دتع دولة قطر المجتمع الدولي إلى مواصلة تقديم مختلف أنواع الدعم الكافي لخطط وعمليات الاستجابة الإنسانية للاجئين والنازحين الفلسطينيين للتخفيف من معاناتهم وضمان حصولهم على ما يمكنهم من العيش بصورة كريمة، ومواصلة تقديم المزيد من الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" للقيام بولايتها، معربة عن رفضها لأية محاولات تهدف إلى إنهاء أو تقليص دورها وتجريد الفلسطينيين من وضعهم كلاجئين وتصفية قضيتهم.
جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقاه السيد عبد العزيز محمد المنصوري، سكرتير ثاني بالوفد الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، خلال مؤتمر التعهدات السنوي لعام 2025 لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بجنيف.
وأكد السيد المنصوري حرص دولة قطر، انطلاقا من إيمانها بالمسؤولية الإنسانية وروح التضامن الدولي والمشاركة في تحمل الأعباء، أن تكون ضمن أبرز الداعمين الأساسيين لجهود الأمم المتحدة ووكالاتها لمساعدة اللاجئين والنازحين في مختلف أنحاء العالم دون أي تمييز.
ونوه إلى أن النداء العالمي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين لعام 2025 سلط الضوء على حجم وخطورة أزمة اللاجئين والنازحين التي تواجه العالم اليوم، وتزايد أعدادهم إلى ما يقارب من 140 مليون شخص، وتدهور أوضاعهم الإنسانية بسبب الصراعات الجديدة والفشل في حل الأزمات طويلة الأمد، مما يستدعي من المجتمع الدولي مواصلة التنسيق المشترك وتقاسم الأعباء وتقديم الدعم اللازم لجهود الاستجابة الإنسانية والإنمائية للاجئين والدول والمجتمعات المستضيفة لهم، والعمل على تسوية وإنهاء النزاعات وإيجاد الحلول الدائمة لها.
قطر تدين جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني
وأعرب في هذا السياق عن إدانة دولة قطر للعدوان والهجمات والجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني واستهدافها المتعمد لمخيمات اللاجئين والنازحين ومدارس "الأونروا" والمرافق المدنية التي تأويهم، موضحا أن تواصل هذه الاعتداءات سيؤدي إلى تفاقم الأزمات ونشر الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة، وتعريضها لمزيد من التوترات التي سيكون لها تداعيات إقليمية ودولية كبيرة.
وفي هذا الصدد، أشار إلى أن دولة قطر أطلقت الأسبوع الماضي بمعية الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أنشطة صندوق إرث كأس العالم فيفا قطر 2022، بتمويل قدره 50 مليون دولار أميركي، بهدف تنفيذ سلسلة من البرامج المجتمعية، بالتعاون بين دولة قطر وثلاث منظمات هي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة التجارة العالمية.
وتابع أن الصندوق سيدعم البرامج التي من شأنها تقديم الدعم لملايين اللاجئين والنازحين بسبب الحروب والنزاعات والاضطهاد وتعزيز قدرتهم على مواجهة التحديات وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتزويدهم بالخدمات الأساسية، وتقديم العون لهم لإعادة بناء حياتهم بسلام وكرامة فضلا عن تعزيز الإدماج الاجتماعي ودعم المجتمعات المحلية المعنية.
اتفاقية صندوق قطر للتنمية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين
وأضاف أن صندوق قطر للتنمية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وقعا في شهر أبريل الماضي اتفاقية متعددة السنوات بقيمة 8 مليون دولار أمريكي على هيئة تمويل مرن لدعم الاستجابة الإنسانية العالمية للمفوضية، وخاصة في حالات الطوارئ وأزمات النزوح المعرضة للإهمال والتي تعاني من قلة التمويل، بالإضافة إلى وجود العديد من المشاريع التي ما زالت في طور الدراسة والتوقيع بين الصندوق والمفوضية من أبرزها برنامج دعم إحالات للرعاية الصحية للاجئين السوريين في مخيمي الزعتري والأزرق في الأردن بقيمة تتجاوز 4 مليون دولار أمريكي، واتفاقية منحة لدعم عائلات اللاجئين السوريين في لبنان وتخفيف الضغط على المجتمع المضيف بقيمة 4 مليون دولار أمريكي.
وتابع أن صندوق قطر للتنمية بصدد توقيع اتفاقية منحة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بمبلغ قدره 5 مليون دولار أمريكي بشأن تحسين ظروف السكن والبنية التحتية العامة والمجتمعية في أوكرانيا بما يسهم في تحسين الظروف المعيشية للأوكرانيين المتأثرين ويتيح الوصول إلى الخدمات الأساسية.
وأشار إلى أن مؤسسة التعليم فوق الجميع تقوم حاليا بمراجعة مشروع بمبلغ يتجاوز 26 مليون دولار أمريكي يستهدف توفير التعليم لأكثر من 221 ألف طفل لاجئ خارج المدرسة في كل من موريتانيا وتشاد وكينيا وأوغندا وباكستان.
وشدد على تأكيد دولة قطر على مواصلة تقديم كل الدعم اللازم لجهود المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أجل تمكينها من تنفيذ برامجها وأنشطتها الإنسانية في مختلف أنحاء العالم، وتعزيز قدرتها على الاستجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة الناجمة عن موجات اللجوء والنزوح القسري.