نظم برنامج الفلسفة في معهد الدوحة للدراسات العليا ضمن سلسلة ندواته للاحتفاء باليوم العالمي للفلسفة، اليوم، ندوة بعنوان "العقل والأخلاق: في الحاجة إلى الفلسفة اليوم"، أدارها الدكتور رشيد بوطيب أستاذ مساعد في برنامج الفلسفة، وحضرها عدد من الأكاديميين والباحثين والطلبة.
وتطرق المشاركون في الندوة السادسة التي ينظمها البرنامج، إلى عدة محاور من أبرزها كيفية فهم الفلسفة في السياق العربي، وأهمية الفضائل الأخلاقية في تفعيل التفكير النقدي، والمخاطر التي قد تترتب على توظيف الذكاء الاصطناعي بتغييب الآخر، حيث أبرز الدكتور رجا بهلول أستاذ ورئيس برنامج الفلسفة، خلال الافتتاح، أن أهمية الندوة تأتي في إطار الحديث عن العقل والأخلاق، لا سيما وأن الكثير من الأطروحات التي يعكف طلبة السنة الثانية في البرنامج على إعدادها، تتطرق إلى العلاقة بين العقل والأخلاق من جوانب مختلفة، إضافة إلى ضرورة التفكير في انفلات العالم المعاصر من عقال الأخلاق، سواء في أوقات السلم أو الحرب.
بدوره، قدم الدكتور كريم صادق أستاذ مساعد في برنامج الفلسفة، مداخلة بعنوان "الفلسفة في سياق عربي: مركزية الأخلاق"، تطرق فيها إلى كيفية فهم الفلسفة في السياق العربي وإلى الأزمتين البيئية والمعرفية، لافتا إلى أهمية الفضائل الأخلاقية كشرط لتفعيل التفكير النقدي، بجانب بحث فكرة أخلاقيات النقاش كشرط لاستدامة النقاش العمومي.
وشهدت الندوة جلستين نقاشيتين قدم خلالهما عدد من الطلبة أوراقهم البحثية، والتي دارت حول قضايا فلسفية متنوعة، حيث تطرق الطالب أحمد زياد الجبالين في ورقته "علمانية دون معلمن: مسألة العلمانية عند هانس بلومبرج"، إلى مفهوم العلمانية عند الفيلسوف الألماني هانس بلومبرج بالشرح والنقاش والنقد، فيما تناول الطالب نضال سعيدي "الأخلاق والآخر في فلسفة محمد إقبال".
كما تناول الطالب سليمان كادري موضوعا بعنوان "من المعرفة إلى الاعتراف: نحو بناء فلسفة أخلاقية على الاحترام المتبادل" ذهب خلاله إلى أن المعرفة وحدها لا تكفي لبناء العلاقات الاجتماعية، وإنما لا بد من وجود قيمة الاعتراف بالآخر. فيما تطرقت الطالبة صفاء الفقير إلى الذكاء الاصطناعي وخطر التغييب الممنهج للآخر، مشيرة إلى مجموعة من التحيزات في النماذج الاصطناعية على رأسها التحيز الآلي، والآخر التاريخي، بجانب التحيز في اختيار العينة وغيرها، بينما قدم الطالب خضر فوليتودكا ورقة بعنوان "قراءة معاصرة لمنهج الاقتصاد عند الغزالي".
