قال سعادة السفير علي بن حسن الحمادي، الأمين العام للهلال الأحمر القطري، إن "الدبلوماسية الإنسانية" تهدف إلى خدمة الإنسان، دون شروط، وتسعى لإقناع المعنيين باتخاذ الإجراءات التي تحمي ضحايا النزاعات والكوارث، مستندة في ذلك إلى القانون الدولي الإنساني، والمواثيق الدولية ذات العلاقة، مع الدبلوماسية التقليدية.
وأشار سعادته إلى أنه من هذا المنطلق، يمكن النظر إلى "الدبلوماسية الإنسانية" باعتبارها إحدى أدوات القوة الناعمة، التي تتمثل في القدرة على تحقيق الأهداف المطلوبة من خلال الترغيب والجذب، بمشاركة منظمات العمل الإنساني والخيري، ومنظمات المجتمع المدني، والكيانات الثقافية وغيرها من المؤسسات غير الرسمية.
محاضرة تثقيفية
جاء ذلك في محاضرة تثقيفية لسعادة السفير علي بن حسن الحمادي حول "الدبلوماسية وثقافة العمل الإنساني" ألقاها أمام وفد من طلاب ماجستير الآداب في الإسلام والشؤون الدولية بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، ضمن البرنامج الأكاديمي المعتمد للكلية للعام الدراسي 2021-2022.
وتناول سعادة السفير في محاضرته - بمقر الهلال الأحمر القطري - مفاهيم الدبلوماسية التقليدية و"الدبلوماسية الإنسانية"، والحاضنة الثقافية التي تجمع بينهما، والتي تهدف إلى الإعلاء من شأن الإنسان وكرامته وحريته وحقه في العيش الكريم الآمن، مستعرضا التطبيقات الميدانية للعمل الإنساني في الإسلام.
وأوضح أن مفهوم الإنسانية في الإسلام صريح وشامل، ويعتبر أرقى مفهوم للإنسانية على الإطلاق، مؤكدًا على الدور المؤثر لدولة قطر على مستوى العالم، ودورها في مساعدة الدول المحتاجة في جائحة "كوفيد-19"، وإسهاماتها المتعددة للقضاء على الفقر بجميع أشكاله كأحد أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
الشراكة الاستراتيجية
كما سلط الضوء على الشراكة الاستراتيجية بين الهلال الأحمر القطري وصندوق قطر للتنمية، من خلال التعاون في تنفيذ العديد من التدخلات الإغاثية والإنسانية والمشاريع التنموية حول العالم، فضلا عن اشتراك الطرفين في تفاهمات استراتيجية لتطوير العمل الإنساني بدولة قطر.
وتطرق سعادته لمكونات الحركة الإنسانية الدولية باعتبارها قوة هائلة تتجلى خاصة عند إيصال المساعدات إلى الأشخاص الأكثر ضعفا ممن وقعوا في براثن الحرب، وتسعى إلى تجميع مواردها لمواجهة تحديات العمل الإنساني الذي أصبح اليوم أكثر تنافسية من أي وقت مضى.
وذكر أنه يعمل تحت مظلة الحركة أكثر من 17 مليون متطوع، ونصف مليون موظف من 192 بلدًا حول العالم، لضمان الوفاء بالالتزامات الإنسانية قبل وأثناء وبعد وقوع أي كارثة أو أزمة أو نزاع، مضيفًا أن عمال المنظمة "محليون ودوليون، مستقلون ومحايدون في آن واحد، شعارهم "من أجل الجميع في كل مكان".