل معانيها، وفي المقابل يعزز التعليم دور المتاحف كمنصات تلهم الفكر وتغذي الإبداع، لاستدامة التعليم، لافتة إلى تركيز المؤتمر هذا العام على الناشئة والشباب وسبل دعمهم في المستقبل وإبراز دورهم في تنمية مجتمعاتهم.
قالت سعادتها: إن مؤسساتنا المختلفة هي ركيزة لبناء جيل واع بجذوره، قادر على مواجهة تحديات المستقبل، فالتعليم ليس مجرد مناهج، بل جسر يربط الماضي بالحاضر، كما أن المتاحف ليست مجرد مبان، بل خزائن تحفظ روح الأمة وتاريخها، وضمن هذا الإطار تعمل دولة قطر بشكل وثيق مع المجلس الدولي للمتاحف الذي يعد المرجعية العالمية الأولى في مجال الترويج للتراث الثقافي والمتحفي وإدارته وحمايته.
وأضافت أنه لذلك جرى تشكيل لجنة وطنية للمتاحف في قطر، لتعكس جهود الدولة الثقافية على المستوى العالمي، وعليه يشكل هذا المؤتمر دورا محوريا في تعزيز تبادل الخبرات بين المختصين العالميين والمحليين، ويسهم في بناء جسور المعرفة للحفاظ على ديمومة إرثنا الثقافي.
تجارب فريدة
من جانبه، دعا السيد محمد سعد الرميحي الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر، المشاركين في المؤتمر إلى خوض تجارب ثقافية فريدة من نوعها، ضمن سلسلة المتاحف التي تضمها متاحف قطر، بجانب سلسلة المعارض المتميزة، والتي تم تدشينها مؤخرا ضمن مبادرة "قطر تبدع".
وأكد أن المؤتمر يأتي ضمن سلسلة من المؤتمرات الدولية ذات الصلة، التي تنظمها متاحف قطر، بدأت في عام 2023، وتتواصل بهذا المؤتمر، وغيره من المؤتمرات المقبلة، مؤكدا حرص متاحف قطر على الحفاظ على تراث الأولين وتكريس جهودها لذلك.
ويعرض المشاركون في المؤتمر موضوع التكنولوجيا والابتكار في قطاع المتاحف، بهدف إثراء تجارب الزوار من خلال استخدام أحدث التقنيات المتطورة في قطاع المتاحف مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز والذكاء الاصطناعي، إلى جانب مناقشة قضايا أخرى، منها مستقبل علم المتاحف في عالم متغير.
بدورها، قالت البروفيسورة كارين براون رئيس اللجنة الدولية لعلم المتاحف التابعة للمجلس الدولي للمتاحف، إن المؤتمر حظي باهتمام كبير من العاملين في قطاع المتاحف، كما استقطب مشاركين من جميع أنحاء العالم وخاصة من المنطقة العربية، مؤكدة أهمية الاستفادة من مناقشات المشاركين فيما يتعلق بأفضل الممارسات المتحفية في عالم متغير، بما في ذلك دور الابتكارات التكنولوجية الجديدة والتنمية المستدامة للمتاحف.
ويهدف المؤتمر إلى إشراك الشباب في مناقشات هامة وعمليات صنع القرار، مع التأكيد على الدور الأساسي الذي تؤديه المتاحف في مواجهة مشكلة تغير المناخ وفي تعزيز تجارب متنوعة في هذا الصدد.
ويستكشف المؤتمر ممارسات علم المتاحف في المنطقة العربية، حيث يركز على قضايا الاستدامة والابتكار والنماذج التعليمية، بالإضافة إلى استخدام التقنيات الحديثة والتقييم الفني المشترك والموازنة بين وجهات نظر تاريخية وتشجيع مشاركة المعارف بين الأجيال، كما يسعى إلى تعزيز الاستدامة في قطاع المتاحف، بما يتماشى مع أجندة الأمم المتحدة 2030 وأهداف التنمية المستدامة، ويوفر للمشاركين كذلك فرصة لتجارب عملية للتعلم من خلال ورش عمل بالإضافة لباقة متنوعة من الأنشطة الثقافية.