عقدت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، اليوم، الجلسة العاشرة من مبادرة "إضاءات" تحت عنوان "ذوو الإعاقة مستقبل شامل ومستدام" بقاعة المسرح، وذلك بمناسبة احتفالها باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، وبحضور سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي، وكيل وزارة التربية والتعليم و التعليم العالي؛ لتسليط الضوء على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتمكينهم ومشاركتهم في المجتمع، بما في ذلك حقوقهم في مجال التعليم والصحة والعمل واستعراض التحديات التي تواجههم، والجهود المبذولة لتحقيق بيئة شاملة تضمن لهم العيش بكرامة والمساواة مع غيرهم، وطرح أفكار ومبادرات تساهم في بناء مستقبل أكثر شمولًا وعدالة.
شارك في الجلسة التي أدارها السيد/ عبد الله الهلابي من العلاقات العامة والاتصال بالوزارة، كل من السيدة/ مانعة فهد الحبابي، خبير توجيه تربية خاصة بوزارة التربية، والسيد/ علي عبد الله الهاجري، رئيس قسم التسجيل وإدارة منصة "كوادر" ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، والأستاذة نورة حسن المسلماني، معلمة مادة برايل في مدرسة رقية الإعدادية للبنات، والطالب سلطان علي الغامدي من مدرسة مسيعيد الابتدائية الإعدادية الثانوية للبنين.
تناولت الجلسة عدة محاور منها التشريعات والسياسات والخطط والبرامج الداعمة لحقوق ذوي الإعاقة، وآليات ومراقبة تنفيذها، وضمان التزام المؤسسات بالمعايير الدولية، إضافة لدور المجتمع المدني في تعزيز حقوق ذوي الإعاقة وغيرها من الشواغل.
وفي تصريح صحفي أشاد سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي، وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، بذوي الإعاقة الذين شاركوا في الجلسة، وقال إنهم من ذوي الهمم العالية، ودعاهم أن يكونوا مُلهِمين لأقرانهم من ذوي الإعاقة، مؤكدًا أن الوزارة قدمت العديد من الخدمات لذوي الإعاقة من خلال مدارس الدمج والمدارس المتخصصة، مثل: مدارس الهداية والعوسج، حيث تُقدم لهم مناهج تزودهم بالمهارات وتسهل التحاقهم بسوق العمل.
كما كشف سعادته عن افتتاح مدرسة جديدة تسمى مدرسة "وارف"، ضمن استراتيجية الوزارة سترى النور قريبًا لتوفير خدمات للطلبة ذوي الإعاقة الشديدة الذي لا يستطيعون التعلم بالطرق التقليدية. ولتحقيق تكافؤ الفرص في العمل، أكد سعادته وجود العديد من ذوي الإعاقة الذين يعملون الآن بوزارة بالتربية بالتنسيق مع ديوان الخدمة المدنية، وأن الوزارة مهتمة بذوي الإعاقة وتأهيلهم ليسهموا في التنمية المستدامة لبلدهم.
تحدثت الأستاذة مانعة فهد الحبابي، خبير تربية خاصة بوزارة التربية، عن خدمات التربية الخاصة والتعليم الدامج التي تقدمها الوزارة، لضمان حق تعليم ذوي الإعاقة، وتمكينهم من المشاركة وتحقيق استقلاليتهم ودمجهم في البيئات التعليمية، مشيرة إلى أن الوزارة وفرت مدارس متخصصة ومسارات مهنية لذوي الإعاقة، وبيئة مدرسية مواتية لدمجهم وفق أعلى المعايير الدولية، كما تحدثت عن دور القسائم التعليمية في تعزيز تكافؤ الفرص التعليمية للطلاب القطريين من ذوي الإعاقة، ومساعدتهم على تحقيق إمكاناتهم في بيئة تعليمية شاملة تدعم احتياجاتهم الفردية.
أمّا السيد/ علي عبد الله الهاجري، رئيس قسم التسجيل وإدارة المنصة بإدارة الترشيح والإحلال في ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، فتحدث عن حق ذوي الإعاقة في التوظيف والعمل، مؤكدًا متابعة تحقيق نسبة التوظيف التي لا تقل عن 2% من ذوي الإعاقة في الجهات الحكومية، وتعيين 41 شخصًا من ذوي الإعاقة بالتعاون مع 16 جهة، إضافة لتنفيذ مشروع تحسين النفاذ الرقمي وتحسين بيئة العمل بالتعاون مع مركز مدى، وتدريب أكثر من 50 موظفًا من الموارد لبشرية في الجهات الحكومية للتعامل مع احتياجات ذوي الإعاقة من خلال برنامج التيسير الوظيفي، وتقييم المباني للتحقق من مدى ملاءمتها لاحتياجات ذوي الإعاقة، وتطبيق النفاذ الرقمي في المنصات الإلكترونية، بما فيها المنصة الوطنية لتنسيق التوظيف "كوادر" ونظام موارد، مستعرضًا السياسات والبرامج المعزز لحقوق ذوي الإعاقة.
وحول التجارب الناجحة لذوي الإعاقة وكيفية تجاوز العقبات والتحديات التي قابلتهم وتطلعاتهم المستقبلية ومشاركتهم في المسابقات الدولية والمحلية، تحدث الطالب سلطان الغامدي من مدرسة مسيعيد الثانوية، عن تجربته مع الإعاقة، ومشاركته ضمن وفد دولة قطر في البطولة الدولية المفتوحة لأولمبياد ذوي الإعاقة بجمهورية روسيا الاتحادية، ودور الأسرة في مساعدته وتشجيعه على الاندماج في المجتمع حتى أصبح موهوبًا في التصوير.
أما المعلمة نورة حسن المسلماني، معلمة مادة برايل وخريجة جامعة قطر وحاصلة على جائزة أخلاقنا في نسختها الثالثة عن مشروع "أنا أقدر"، فاستعرضت تجربتها مع الإعاقة منذ الطفولة وحتى التخرج من الجامعة وعملها كمعلمة، والتحديات التي قابلتها، مؤكدة أن الإعاقة طاقة حين يتم توظيفها تؤدي للنجاح، وأن ذوي الإعاقة قادرون على تقديم الكثير والمساهمة في بناء الوطن، ودعت أولياء الأمور إلى أن يثقوا في قدرات أبنائهم، ويتيحوا لهم الفرصة للاستفادة من طاقاتهم.
وفي سياق متصل، قدم السيد أحمد الشيخ، خبير تكنولوجيا مساعدة بمركز مدى، مداخلة في الجلسة ركز فيها على أهمية خدمات التقييم الشامل للطلبة ذوي الإعاقة المستجدين والمحوّلين من المدارس، لتحديد احتياجاتهم التعليمية وتوفير البيئة المناسبة لهم، منوهًا بأن المركز يضم فريقًا متعدد التخصصات، يشمل اختصاصيين في العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي والنطق واللغة والعلاج النفسي والتربية الخاص، ودعا لتوحيد الجهود الحكومية وغير الحكومية لتعزيز الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة.
وبدوره، قدم الدكتور موسى عبد المجيد من وزارة الصحة والرعاية الصحية، مداخلة ركز فيها على أهمية الرعاية الصحية الشاملة، وضرورة توفير خدمات طبية متكاملة لذوي الإعاقة، بما في ذلك التشخيص المبكر، والرعاية الوقائية، والعلاج المناسب، وإمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية والصحة النفسية لذوي الإعاقة.
وقد خلصت الجلسة إلى أهمية تغيير الصور النمطية والوصمة الاجتماعية وتغيير المفاهيم الخاطئة تجاه ذوي الإعاقة، وتعزيز التوعية بحقوقهم عبر الإعلام والفنون، وتوحيد الجهود مع جميع الشركاء من المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والشركات والأفراد والأسر والمدارس، في خلق بيئة داعمة لذوي الإعاقة. كما دعا المتحدثون إلى أهمية تعزيز التشريعات التي تدعم حقوق ذوي الإعاقة في مجالات الصحة والتعليم والتوظيف، وتوفير برامج تدريبية متخصصة لذوي الإعاقة لتحسين فرصهم في سوق العمل.
وفي ختام الجلسة، كرّم سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي، وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، المتحدثين في الجلسة لدورهم في إثراء النقاش والحوار التربوي حول شواغل ذوي الإعاقة وحقوقهم بدولة قطر والخدمات المقدمة لهم.
تُعد مبادرة "إضاءات" منصة حوارية تجمع التربويين في جلسات نقاشية، تتناول قضايا تربوية وأكاديمية محددة ذات اهتمام مشترك؛ للوصول لأفكار تطويرية فاعلة وملهمة، وتوظيف مخرجات هذه الجلسات في تعزيز خطط الوزارة وسياساتها التربوية.